حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس تفنيد انتقادات للاتفاق بين بلاده وروسيا علي هدنة في سوريا قائلا: إن بدونه سيزيد العنف بدرجة كبيرة وسيتعرض كثير من السوريين للذبح أو يضطرون للفرار من بلادهم. جاء ذلك بينما تنتظر المناطق المحاصرة في سوريا بفارغ الصبر وصول قوافل المساعدات الإنسانية الموعودة التي لا تزال عالقة رغم انحسار أعمال العنف إلي حد كبير إثر الهدنة التي ترعاها واشنطن وموسكو. وقال كيري في مقابلة مع برنامج (مورنينج إيديشن) في الإذاعة الوطنية العامة »إنها فرصة أخيرة للإبقاء علي سوريا موحدة» مضيفا: »إذا فشلنا في الإيقاف الآن ولم نتمكن من الجلوس إلي المائدة سيزيد القتال بدرجة كبيرة.» وكان مسئولون كبار في الجيش والمخابرات الأمريكية قد انتقدوا الاتفاق قائلين: إنه لا يمكن الوثوق بروسيا التي ستقدم لها الولاياتالمتحدة بمقتضي الاتفاق معلومات عن ضرباتها الجوية لمواقع المتشددين. وقال كيري: إن الاتفاق يحظي بتأييد أوباما الذي اجتمع معه أمس الأول. وأضاف: إن ما وصفها ب»الفصائل المعتدلة» التي تدعمها واشنطن وحلفاؤها في الخليج كانت في الجانب الخاسر أمام القوات الحكومية التي تتلقي المساندة من روسيا. من جانبه، اكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف علي ضرورة الفصل بين »الفصائل المعتدلة» في سوريا و»الجماعات الإرهابية» من اجل تعزيز الهدنة الهشة هناك مضيفا ان الهدنة تبعث الامل في التوصل لتسوية سلمية للصراع. وفي حال صمود الهدنة ومدتها سبعة أيام سيبدأ الجيشان الأمريكي والروسي في تنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة وتنظيم داعش في منطقة متفق عليها من سوريا. ومنذ دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا بين القوات السورية ومسلحي الفصائل علي مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة، وذلك وفقا لناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان والاممالمتحدة. واستبعد مسئول في مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشئون الانسانية احتمال ان يتم توزيع المساعدة الانسانية خلال ساعات.