الحقيبة التي تحملها قاتلة ! الحزام الذي تلف به وسطك به شفرة اصابتك بالسرطان ! العاب الاطفال بدلاً من أن تسلي ابنك او تلهيه عنك قد تتسبب له في مرض خطير يودي بحياته ! صدق او لا تصدق .. هذه المنتجات وغيرها تنتشر في ميدان الاسعاف في قلب القاهرة .. الباعة يؤكدون انها صناعة صينية ، والمواطنون يقبلون عليها لرخص اسعارها ، إلا ان مركز السموم الاكلينيكية و وزارة الصحة تؤكد انها تتسبب في كوارث صحية للكبار والصغار .. اخبار الحوادث تعرض هذه الكارثة امام المسئولين بوزارة التجارة الخارجية ومراكز الحجر الصحي بالمنافذ والجمارك للإجابة علي السئوال : كيف تسللت هذه السلع والأدوات القاتلة الي بلادنا ؟! وماهو الحل ؟! .. علي الأرصفة بميدان الاسعاف تنوعت نداءات الباعة الجائلين للترويج عن "ملابس" و"نظارات" و "احذية" و "حقائب" والحلي الصيني لننتهي الي الطامة الكبري وهي السجائر الصيني .. فضلاً عن اشغالهم للطريق العام الذي اصبح من المستحيل ان تطأ فيه قدماك علي رصيف الميدان . بعض الباعة يقول إن غالبية الشعب المصري يبحثون عما هو رخيص ويحمل خصائص المنتجات الثمينة , وهذا ما استطاعت المنتجات الصينية ان توفرها للمواطن المصري .. ويقول آخر بإن المصريين اصبحوا لا يثقون في منتج بلادهم مما جعلهم يتجهون إلي المستورد وعلي وجه خاص المنتج الصيني . تضاربت الاقوال بينهم وكأنك تستمع الي كبار التجار في مصر وهم لا يدركون انهم يبيعون السموم الي اخوانهم .. باحثين عن اي مصدر للرزق حتي لو كان علي حساب ذويهم . غباء اقتصادي ! وعلي الجانب الآخر تحدث اساتذة الطب والخبراء التجاريين الذين كان لهم رأي اخر يقول الدكتور محمود عمرو مدير المركز القومي للسموم الإكلينيكية ان هناك خطر داهم يهاجم المواطنين المصريين لا يعرفون مدي تأثيره علي صحتهم .. نسبة لما تحمله المنتجات الصينية من نسب عالية من المواد البتروكيميائية التي تزداد خطورتها عند الاحتراق وخروج مواد مركبة تسبب بعض الامراض مثل السرطان .. ومن الملاحظ اننا سوف نعاني من مثل هذه المواد لمدة لا تقل عن 50 سنة قابلة للزيادة .. واننا نصف المتسببين في هذه المشكلة بالغباء البيئي والاقتصادي ، حيث انهم لا يتعاملون بمنطق الحفاظ علي البيئة اضافة الي محاولتهم الربح باي طريقة حتي لو علي حساب المواطنين الغير واعيين لخطورة هذه المنتجات .. ويضيف عمرو المواد المستخدمة في صناعة هذه المنتجات .. ان الخامات المستخدمة في تلك المنتجات رديئة للغاية، والتي يحذر الأطباء من أضرارها الصحية وتسببها في مرض السرطان. ومؤخرًا تمَ اكتشاف أن الصينيين يجمعون مخلَّفات البلاستيك من جامعي القمامة في مصر ويصدرونها لبلادهم، ثم نستوردها في شكل أدوات منزلية ولعب أطفال وملابس، والطامة الكبري أدوات طبية، مثل دعامات القلب وفلاتر الغسيل الكلوي. وبحديثه عن اضرار الحلي الذهبية الصينية قال ان هناك تقرير افاد بأن المصانع الصينية تستخدم معدن الكادميوم في تصنيع الحلي، وهو معدن سام جدا ومسرطن، إلا أنه رخيص، لونه فضي لامع، لين وسهل التشكيل، كما أنه ينصهر عند درجة حرارة قليلة بالنسبة للمعادن، وهي 321 درجة مئوية، وتلك الخصائص تجعله من الناحية الفنية معدنًا مثاليا لتصنيع العديد من المنتجات، وليس الحلي فقط، الا أن استخدامها يمثل كارثة حقيقية من الناحية الصحية. ويوضح أن المشكلة الأساسية تمكن في انعدام الرقابة علي التصنيع، وعمليات النقل، وأيضا انعدام الرقابة في الدخول، موضحا أن التقنية الخاصة باكتشاف مثل هذه المشكلات المنعدمة للغاية، والصين تدرس ذلك جيدا، وبالتالي تنتشر المنتجات الصينية العشوائية في الأماكن النامية. عبوات المياه البلاستيكية ! ويلفت إلي أن المواد المنقية للماء- بما فيها الكلور- تتفاعل مع البلاستيك في حالة سخونة المياه، خاصةً المواد التي يحدث لها إعادة تدوير تكون أكثر عرضةً للتحول إلي مادة مسرطنة. ويكشف أن الزجاجة البلاستيكية تحتوي علي أكثر من 1500 مادة كيميائية تتفاعل مع بعضها في حالة الحرارة، وأكثر هذه المواد خطورة مادة الفروميك والألداهيت ، وذلك لتحول الفورميك إلي "فروميك أسيد" ، الذي يعمل علي ضمور مفاجئ في عصب العين ويصيب بعمي مفاجئ. ويطالب بضرورة وجود فريق بحثي لكل محافظة، يحلل جميع المنتجات، متسائلاً: هل يوجد معامل مجهزة للكشف عن المنتجات الصينية؟! المستورد السبب ! ويستكمل الحديث الاستاذ محمد المصري رئيس اتحاد الغرفة التجارية قائلاً أن استيراد مثل هذه الأنواع الرديئة من المنتجات ترجع في الأساس إلي طبيعة المستورد نفسه، الذي يحرص علي استيراد السلع التي يزداد الطلب عليها، وبأقل الأسعار حتي يحقق أكبر مكسب ممكن، مهما كان الثمن، موضحا أن المستورد أمامه جميع أنواع السلع الرديئة والجيدة والممتازة، والسوق المصري هو من يحكمهم ويدفعهم للشراء. ويري أن ظاهرة استيراد المنتجات الرديئة بدأت في الانحصار منذ شهر مارس الماضي بعد المواصفات التي فرضت علي السلعة المستوردة، وهي تشترط أن يحصل المنتج قبل استيراده علي شهادة الجودة من الصين (ciq)، وبناءً عليها تدخل السلع معامل للفحص الطبي ، ثم بعد ذلك تتولَّي هيئة الرقابة علي الصادرات والواردات في مصر الكشف عن كل منتج يخص صحة الإنسان. ويضيف المصري أن قرار وزارة التجارة والصناعة بتشديد مواصفات الجودة علي المنتجات الواردة من الصين سوف يضبط, وشهادات الجودة التي تشترطها الوزارة في تحجيم معدلات التهريب سوف تساعد بعض الشيء، بجانب تفتيش دقيق للكونتينرات المستوردة، وبالتالي انخفض معدل التهريب الذي أثَّر سلبا في المنتجات المصرية. ويشير إلي أن كل المنتجات التي يتم الإعلان عنها بواق قديمة في الأسواق، وكان من المفترض أن تلعب الحكومة دورها وتسحب هذه السلع من الأسواق. خطورة التهريب !وينهي الحديث الدكتور ايهاب عطية مدير عام الادارة العامة لصحة البيئة بوزارة الصحة قائلاً ان هناك ورشة عمل مستمرة بين الجهات الجمركية ووزارة المالية والداخلية لعمل حصر لأضرار السجائر المهربة من الصين ومدي تأثر الخزينة المصرية بمثل هذه العمليات لعدم وجود اي مصاريف تأمين علي السلع المهربة .. واذا نظرنا الي مصدرها فنجد انها غير واضحة المعالم وليس لها مرجعية ورخيصة الثمن مما يجعلها محل شك الكثير من المواطنين .. ومن جانبنا فاننا نحارب مثل هذه السجائر بتوعية المواطنين بأضرارها وتأثيرها علي صحة المواطن المصري .. حيث ان اكثر المتضررين منها هم صغار السن الذين ينحازون وراءها نظراً لرخص ثمنها ومنظرها .موضحا انه من اهتمامات وزارة الصحة هذه المسألة الشائكة التي اثارت فزع الكثير من المواطنين ولكن حتي تستقر الاوضاع في البلاد سيكون علي قائمة جدول اعمالنا التصدي لهذه الظاهرة والحفاظ علي ارواح المواطنين .