الخيانة الزوجية والعنف الاقتصادي وتدخل الحموات.. ثلاثة أسباب تؤدي إلي الطلاق في الدولة العبرية التي يناهض فيها الرجال لممارسة أبوتهم بعد انفصالهم عن زوجاتهم بعد أن انحاز القانون للأم المطلقة وحمّل الرجل العبء المالي في الإنفاق علي الأبناء، وفي المقابل يفضل خبراء النفس الحياة بدون زواج وهم يحصون تأثير العزوبية الصحي علي الرجل والمرأة. بعد أن انتهي أحد مكاتب المحامين المتخصصين في شئون الأسرة بإسرائيل من تحليل أسباب حدوث 400 حالة طلاق قام بتوليها الفترة الأخيرة، تبين أن الخيانة الزوجية هي أهم سبب للانفصال. وكشف التقرير الذي قدمه المكتب أن حوالي 11,25 % من نسبة الطلاق بإسرائيل كانت بسبب خيانة أحد الزوجين، في حين أن البعض ممن تمت خيانتهم لا يعتبرون الخيانة سببا كافيا لتفكيك الأسرة. وأوضح البحث أن بعض الأزواج ينفصلون عن زوجاتهم لأسباب إقتصادية، وتنفصل النساء بسبب "العنف الاقتصادي" الذي يمارسه الزوج تجاهها. ويعتبر تدخل "الحموات" في حياة الزوجين ومحاولة السيطرة علي حياتهم أحد أهم الأسباب الشائعة للطلاق في إسرائيل. بالإضافة لكل هذا تأتي الأزمات الشخصية التي يواجهها أحد الزوجين عندما يشعر باكتفائه من العلاقة الزوجية بعد مرور سنوات، وغالبا ما يكون بعمر 40 حتي 50، أحد أسباب الطلاق، ويعتبر البحث عن معني للحياة أو تحقيق السيرة المهنية أحد أهم الأزمات المؤدية في نهاية الطريق للانفصال. وفي حين تنتشر دعوات الزفاف علي صفحات "فيس بوك"، مع بداية موسم الأعراس، ولكن يبدو أن الباحثين أثبتوا أن الادعاء "بأن الحياة الزوجية أفضل لبني البشر" خاطئ في كل الأحوال. ولكن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت صراعا في إسرائيل حول حضانة الأطفال، بين من يريد إبقاء "حضانة الطفولة المبكرة" كما هي، التي تقضي أن الطفل في إسرائيل حتي سنّ السادسة الذي تطلّق والداه، سيبقي، باستثناء الحالات الاستثنائية، بحضانة أمه، وبين من يدعي أن القانون القائم يعمل ضدّ الآباء ويمنعهم من ممارسة أبوّتهم بشكل كامل من خلال الحضانة المشتركة. ويعتقد الآباء أنّ هيئات السلطات القضائية والرعاية الاجتماعية تمتلك سلطة واسعة موجّهة للإضرار بهم. ويجني نضال الرجال المطلقين في إسرائيل ثماره بصعوبة، وبين حين وآخر يغطي الإعلام هذا النضال ويحضر نماذج وقصصا لآباء يكافحون النظام القضائي الذي لم يستطع تحديث قوانينه مع تقدم المجتمع وبخلاف كل منطق وحس سليم. علي جانب آخر نشرت صحيفة " معاريف " الإسرائيلية لباحثة علم نفس أمريكية تأكيدها علي أن "العزوبية" تضمن للبشر حياة سعيدة وصحية أكثر، وقالت إنها فحصت أكثر من 800 بحث طبي ونفسي حول العزوبية، خلال ال 30 عاما الأخيرة، وتوصلت إلي استنتاج مختلف وهو أن العزاب حافظوا علي رغبتهم في التطور والتقدم في الحياة، ويهتمون بإنجاز عملهم بطريقة أفضل من المتزوجين، وهم أقل عرضة للمشاعر السلبية، وتكون علاقتهم أفضل بأهلهم، وإخوتهم، وأصدقائهم، وجيرانهم، وزملائهم في العمل. وبغض النظر عن المعوقات الاقتصادية والاجتماعية، فهي تري أن العزوبية خيار شخصي، يتخذه الشخص بكامل إرادته، دون وجود أي أسباب مادية أو غيرها. وتري أن الزواج يحوِّل الأشخاص ل "ضيقي الأفق"، لذلك لا يجب علي العزاب التفكير الدائم بالوحدة وما تسببه لهم مع كبر السن، فللوحدة فوائد نفسية كثيرة. وتحصل أغلب الأمهات المطلقات (في نحو 90 % من الحالات) علي الحضانة الكاملة للأطفال، ويكون الأولاد في صحبة آبائهم مرتين فقط في الأسبوع وكل نهاية أسبوع ويلزم القانون الآباء بدفع تكاليف "النفقة" للأم وأبنائها.