انطلق موسم الحصاد الأكثر شهرة، وبدأ مزارعو 8 محافظات في جني محصول الأرز، واستعد الملايين من مواطني العاصمة ومحافظات الدلتا لشبح السحابة السوداء الذي يطاردهم منذ سنوات في الوقت نفسه من كل عام، وفي المقابل بدأت وزارة البيئة والمحافظات جهودها لصرف »عفريت» كل عام!.. حيث أكد د. خالد فهمي وزير البيئة أن الوزارة تقوم بالمتابعة اليومية من خلال فروعها بالمحافظات، وأضاف أن جهاز شئون البيئة بالمنصورة تمكن من جمع نحو 329 طنا من قش الأرز وقام بتحرير 4 محاضر لفلاحين قاموا بحرقه، بينما جمع فرع الشرقية 42 طنا وسيطر علي أربعة حرائق بمساعدة الأهالي.. وفي طنطا قام الجهاز بجمع 50 طنا من القش وتحرير 34 محضرا لفلاحين خالفوا التعليمات، حسبما أكد د. جمال الصعيدي رئيس إدارة الفروع بالوزارة. وكشف أحمد أبوالسعود الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة أن القمر الصناعي قام خلال اليومين الماضيين بمتابعة وتصوير مخالفات حرق القش، ورصد مخالفتين بالبحيرة، وثالثة بكفر الشيخ، ونقطتين بالشرقية، وأخري بالغربية، وتم إرسال الصور للمحافظين للسيطرة علي الحرائق واتخاذ الإجراءات القانونية. وأعلنت المحافظات حالة الطوارئ لمواجهة الحرائق، ففي الشرقية تم تجنيد نحو 3000 مهندس ومشرف زراعي للمرور علي زراعات الأرز والإشراف علي حصادها ونقل القش إلي مراكز التجميع وقررت المحافظة تحصيل غرامة 2000 جنيه من كل مزارع يقوم بحرق القش، خاصة أن موسم الحصاد لايزال في بدايته، فقد أوضح المهندس علاء عفيفي وكيل وزارة الزراعة أنه تم زراعة 265 ألف فدان بمحصول الأرز لم يحصد منها حتي الآن إلا 13 ألفا.. وتقدر كمية القش المتوقعة بأكثر من نصف مليون طن. تم إعداد خطة للاستفادة منها بحيث تحقق عائدا مجزيا، منها كبس 350 ألف طن من خلال 450 مكبسا، وتدوير 50 ألفا وتحويلها لأسمدة عضوية، وتشوين الكمية المتبقية لاستخدامها في أغراض أخري مثل تغطية الخضراوات في الشتاء لحمايتها من الصقيع، كما يمكن استخدامها في قمائن الطوب وحماية أسطح المنازل. ولتوعية أهالي الشرقية تم عقد 100 ندوة إرشادية والاتفاق مع علماء الدين الإسلامي والمسيحي علي إرشاد المزارعين لأهمية التخلص الآمن من القش. وبلغت المساحة التي تم حصادها حتي الآن في كفر الشيخ 31 ألفا و288 فدانا من إجمالي 271 ألفا و699 فدانا مزروعة بمحصول الأرز، ويتم الحصاد وسط إجراءات مكثفة لمواجهة عمليات حرق القش لتجنب حدوث السحابة السوداء التي غطت سماء المحافظة طوال مواسم الحصاد في الأعوام السابقة وهو ما أدي إلي عدم ظهور السحابة السوداء بسماء المحافظة حتي الآن.. رغم وجود بعض المخالفات وقيام أصحاب الأراضي بحرق القش، ولكن بصورة أقل من الأعوام السابقة لوجود لجان مرور طوال 24 ساعة يوميا لرصد أي حالات حرق قش وتحرير محاضر لها. وأوضح المهندس محمد عبدالله وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة انه تم تحرير 54 محضرا علي مستوي المحافظة.. وتوجد غرفة عمليات يعمل القائمون عليها بالتناوب علي مدار 24 ساعة لرصد المساحات التي يتم حصادها وتحرير محاضر للمزارعين المخالفين الذين يقومون بحرق القش وتحويل هذه المحاضر إلي مديرية البيئة لتوقيع العقوبة علي المخالفين.. وأشار إلي أنه تم تخصيص 9 مواقع تجميع للقش علي مستوي المحافظة وتم توريد 950 طنا بسعر 50 جنيها للطن.. كما تم استغلال 87 طنا في عمل كومات سمادية لإنتاج السماد العضوي.. و22 طنا لإنتاج الأعلاف من خلال معالجتها ببعض المواد الطبيعية.. إلي جانب توفير المكابس للمزارعين وقد تم كبس حوالي 8 آلاف طن حتي الآن. من جانبه أكد المحافظ اللواء السيد نصر انه سيتم مواجهة السحابة السوداء واستغلال قش الأرز من خلال إقامة مجمع بكل جمعية زراعية علي مستوي المحافظة. وفي الغربية عقد محافظها اللواء أحمد ضيف صقر اجتماعا لمناقشة استعدادات المحافظة لمواجهة السحابة السوداء.. وشهد الاجتماع مناقشة المحاور الثلاثة التي وضعتها المحافظة لمواجهة السحابة السوداء.. ركز الأول علي المزارع الصغير واستهدف تجميع 300 ألف و500 طن من قش الأرز لتحويلها إلي أعلاف غير تقليدية للحيوانات، وتحويل الباقي منها إلي سماد عضوي حوالي 27 ألفا و500 طن وذلك بالتنسيق مع وزارة البيئة. ويهدف المحور الثاني إلي تحديد عدة مواقع بالمحافظة لتجميع قش الأرز اعتمادا علي الأفراد، وقد نجحت التجربة في العام الماضي في قرية اشناواي بمركز السنطة وسجلت الأقمار الصناعية ان محافظة الغربية كانت الأقل تسببا في السحابة السوداء في العام الماضي. ويتضمن المحور الثالث توعية الفلاح بأهمية قش الأرز واستخداماته بدلا من حرقه.