قبل 12 شهرا، استهل فريق ليستر سيتي مسيرته ببطولة الدوري الانجليزي الممتاز (بريميير ليج) أملا في الحصول علي 40 نقطة فقط لضمان تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، حسبما أكد مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري. ولكن في أيار/مايو الماضي، حطم ليستر كل التوقعات بعدما توج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، حيث تربع على صدارة المسابقة برصيد 81 نقطة، محققا أكبر مفاجأة في تاريخ البطولة العريقة. ويخوض ليستر منافسات الموسم الجديد، الذي سيبدأ غدا السبت بصفته حاملا للقب، كما يستعد للمشاركة في مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، ولكن الموقف بالنسبة لرانييري لم يتغير على الإطلاق. وصرح المدرب الإيطالي المخضرم عقب خسارته 1 / 2 أمام مانشستر يونايتد في بطولة الدرع الخيرية "40 نقطة كافية". أضاف رانييري "لا تضحكوا. إنني أعيد نفس الفلسفة، ونفس التواضع. ما حققناه كان رائعا، ولكننا الآن نريد الحصول على 40 نقطة، ثم سنرى ما سيحدث". واتسمت فلسفة رانييري بالبساطة في الموسم الماضي ولكن نجاح فريقه استند إلى العمل الجماعي، وغياب الغرور، والصلابة الدفاعية، بالإضافة لتميز ثلاثة عناصر أساسية هم الجزائري رياض محرز والفرنسي نجولو كانتي والمهاجم الانجليزي جيمي فاردي. وسجل فاردي 24 هدفا في المسابقة الموسم الماضي، وحقق رقما قياسيا بنجاحه في هز الشباك في 11 مباراة متتالية بالبطولة، فيما أحرز محرز 17 هدفا ليقودا ليستر للتتويج باللقب. ولكن ذلك لا يغفل الأداء الثابت الذي قدمه كانتي طوال الموسم والذي ساهم أيضا في تحقيق ليستر إنجازه المذهل. ويعتبر كانتي العنصر البارز الوحيد الذي سيفتقده ليستر في الموسم الجديد، بعدما انتقل إلى صفوف تشيلسي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية مقابل مبلغ مالي ضخم، واعترف رانييري أن غياب النجم الدولي الفرنسي سيضاعف من حجم الصعوبات الملقاة على عاتق الفريق. وقال رانييري الأسبوع الماضي "سيترك رحيل كانتي فراغا ضخما حقا. إذا كان تشيلسي قد قرر شرائه فهذا يرجع للمستوى اللافت الذي قدمه في الموسم الماضي". وأوضح "ينبغي علي الجميع أن يتفهم الآن بأننا سنلعب بدون كانتي، لذلك يتعين علينا أن نكون أكثر قربا وانتباها وذكاء". ويهدف رانييري حاليا لإيجاد التوازن المطلوب بين النجاح في الدوري الانجليزي والاشتراك للمرة الأولى في دوري الأبطال، وهو ما يشكل تحديا ضخما للفريق. وأشار رانييري إلى أنه ينبغي عليه أن يتحلى بالذكاء فيما يتعلق بكيفية استخدام لاعبيه. وكشف رانييري "عندما تلعب للمرة الأولى كفريق يشارك بدوري الأبطال فإنك تفقد قدرا كبيرا من طاقتك الذهنية". وتابع "إنها مشكلة حقيقية بالفعل. إنك بحاجة للقضاء على منافسك وأن يتسم أداءك بالشراسة، ولكن من الصعب استعادة كامل طاقتك في بطولة تشارك فيها لأول مرة". وأردف "إن الفرق الكبرى تبدو معتادة على اللعب في دوري الأبطال، بعكس ليستر، ينبغي أن ندرك هذا الأمر". ويبدأ ليستر سيتي حملة الدفاع عن لقب بطولة الدوري بمواجهة مضيفه هال سيتي الصاعد حديثا للمسابقة غدا السبت. ويرى رانييري أن مهمة فريقه لن تكون سهلة لاسيما وأن لاعبيه لم يصلوا حتى الآن لمستواهم المعهود. ورغم ذلك، يشعر رانييري بالسعادة للأداء القوي الذي قدمه فريقه أمام مانشستر يونايتد، ويعتقد أن مستوى لاعبيه سوف يتحسن مستقبلا. وقال رانييري "إنني فخور للغاية وأشعر بسعادة بالغة للجهد الذي بذلناه. لقد قلت للاعبين أننا لسنا جاهزين بعد، ولكن أعطوني 120% من جهدكم، وساندوا بعضكم البعض. وهو ما قاموا به حقا". وسيكون الحصول على النقاط الثلاث على حساب هال سيتي بمثابة خطوة أقرب إلى بر الأمان على الأقل، بالنسبة لليستر سيتي.