أن تكون يحيي الفخراني يتوجه عشاق المسرح كل ليلة للمسرح القومي لمشاهدة عرض" ليلة من ألف ليلة " لنجمهم المفضل يحيى الفخراني وهو العرض الذي حقق ويحقق إيرادات يمكن أن يقال أنها قياسية في تاريخ المسرح القومي ومسرح الدولة كله ، نجاح العرض بشكله الحالي لم يجعل مخرج العرض الفنان محسن حلمي وبطله يستجيبان لمطالبات بزيادة مساحة الكوميديا فيه خاصة وأن البطل يملك خفة دم وقدرة على الإضحاك كما أن أحد أبطال العرض لطفي لبيب في دور" جوان " وهو مسجل خطر إضحاك !! الفخراني أكد من بداية بروفات المسرحية التي أبدعها بيرم التونسي على تقديمها كما هي دون أي تعديل بالحذف أو الإضافة .. وهي مغامرة لم يكن لغيره أن يخوضها .. لأن العرض في الأساس ينتمي للعروض الغنائية ويكفي أن نعرف أن بطليه السابقين كانا كارم محمود وحورية حسن .. لذلك كان من المنطقي أن يطلب البطل النجم بعض التعديلات لصالحه . ويمكنني أن أؤكد أنه لا يوجد نجم آخر بحجم نجومية الفخراني يناسبه دور" شحاتة " يمكنه أن يقبل بهذا الدور دون طلب تعديل إن لم يكن طمعًا في تأكيد أنه نجم العرض الأول فخوفًا من أن يفقد العرض جاذبيته للجمهور خاصة وأن خلق كوميديا من داخل النص لا يحتاج أي مشقة . الخلاصة التي خرجت بها من مشاهدة هذا العرض الممتع في بساطته أن النجم عندما يحقق قدرًا من الثقة عند جمهوره لا يمكنه أن يغامر فقط ، بل أن يسيرعكس التيار، ولا يحتاج لمشهيات وتوابل لم يعد يستغني عنها أي عرض مسرحي . وفي النهاية لن يسع من حضرعرض ليلة من ألف ليلة إلا أن يشكر يحيى الفخراني ومحسن حلمي ويترحم على بيرم التونسي ، وأن يشكر أبطال العرض لطفي لبيب ومحمد محسن وهبة مجدي وباقي نجوم المسرح القومي الذين شاركوا في العرض وبذل كل منهم وسعه ليبدع في مساحة دور ربما تكون محدودة لكنها بكل تأكيد زادت العرض جمالًا وإحكامًا ، ولمتابعي شأن المسرح أن يشكروا الجنود المجهولة الذين يعملون بالمسرح القومي مع الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح المجتهد في ظروف صعبة وبإمكانيات محدودة .