أهل شمال سيناء يعيشون هذه الأيام مع أولي بشائر موسم صيد السمان الذي يتحول في مثل هذا الوقت من كل عام إلي كرنفال شعبي يمتزج فيه أكثر من نشاط اقتصادي علي طول 120 كيلو مترا تمثل الساحل الشمالي للمحافظة بداية من رفح شرقا وحتي بالوظة غربا، خاصة لمن يمتلك اراضي محاذية للشاطئ .. وتستمرهذه الحياة طوال موسم صيد السمان خلال نهاية أغسطس وطوال شهري سبتمبر وأكتوبر، وتنتقل الاسر للاقامة اسفل اشجار النخيل داخل مسكن تقليدي لمتابعة نشاط صيد السمان، وجني بلح النخيل وصناعة العجوة، ويقوم بعضهم بصيد الاسماك، ويقضون أياما جميلة يعودون فيها إلي الطبيعة وقضاء صيف ممتع بعيد عن جيران المنازل ومطالب الحياة العصرية، كما يحرصون في هذه الأيام علي تناول الأطعمة البدوية وخاصة » اللصيمة » التي تنتشر بين ابناء البادية، و يصاحب ذلك اقامة ليالي السمر التي تلتقي فيها الاسر معا في الفترة المسائية لتجمع من افترق منها وتعيد التآلف الاجتماعي، كما تشهد أيضا اختيار شريكة الحياة عبر هذه اللقاءات. ونظرا لأهمية ذلك الموسم الذي يهتم به الأهالي فقد اصدر اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء قرارا يسمح بصيد السمان في الفترة من 1 سبتمبر وحتي 31 اكتوبر 2016م، وذلك مع الضوابط والقواعد المنظمة لعملية الصيد، وتشمل حظر عمليات الصيد نهائيا ولجميع انواع الطيور المهاجرة بمنطقة محمية الزرانيق.ويشير شعبان الفضالي من العريش إلي ان موسم صيد السمان يتم في توقيت سنوي محدد، حيث يتم تركيب الشباك لصيد السمان وخاصة في اوقات ساعات الفجر عندما يصل السمان من البحر بعد رحلة طيران تستمر لايام، وقد يصادف شباك الصياد عدد كبير من السمان قد تصل إلي 5 أزواج أو اكثر ولكن ذلك لا يحدث كثيرا نظرا لقلة الاعداد التي تاتي إلي سيناء، ويباع الزوج بمبلغ 17 جنيها ويمكن ان يصل إلي 20 جنيها، خاصة أن له طعما لذيذا ومميزا عن السمان الذي تربيه المزارع. ويوضح المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء أن موسم صيد السمان اصبح ظاهرة رسمية علي طول المدن الساحلية، مشيرا إلي أن السمان هو أحد الطيور المهاجرة وتدخل في حكم فاكهة الموسم لدي المواطنين، ويعتبر وكأنه بمثابة مهرجان شعبي يحتفل به المواطنون علي طريقتهم الخاصة، حيث تصاحب عملية الصيد عدة انشطة بيئية متنوعة تمزج بين الحياة العصرية وحياة البادية.