حذرت من صعوبة الوضع خلال ترشحي للرئاسة.. ولا أستطيع مواجهة الأزمة بمفردي زيادة الأجور بعد ثورة يناير أضافت 600 مليار جنيه للدين الداخلي.. وتعيين 900 ألف موظف فوق طاقة الجهاز الإداري لن أتردد في اتخاذ قرارات صعبة.. والشعب سيقف إلي جواري لمصلحة مصر الحروب استنزفت قدراتنا الاقتصادية.. وأطالب المسئولين بتوضيح حجم التحديات للشعب الرئيس السيسي أثناء التعقيب علي كلمة وزير البترول أتعهد باستكمال مشروعات الطرق واستصلاح 1.5 مليون فدان وبناء مليون وحدة سكنية خلال عامين أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه مصر حاليا ويؤثر علي كافة القطاعات مثل التعليم والصحة والبنية الأساسية يتطلب تعاونا من جميع فئات الشعب، مشيرا إلي أن القدرات الاقتصادية لمصر تم استنزافها بشكل كبير في الحروب التي خاضتها خلال العقود الماضية.. وشدد الرئيس علي أن الحكومة لن تتخذ أي قرار بزيادة الأسعار إلا بعد الإعلان الرسمي وتوضيح الموقف للرأي العام.. وتعهد الرئيس باستكمال المشروعات القومية الكبري خلال العامين المقبلين وفي مقدمتها مشروعات الطاقة واستزراع 1٫5 مليون فدان وبناء نحو مليون وحدة سكنية والانتهاء من بناء الجيل الثاني من المدن الجديدة وغيرها من المشروعات العمرانية العملاقة واستكمال شبكة الطرق بإضافة 7 آلاف كيلو متر من الطرق و200 كوبري جديد. جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس لمجمع الشركة المصرية لانتاج الايثيلين ومشتقاته بالاسكندرية، حيث قام الرئيس بجولة تفقدية للمشروع العملاق وألقي كلمة خلال حفل الافتتاح، كما التقط الصور التذكارية مع العاملين في المشروع. وحذر الرئيس خلال كلمته بالافتتاح من خطورة زيادة الدين الداخلي والخارجي واوضح أنه خلال الأربع سنوات الماضية فقط أدت زيادة المرتبات نتيجة الضغط الشعبي وعقب ثورة يناير ما بين عامي 2011 و2012 إلي زيادة الدين الداخلي تقدر حوالي ب 600 مليار جنيه والدين الداخلي تعاظم من 800 مليار جنيه إلي 2.3 ترليون جنيه أي بنسبة 97% من الناتج المحلي وطالب السيسي بضرورة العمل علي البدء في تسديد تلك الديون فورا للنهوض باقتصادنا وحتي لاتتراكم فوائد خدمة الدين أكثر. الوضع الاقتصادي وقال السيسي في بداية كلمته: اسمحوا لي أن اتقدم بالتحية والتقدير واهنئ وزارة البترول بهذا المشروع العملاق.. اليوم اتحدث إليكم بهذه المناسبة لأنه خلال الأسابيع القليلة الماضية كان هناك موضوعان اهتم بهما المصريون الأول هو الزيادة التي تم إقرارها بواسطة وزارة الكهرباء علي شرائح الكهرباء المختلفة والثاني هو التفاوض مع صندوق النقد الدولي. وشرح الرئيس الوضع الاقتصادي لمصر قائلا: اسمحوا لي أن اتحدث إليكم عن موقف مصر الاقتصادي علي مدي حوالي 60 عاما، وسوف اتحدث باختصار..أن القدرات الاقتصادية لمصر تم استنزافها بشكل كبير جدا في حرب 56 وحرب اليمن وحرب 67 وحرب الاستنزاف وحرب 73. وأضاف موضحا »أنا أتحدث هنا عن واقع يحتاج منا كمصريين ومسئولين ونخبة أن نعلم أن الاقتصاد تضرر بشكل كبير نتيجة ذلك، وهذه الحروب بغض النظر عن أسبابها كان لها تأثير سلبي كبير جدا علي الاقتصاد المصري، مشيرا الي أن الحرب تحتاج إلي أموال ضخمة جدا، كما انها اثرت وبشكل كبير وعلي المدي الطويل في ظروف مصر الاقتصادية وأضاف: لا اريد ان يُفهم كلامي بشكل اخر ولا اقصد احدا ولكني اردت التوضيح ان قدرات مصر استنزفت وكان لابد ان نعالج هذا خلال السنوات الماضية». وتساءل السيسي: ماذا حدث لقدرتنا الاقتصادية كدولة مصرية خلال الأعوام الماضية حتي الآن؟ لكي نستطيع أن نتفهم ما يمكن عمله لمواجهة هذا التحدي. وقال الرئيس: لقد حذرت من سوء الأوضاع الاقتصادية خلال فترة ترشحي للرئاسة وتحدثت عن الوضع الاقتصادي الصعب، وأنني لن استطيع مواجهته بمفردي وسيتم مواجهته بمساندة الجميع، وأن الدولة بمفردها لن تنجح فيه إلا بالتعاون والاجماع من الشعب المصري بالكامل لمواجهة هذا التحدي. الإرهاب والفساد وقال السيسي إن هناك قضيتين لابد من وضعهما في الاعتبار دائما هما: الإرهاب والفساد وكانا بمثابة عاملين إضافيين في إضعاف القدرة الاقتصادية لمصر، مشيرا إلي أن الإرهاب يستخدم كوسيلة لإيذاء الدولة المصرية وإضعافها والعمل علي منع تقدمها بضرب السياحة وكم عدد المرات التي تم فيها ضرب السياحة علي مدار السنوات الماضية. وتحدث عن الفساد قائلا: »لابد من الاعتراف بأننا جادون في مواجهته وهو أحد المشاكل التي أضعفت الاقتصاد المصري، وحديثي هذا لم اقصد منه إسقاط علي أي أحد.. ولكن الثورات لها إيجابيات وسلبيات علي مجتمعاتها، ففي أعقاب ثورة 25 يناير توقفت الاكتشافات في مجال البترول لمدة عام، كما حدثت أمور كثيرة جدا كان لها تأثير علي الاقتصاد، حينما تم تعيين 900 ألف شخص في القطاع الحكومي دون الحاجة إليهم نتيجة للضغط، بالإضافة إلي تخصيص مرتبات لهم في موازنة الدولة مما يؤثر علي الميزانية العامة للدولة. الدين الداخلي وأوضح الرئيس »لما أزود المرتبات في الدولة بحوالي 150 مليار جنيه في السنة دون أن يكون هناك زيادة في الموارد ويتحول ذلك الي عبء اقتصادي كبير علي الموازنة دون ان يقابل ذلك زيادة في موارد الدولة مما كان نتيجته الاقتراض من الخارج لسد احتياجاتنا». وأضاف أرجو من كل مواطن ان يتوقف أمام ما اقوله.. مصر أسرة كبيرة وأي أسرة تدرك انه إذا كانت الموارد توازي المصروفات فلا توجد مشكلة ولكن إذا كانت المصروفات أكثر من الموارد سوف تقوم الأسرة بالسلف وكلما زاد السلف تزيد الديون، وانه يجب مجابهة مثل هذه التحديات بما يلزم وبتضافر كافة أفراد الشعب، ان الكل مسئول عن الاقتصاد والاستقرار للدولة المصرية وهذا يحتاج من الجميع تعاون الكل حتي لا يؤثر ذلك سلبا علي مصر. وشدد السيسي في كلمته علي ضرورة ان نبدأ في تسديد الدين وتقليله، وقال لابد من ضبط الانفاق وضبط الدعم. وأضاف: »انتهز الفرصة خلال هذا الاحتفال للحديث عن هذه التحديات، ولكننا يجب أن نشير إلي أن انتاجنا من الغاز خلال سنة ونصف سيغطي حجم احتياجاتنا.. وهنا أطالب المسئولين بأن يوضحوا للشعب حجم التحديات لأن الشعب المصري لن يقبل بألا يحتل بلده موقعه المناسب». ومضي الرئيس السيسي قائلا: »الأمانة التي حملني الشعب إياها تجاه مصر.. لن يحاسبني الشعب فقط عليها ولكن الله سبحانه وتعالي سيحاسبني أولا ثم التاريخ وبالتالي كل القرارات الصعبة التي تردد الكثير في اتخاذها علي مدي سنوات طويلة.. أنا لن أتردد ثانية في اتخاذها، وسيقف الشعب بجانبي ليس من أجلي ولكن من أجل مصر التي تستحق منا ذلك». محاولات الإصلاح وأضاف الرئيس: تحدثت قبل عام 2011 وقلت إن الوضع الاقتصادي في مصر يعد تحديا ضخما ويضرب في كل قطاعات الدولة سواء الصحة أو التعليم أو بنية أساسية والمشروعات و ان أسباب الموقف الاقتصادي الصعب في مصر كان له أسباب كثيرة لكن أول محاولة حقيقية للاصلاح كانت 1977 وعندما حصل رد فعل سلبي من الناس وعدم القبول تراجعت الدولة عن الاصلاح، وتأجل الأمر حتي الآن، لأنهم تراجعوا وتحسبوا من الاصلاح خوفا من رد فعل المواطنين. وتابع الرئيس: »أنا في تقديري أننا لما نتعامل مع المصريين علي أننا أوصياء عليهم، من المفترض أن أشرح وأوضح بكل دقة الموقف الاقتصادي وكنت أقول ذلك لرئيس الوزراء الاسبق الدكتور هشام قنديل، اليوم نتحدث عن تكلفة اقتصادية لأي مشروع بمعني أن أي مشروع تم تنفيذه يغطي تكاليف تشغيله ويسدد الأموال التي انفقت فيه، آخر محاولة لرفع أسعار المترو كان منذ 12 عاما.. التكلفة الحقيقية الاقتصادية وليست الاستثمارية لمترو الانفاق أن تصبح ثمن التذكرة أكثر من عشرة جنيهات وهي حقيقة يجب أن ننتبه إليها. زيادة الكهرباء وتناول الرئيس أزمة زيادة الكهرباء بالشرح قائلا: إن الزيادة الكهرباء التي تم اقرارها علي الثلاث شرائح الاولي بسيطة مقارنة بما تنفقه الدولة قائلا: إن الشريحة الأولي زادت بمقدار جنيه ونصف فقط وبعد هذه الزيادة مصر ستدفع 28 جنيها دعما لهذه الشريحة وهو للشرائح أقل من 50 كيلو استهلاكا أما الشرائح حتي 1000 كيلو فيقدم لها دعم متدرج، وكشف السيسي ان ملف الكهرباء تكلف أكثر من 400 مليار جنيه، مشيرا إلي وصول الدين الداخلي إلي 97% من حجم الناتج المحلي وهو أمر لا يمكن الاستمرار فيه. وأضاف: تكلفة زيادة الكهرباء التي لا تبلغ سوي جنيه أو قروش صغيرة هتحصل لصالح قطاع الكهرباء وهذه الزيادة توفر للدولة 20 مليار جنيه، إن الرقم حين يحصل ويجمع علي مستوي الدولة يصبح مبلغا كبيرا لا يستهان به، مصر بلدنا جميعا وليست بلدي وحدي ولا الحكومة ولن تنهض إلا بنا جميعا. استكمال المشروعات الكبري وتعهد الرئيس السيسي ان يقوم خلال العامين القادمين وقبل انتهاء فترة رئاسته بالانتهاء من بناء الجيل الثاني من المدن الجديدة 4 منها في الصعيد: قناأسيوط وسوهاج والمنيا وأيضا مدن الاسماعيلية والعاصمة الادارية الجديدة وغيرها مشيرًا إلي أن حجم الأراضي المخصصة لإقامة المدن الجديدة يبلغ مليارا و200 مليون متر. وأشار إلي انه سيتم الانتهاء من تشييد 7 آلاف كيلو طرق و200 كوبري وسيتم الانتهاء من 800 إلي مليون شقة، بحلول منتصف 2018، وإنجاز بناء 150 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق الخطرة بحلول منتصف 2018. وأضاف الرئيس انه سيتم الانتهاء من مشروع المليون ونصف المليون فدان بالفرافرة و الانتهاء من نفقين علي الأقل من أصل 4 أنفاق بالاسماعيلية، كما تعهد بإنشاء مزرعتين سمكيتين من أكبر المزارع السمكية ومزرعة حيوانية من أكبر مزارع الانتاج الحيواني في المنطقة، ومزرعة نباتية بالصوب الزجاجية كأكبر مشروع للزراعات المحمية. وتعهد السيسي بإنشاء أكبر منظومة لاعادة تدوير المياه توفر 10 ملايين لتر من المياه يوميا أي ما يعادل 3 ونصف مليار متر مكعب من المياه في العام وتشمل اعادة تدوير مياه الصرف الصناعي والزراعي واضاف: سيتم ايضا تحلية مياه البحر بمقدار مليون لتر يوميا. وقال السيسي إن أحد المؤشرات المطمئنة هو زيادة استثمارات هيئة المجتمعات العمرانية خلال 2014 من 50 مليارا إلي 80 مليار جنيه حاليا كما ان حجم الأراضي زاد من 3 ملايين متر مكعب في العام الي 30 مليون متر مكعب وزيادة انتاجنا من الاسمنت بما يزيد 20٪ علي انتاجنا الحالي. ووجه الرئيس السيسي في ختام حديثه رسالة للمرأة المصرية، قال فيها: »من فضلك قفي إلي جنب مصر دلوقتي، لأن مصر بتقوم.. وهتقوم وهتبقي دولة قد الدنيا»، في إشارة إلي دورها في تقليل حجم الإنفاق وترشيد الاستهلاك داخل المنازل والعمل.