كحال كل الكوارث التي حلت علي البشرية من يستطيع ان ينسي هجمات 11 سبتمبر التي يوافق اليوم الاحد الذكري الخامسة عشرة لها.. ففي مثل هذا اليوم عام 2001 تلقت الولاياتالمتحدة أكبر ضربة منذ إحراق البريطانيين للبيت الأبيض عام 1814 تمثلت في مجموعة من الهجمات الإرهابية التي تم فيها تحويل اتجاه 4 طائرات مدنية لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ثلاث منها تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون» سقط خلالها 2996 قتيلا إلي جانب العديد من النتائج التي يدفع ثمنها دول العالم وبخاصة الشرق الاوسط حتي الآن. ومنذ ان تبني تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن مسئوليته عن تلك الهجمات الارهابية بدات واشنطن حربا طويلة الأمد في الشرق الأوسط ودول اخري ضد التنظيم القاعدة ومجموعات جهادية اخري قامت خلالها بقتل العشرات من قادة القاعدة في غارات بطائرات بدون طيار في عمليات اغتيال مستهدفة.. ورغم ان تلك الضربات اضعفت التنظيم وجعلت القاعدة كجماعة في حالة يرثي لها.. الا ان خبراء مكافحة الارهاب يرون ان أفكار القاعدة لاتزال نشطة وستواصل إلهام الجهاديين في المستقبل. ورغم ان تنظيم القاعدة منذ 15 عاما كان رائدا عالميا وبلا منازع للحركة الجهادية الا انه تراجع الان بعد ان شن الرئيس الأمريكي أوباما حرب طائرات بدون طيار مثيرة للجدل ضد قادته أسفرت عن قتل مجموعة من زعمائه في مناطق القبائل بباكستان وأفغانستان وكانت هذه الضربات فعالة في التخلص من قادته وتدمير القاعدة كمنظمة ولكن ليس كحركة جهادية من حيث نشأتها.. فالحركة الجهادية أوسع بكثير من تنظيم القاعدة وتمكنت من إعادة تنظيم صفوفها والظهور من جديد نتيجة للصراع السوري. فقد وصف تقرير اصدرته الخارجية الأمريكية في يونيو الماضي ان تنظيم القاعدة تدهور بشدة بسبب اعتقال أو مقتل العشرات من قياداته الكبري والوسطي وعلي الاخص بعد اغتيال مؤسسه أسامة بن لادن في غارة للبحرية الامريكية علي مقر اقامته في أبوت أباد بباكستان. حيث قام فريق من وكالة المخابرات المركزية ورجال القوات الخاصة باقتحام المقر واطلاق الرصاص عليه في غرفة نومه. وجاء في التقرير إن اغتيال أو اعتقال العشرات من عناصر القاعدة من المستويات المتوسطة والعليا، بما في ذلك بن لادن، عطلت الاتصالات والدعم المالي وصعبت من امكانية القيام بعدد من الهجمات الإرهابية التي كانت تخطط لها. ويؤكد دكتور مايكل كيني الخبير بالإرهاب بجامعة بيتسبرغ ان تنظيم القاعدة قد تم اضعافه إلي حد كبير نتيجة حملة مكافحة الإرهاب التي اعقبت 11 سبتمبر. ورغم ان القاعدة اضطرت للاختباء ووتم مطاردة العديد من قادتها وقتلهم. فإن تنظيم القاعدة لا يزال موجودا لكنه ليس سوي ظل باهت لما كان عليه سابقا. ومع ذلك فقد حذر الخبير من أن حركة التنظيم لا تزال قوية مع زعيمها الحالي أيمن الظواهري الذي لا يزال يتعامل مع الفروع والاصول التابعة له. ومن الممكن القول أن هذا هو هدف تنظيم القاعدة ليكون بمثابة مصدر إلهام وعباءة فضفاضة للجماعات الأخري المنتشرة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك فإنه من الصحيح أيضا أن قدرة تنظيم القاعدة علي تمويل وتنسيق الهجمات الارهابية تضاءلت إلي حد كبير. صحيح أن هجمات الطائرات بدون طيار كانت أداة مهمة في الحرب ضد التنظيم لكنها فشلت في القضاء تماما علي قيادته الأصلية. فقد كان التخلص من هذه القيادات افضل طريقة لمكافحة ارهابها لانه مزق المنظمة وازاح الكثير من قادتها الكبار وما بعدهم في التسلسل القيادي وأعاق قدرتها علي الاشتراك في هجمات إرهابية. الفروع النشطة حاليا للقاعدة تشمل جبهة النصرة بسوريا وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن. والواقع يؤكد انه رغم اضعاف تنظيم القاعدة فان العالم لايزال يواجه خطر الإرهاب الذي تبدل شكله من القاعدة إلي داعش واتخذ اشكالا وتوجهات مختلفة.