وراء شخصيتها الهادئة..عقلية علمية وإدارية حكيمة أثبتت نجاحا كبيرا في كل المناصب التي تولتها.. هي الدكتورة نادية زخاري وزيرة البحث العلمي سابقا.. والأستاذ بالمعهد القومي للأورام.. ورئيس لجنة البحث العلمي بالمجلس القومي للمرأة.. وصاحبة أكثر من 65 بحثا علميا منها 40 بحثا منشورة بمجلات علمية عالمية في مجال الأورام. ..................................... ؟ والدي كان مهندس ري.. ووالدتي خريجة مدارس راهبات فرنساوي.. وانا الابنة الصغري وسط شقيقين وشقيقتين..ولدت في السودان أثناء انتداب أبي للعمل بها وقت الوحدة.. درست في مدرسة انجليزية.. وكنت طفلة هادئة.. ولم أكن متفوقة في الدراسة لكن كانت لدي هوايات كثيرة كالرسم والسباحة وكرة السلة وتنس الطاولة.. اخوتي الثلاثة كانوا مهندسين.. أما أنا فلم يكن لدي هدف محدد.. كنت أكره المواد الأدبية.. فالتحقت بالقسم العلمي.. ∩ماكنش عندي أمنيات محددة.. لكن مجموعي دخلني كلية العلوم ∩.. ووجدت نفسي أحب الكلية ودراستها.. فتفوقت فيها.. وتخصصت في القسم الذي لا يلتحق به إلا المتفوقون.. وهو قسم الكيمياء الحيوية.. ودفعني التفوق لمزيد من التفوق.. وأصبح هدفي هو الالتحاق بالتدريس الجامعي.. وبالفعل كنت الثالثة علي الدفعة في البكالوريوس..لكن لحظي السيئ لم تأخذ الكلية سوي اثنين معيدين.. فأخذني والدي إلي صديقه وكيل وزارة التعليم العالي وقتها.. والذي نصحني بتقديم أوراقي لمعهد الأورام الذي كان يستعد لفتح أبوابه.. وفعلا قبلوني.. وحصلت فيه علي الماجستير والدكتوراه.. ..................................... ؟ والدي ووالدتي كانا يتشاركان في تربيتنا ويتابعان كل أمورنا ودروسنا.. فوالدتي كانت تذاكر لي اللغات.. ووالدي يذاكر لي العلوم والرياضيات.. والدتي أيضا كانت تعلمنا الالتزام في كل عمل نقوم به.. وكانت تهوي الفن والرسم.. وأبي كان يعشق النظام.. ويكره الفوضي.. وكان يطلب مني ترتيب مكتبي وتنظيفه قبل أن يجلس معي لاستذكار دروسي.. كان أيضا حريصا علي تعليمنا حب الآخر واحترامه.. وكان يعلمنا ألا نسأل أحدا عن ديانته.. فالدين لله وحده. والغريب أن والدي كان أكثر تساهلا في التربية.. بينما كانت أمي أكثر تشددا لدرجة أنها لم تكن تسمح لنا بالاشتراك في الرحلات البعيدة كالأقصر وأسوان مثلا. ..................................... ؟ زوجي هو د.جمال غالب أخصائي التحاليل.. خريج علوم مثلي.. لكن جامعة عين شمس.. تعارفنا من خلال إحدي صديقاتي.. وربط بيننا التفاهم والاحترام منذ البداية.. وحتي الآن والحمد لله. ..زوجي أكبر داعم لي في الحياة.. يشجعني دائما علي العمل والنجاح.. ويشاركني مسئولية البيت ورعاية الأولاد منذ صغرهم وخاصة أثناء غيابي وهو الذي شجعني علي قبول الوزارة رغم خوفي في البداية.. ∩علي فكرة.. جمال هوايته الطبيخ.. وأكله حلو.. بس بصراحة مبكونش مبسوطة أوي لما بيدخل المطبخ .. لأنه بيبهدله∪.. ..................................... ؟ الوزارة بالنسبة لي كانت مفاجأة.. ∩كنت وقتها رئيس قسم باثولوجيا الأورام بالمعهد.. وطول عمري شغلي في المعمل والأبحاث وبس.. لدرجة أني لما قابلت د.جنزوري وكلفني بالوزارة.. سألته سؤالا غريبا جدا.. قلت له هو ايه دوري كوزيرة؟! .. بس أول ما مسكت الوزارة.. جبت كل قوانين المراكز البحثية ودرستها كويس.. وده ساعدني أفهم مسئولياتي بسرعة∪ ..................................... ؟ مرحلة الوزارة بها إيجابيات وسلبيات.. أعطتني خبرات وعلاقات قوية.. وعلمتني التعامل مع المشاكل.. لكن في المقابل قضت علي البراءة في التعامل مع الناس.. ∩لأني تعاملت مع ناس كتير بوجهين.. وأصعب موقف واجهته كان في آخر أيامي بالوزارة لما كشفت عن جرائم فساد وقدمت بلاغات للنيابة.. واتعرضت للشائعات ومحاولات تشويه صورتي وحملات هجوم عنيفة جدا من المتورطين..∪.. لكن في المقابل حينما حدث التغيير الوزاري.. رأيت مشاعر حلوة كثيرة.. لدرجة أن رؤساء المراكز البحثية كتبوا مذكرات تطالب ببقائي في الوزارة.. لكني رفضت أن يقدموها لرئيس الوزراء.. ومازلت محتفظة بها حتي الآن. ..................................... ؟ مشكلة مصر في البحث العلمي.. أننا في مجال نشر الأبحاث متقدمون جدا.. لكن في مجال التطبيق نعد في نهاية القائمة.. لعدة أسباب أهمها ضعف الميزانية.. وعدم وجود معامل مجهزة كافية.. ومن خلال عملي الحالي في رئاسة لجنة البحث العلمي بمجلس المرأة بدأت تنفيذ خطة لعمل دورات تدريبية للتوعية لتنمية المناطق الفقيرة.. مع محاولة تطبيق بعض الأبحاث العلمية البسيطة التي يمكن أن تساهم في حل مشكلات المواطنين في هذه الأحياء.. وبدأنا بحي الأسمرات.. حيث نقدم للأهالي دورات تدريبية للتثقيف والتوعية بالأمراض والكشف المبكر.. كما نستعد لتنفيذ مشروعات بسيطة لتدوير القمامة ومعالجة الورق.. وأنشأنا مكتبة وزودناها بالكتب وأجهزة الكمبيوتر.. ∩وانا سعيدة جدا بعملي خاصة انه مش بعيد عن مجال تخصصي ..................................... ؟ مازلت مشغولة بالعمل كما كنت أيام الوزارة.. فأنا كما قلت − رئيس لجنة البحث العلمي بالمجلس القومي للمرأة.. وعضو في العديد من المجالس واللجان بوزارتي البحث العلمي والصحة.. مثل مجلس إدارة الأكاديمية.. ولجنة أخلاقيات البحث العلمي.. والمرأة في البحث العلمي.. الفرق الوحيد أنني أعمل الآن في مناخ أكثر هدوءا وبعيدا عن الصراعات.. لأنه عمل تطوعي لا ينافسك عليه أحد. ..................................... ؟ أحب الشوبنج جدا..وأحب الأناقة.. لكني لا أحب المبالغة في الشراء.. ولا المبالغة في الزينة أو الألوان.. ولا استخدم الماكياج إلا عند التصوير فقط.. وحياتي بصفة عامة بسيطة جدا.. فبيتي دائما له الأولوية.. وعائلتي أهم حاجة في حياتي.. وزوجي والحمد لله متفهم جدا.. وهو الآن متفرغ لإدارة معمل التحاليل الخاص بنا بعد خروجه للمعاش.. ولدي ابنتان الأولي متزوجة والثانية تعمل من 9 صباحا حتي 11 مساء. ..................................... ؟ حفيداي يوسف 12 سنة ونور 6 سنوات.. هما أحلي حاجة في الدنيا.. علاقتي بهما جميلة وقوية.. لكني أشعر أني لا أعطيهما وقتا كافيا بسبب العمل..∩أعتقد أن الجدة زمان كانت علاقتها أقوي بأحفادها.. لأنها كانت متاحة طول الوقت في البيت.. بس أنا باحاول لما يزوروني.. أتفرغ لهم يومين وأعوضهم∪ ..................................... ؟ في مثل عمري.. لا تكون لي أحلام خاصة بي.. بل أحلم فقط بسعادة أولادي.. وزواج ابنتي الصغري.. وأتمني أن تنتشر ثقافة البحث العلمي.. ∩وان الناس تعرف أن كل مشاكلنا ممكن تتحل بالعلم والبحث العلمي ∩.