أن تتحدي كتيبة من شباب مصر الظروف الصعبة المعاكسة وتحول الازمة الي نجاح وانراجة تسعد الوطن فيجب اذا الاقتداء بمثل هذه النماذج لتتحول النماذج الاخري السلبية _وما أكثرها خاصة ممن لا يقدرون قيمة ونعمة الوطن الي نماذج ايجابية لبناء ونهضة الوطن ، ويجب ايضا الاشادة بعناصر هذه الكتيبة مع تسليط الاضواء عليها . هذا ما كشفته بالفعل رحلة بعثة منتخب الشباب الي انجولا عن ان هناك نماذج رائعة من شباب مصر يجب ان يقتدي بها أقرناؤهم من شباب هذه الأيام بدلا من السلبية واللامبالاة التي يغرق فيها الكثير . لاعبو منتخب الشباب تعرضوا لظروف صعبة وقاسية جدا مما كاد ان يعرقل مسيرة هذا المنتخب الواعد الذي يمثل عدد كبير من عناصره مستقبل الكرة المصرية , وكادت هذه الظروف ان تطيح بهم وبمستقبلهم الكروي والعلمي لارتباط الكثير منهم بخوض امتحانات دراسية . اجتازوا الظروف ولكنهم وفي صمت وجدية اجتازوا الظروف والمشكلات وحققوا نجاحا كبيرا بالوصول الي نهائيات بطولة كأس الامم الافريقية »زامبيا 2016» إثر اكتساح نظيره الانجولي الملقب بفريق الغزلان السوداء برباعية نظيفة رائعة . وحفلت الرحلة الي انجولا باجواء واحداث وظواهرمتباينة ايجابية تارة وصعبة تارة اخري بعيدا عن النتيجة , ومن ابرز هذه الاجواء والامور صورة مشرفة ان لاعبي منتخب مصر رسموا بايديهم صورة رائعة ومشرفة منذ بداية الرحلة وحتي نهايتها في السلوك الطيب والمظهر المشرف والالتزام وتحمل المسئولية والهدوء والرقي في التعامل مما جعلهم يستحوذون علي احترام واشادة كل من تعامل لهم منذ وصولهم الي مطار القاهرة وصعودهم الي الطائرة الاولي وفي التدريبات وايضا المباراة المصيرية وفي هذا الاطار اشاد احمد صبري سفير مصر بالعاصمة الانجولية لواندا بلاعبي منتخب الشباب وقال انهم بالفعل كانوا خير سفراء للاعب والمواطن المصري امام الجماهير الانجولية ووسائل الاعلام هناك مما جعل الجميع هناك يقدم اشادة مستحقة بهم . نموذج رائع وفي صورة طيبة اخري يحكيها عادل محفوظ مدير المنتخب , يقول محفوظ بنبرة تغلفها مشاعر السعادة والارتياح والفخر بلاعبيه : هؤلاء اللاعبين دائما ما يضربون امثلة في الرقي ومن بين هذه الامثلة تسابقهم في تسليم هواتفهم المحمولة ليلة المباراة طواعية برغم الانشغال الشديد لهم علي اسرهم واهاليهم في مصر . واكد عادل محفوظ علي ان لاعبي هذا الجيل هم نجوم المستقبل للمنتخب الوطني الاول لمصر خلال سنوات قليلة . وفي لقطة طيبة اخري , ففي نفس الوقت الذي اتسم فيه شباب مصر بالجدية فكانت المودة والالتفاف علي قلب رجل واحد اهم ما ميزهم برغم المنافسة الشديدة التي اشتعلت بينهم هم ال 22 من اجل حجز مكان بقائمة ال 18 للمباراة وايضا حجز مكان في التشكيل الاساسي لهذا اللقاء الذي مثل لكل منهم منعطفا مصيريا في ناديه وفي مسيرته بالمنتخبات الوطنية .