بدأ سيد رجب رحلته مع الحياة، أثناء دراسته في الجامعة، وكان عام 1989 حاسما بالنسبة له حيث سُجِن وُعذِّب لمدة شهر كامل في المعتقل، وعندما خرج قارن بين رغبته في العمل بالسياسة، والعمل في المسرح، فحسمها سريعاً، المسرح: »هواء يتنفسه، لا حياة له من دونه».. 25 عاماً من التدريب المستمر قضاها في ورشة حسن الجريتلي، تعلم كل شيء في فن المسرح، برع في الحكي، قدم السيرة الهلالية غير مغناة عبر تدريبات الجريتلي من سذاجة عرضها عبر الحكايات الإذاعية.. »حمادة غزلان» في »موجة حارة»، »الجنرال عم جودة» في »فيرتيجو»، »مختار العو» في »عبده موتة»، ومؤخرًا »المعلم سالم» في »بين السرايات»، وفتوة »حارة اليهود»، بدأ مشواره من أسطح المنازل والشوارع ومسرح الجامعة، ولكن الحظ والأضواء قدر لا أحد يعلم متي يحين موعده. التعاون الأول الذي يجمعك بيسرا كيف تراه؟ - سعيد وفخور في نفس الوقت بالعمل مع نجمة محبوبة لها تاريخ حافل من النجاحات ولها جماهيرية كبيرة من المشاهدين في عمل رائع يحمل كل مقومات النجاح. ما الذي يميِّز العمل معها؟ - هي شخصية متفهِّمة للغاية ومتعاونة من أجل تقديم عمل جيد وإنسانة رائعة، فهي فنانة تشع حيوية وطاقة لكل من يعمل معها وبصراحة كده قلبي انشرح في اللقاء الأول معها إلي جانب البراعة المتفوقة في أدائها التمثيلي. شخصية »عز» كانت لها ملامح وأبعاد نفسية خاصة كيف تعايشت معها؟ - أعتقد أن شخصية »عز» مثيرة لأي فنان باعتباره شخصية من مستوي اجتماعي أقل من الطبقة الاجتماعية التي تنتمي لها زوجته »رحمة» ولكن في نفس الوقت هو غني جدا وهنا يكون هناك تناقض بين الغني والفقر وفي نفس الوقت حالة حبه لسيدة من الطبقة الأرستقراطية، وعلي الجانب الآخر ربما لم تكن تحبه بالشكل القوي فتقوم بعمل مقالب فيه ومن هنا كانت الفكرة المثيرة من خلال الحب »المطلق» البعيد عن العقل، وهذا كان مفضّل لديّ أن أعيش تلك التجربة من خلال المعايشة ل »الكاركتر» بكل جوانبها وأعجبت بكل تفاصيلها من خلال طريقة الكلام والحوار وعلاقته بعائلته وموظفيه وطليقته، والشخصية كانت تخاطب أكثر من شريحة بنفس شخصيته التي تتميّز بالطبقة الاجتماعية الشعبية ولكنها تمتلك المال الكبير. هل توقعت نجاح المسلسل؟ - في الحقيقة أي عمل أقدمه لا أتوقع نتيجته إنما أعمل بكل حب وأمل والنتيجة أتركها علي الله وباقي فريق العمل لأننا في النهاية منظومة متكاملة والحمد لله تعاونت مع شركة العدل جروب فهي ذات صيت قوي وتهتم بأنها تخرج أعمالا قوية وناجحة وإلي جانب أن مخرج المسلسل هاني خليفة كان يتمتع بالحريص والتميُّز وفي النهاية نعمل ما علينا والباقي علي الله. ماذا عن مسلسل »أفراح القبة » ودور الأب المستهتر؟ - سعيد بالعمل مع مخرج بحجم محمد ياسين وأتمني أن أتواجد معه في كل عمل يقدمه لأنه مخرج اعتبره بيضيف للفنان بشكل جيد حتي لو هذا الفنان يظهر معه في مشهد واحد مع كل تفصيلة وشوت يدقِّق فيه إلي جانب اهتمامة بكل عناصر العمل من ديكور وتصوير وموسيقي مما يجعل الفنان في إطار يتمني أي فنان آخر أن يكون فيه كما أنه نجح في اختيار كوكبة من الفنانين المحترفين وشرفت بالعمل معهم في تجارب أخري سابقة. مشاركتك في الإعلانات، بحث عن الشهرة أم من أجل المال؟ - تجربة الإعلانات ليست مجرد الترويج لسلعة ولا دعاية للفنان وإنما أجد الإعلانات أصبحت فنا يجمع بين الأداء والتمثيل وإخراج وموسيقي كل شيء فلو وجدت إعلانا جيدا وبالإضافة لشركة قوية ومحترمة تساعد علي تقديم الفنان من خلالها بشكل لطيف وجيد وتجربة جديدة ومفيدة فهي سوف تضيف للرصيد الفني وفي النهاية أتعلم منها. ما تعليقك علي بعض الإعلانات التي تفسد الذوق العام؟ - أري أن الناس تدين هذه الإعلانات بشكل سطحي للغاية لأن هناك إعلانات أخري بيتم تسريبها داخل الأذهان والوجدان والعقل للمشاهد وتكون أكثر خطورة عليه فمثلا نجد إعلانا يقوم فيه بتشبيه المرأة علي أنها »خادمة المنزل فقط»، وتقوم بكل مهام المنزل وفي النهاية يقول لها استخدمي المسحوق الفلاني لأنه سيساعدك ولكن لا يدركون أن المضمون من العمل حول فكره لعقل المشاهد بأن المرأة هذه الخادمة المقنعة لكل أسرة، ولكنها في الحقيقة هي جزء من الأسرة ورغم ذلك لم نجد أحدا اعترض علي هذه النوعية من الإعلانات مع العلم من وجهة نظري بأن مثل هذه النوعية تعدُّ أخطر علي المجتمع خاصة أننا في مرحلة نسعي فيها إلي التقدم والتطوير ونقدم صورة المرأة في وضعيه أكثر حيوية فالمشكلة هنا تكمن في أنها ليس مجرد لفظ يذكر في إعلان وإنما الخطورة في المضمون، فمثلا لما نشوف إعلان يفضِّل لبن عن لبن الأم مثلا مع علمنا بأن لبن الأم لا يقارن بفوائده عن أي لبن آخر يعتبر هذا أمرا ساذجا إنما لو ذُكِر »لفظ» في إعلان يفضِّل فيه لبن الأم علي لبن مصنع سوف أؤيده حتي لو ذُكِر فيه لفظ غير مقبول. حدثنا عن السينما وعودتك مع محمد رمضان بفيلم »جواب اعتقال»؟ - قدمت مع محمد رمضان فيلمين ثم شارك في عمل آخر لم أتواجد فيه فليس شرطا كل فيلم يقدمه أتواجد فيه فنحن بشكل شخصي ومهني متواصلان وعلاقتنا لم تنقطع وعلاقتنا جيدة وعندما يوجد دور مناسب أتعاون فيه مع رمضان. هذا العام تظهر في أكثر من فيلم سينمائي، فكيف تري هذه التجارب؟ - أشارك في فيلم »القرد بيكلم عربي» بطوله عمرو واكد وأحمد الفيشاوي ومن إخراج بيتر ميمي وانتهينا بشكل كامل من التصوير، ولكن يتبقي لنا يومان نستكملهما بعد العيد وفيلم آخر بعنوان »طلق صناعي » إخراج خالد دياب وبطولة ماجد الكدواني ثم فيلم »جواب اعتقال» مع محمد رمضان وإخراج محمد سامي وأعتبر الثلاثة أدوار مختلفة عن بعضها تماما فدور إسلامي وآخر كوميدي والأخير رجل أمن عنيف في الداخلية. نجحت في أدوار الشعبي والبلطجي والآن تقدم دور رجل أمن فهل تعتقد أنك ستقنع المشاهد؟ - أنا أعمل وأجتهد في أدواري والفنان عليه أن يقدم كل نوعية الأدوار ويعيش كل الشخصيات التي يجسدها ولكن ليس مفترضا أن يحجِّم نفسه في إطار شخصية أو نمط واحد من الأدوار وأتمني أن ينال إعجاب المشاهدين. ما رأيك في الانتشار الذي حققه بيومي فؤاد مؤخرًا؟ - من وجهة نظري بشكل عام أن كل فنان أو مبدع بيتوقف علي اختيارات أشخاص وتوقعات وإمكانية وعن نفسي أنا بحب بيومي فؤاد أراه فنان هايل جدا ومتنوع في كل أدواره التي يقدمها سواء في أدوار الشرير أو الكوميديا التي يقدمها، ولكن عن نفسي في اختياراتي أفضل أن أقدم أعمالا قليلة للغاية ربما لأني كسلان أو لأني لا أفضِّل تقديم أعمال كثيرة أو أفضل انتقاء أدواري علي عكس فنان آخر يعرف يختار ولديه طاقة فالمسألة اختيارات ولا أعرف أن أجزم أيهما الصواب أو الخطأ ولن أنسي دور »الشيخ» الذي قدمه في مسلسل »موجه حارة» معي . من أهم الوجوه الشابة التي انظلقت من دراما رمضان هذا الموسم؟ - الفنان الشاب محمد ممدوح قدم دورا متميزا وذكيا، ودينا الشربيني، أمينة خليل، وآخرون مع العلم أنني لم أشاهد جميع الأعمال لارتباطي بالتصوير حتي آخر رمضان وتابعت بعضا من حلقات المسلسلات حسبما أتيحت ظروف وقتي ومنها »فوق مستوي الشبهات»، »أفراح القبة»، »ونوس»، »جراند أوتيل». ما تعليقك علي الهجوم ضد محمد رمضان بسبب مسلسل »الأسطورة»؟ - لم أسمع عنه شيئا لأني لم أشاهد العمل لظروف التصوير ولكن ما أستطيع قوله لك بأني علي يقين بأن محمد رمضان ممثل قوي جدا وفي نفس الوقت حسّاس إضافة لأن مخرج مسلسله محمد سامي فنان شاطر وذكي ولديه أفكار كثيرة والفكرة التي قدموها جيدة لأني سمعت عنها إنما في النهاية الذي يقوله بعض الناس عنه لم أتابعه. ما رد فعلك عن تشبيه بعض الناس لك بمحمود المليجي وزكي رستم؟ - لا يمكن أن أصل لعبقرية هؤلاء العمالقة فكل فنان له طابعه وإحساسه وأداؤه الخاص به ورد فعل الجمهور عليه الخاص به فلو رد فعل الناس عن العمالقة مثل رد الفعل لديّ هذا شرف لي فكل ممثل له طبيعته الخاصة وتأثيره الخاص به. كيف تقيِّم النجاح والصعود المبكر لفريق شباب مسرح مصر؟ - هي تجربة ولا تستطيع أن تقيِّم في الوقت الحالي إنما مع مرور الوقت ومع إحساس هؤلاء الشباب بقيمة النجومية »الكنز» التي تعتبر وصلوا لها وهذه القيمة لابد من أن يحافظوا عليها بأيديهم ويقوموا بتطويرها وينمّوها لكي يقدموا الأفضل والأفضل ويكونوا أفضل لكي يستمروا. ماذا عن المسرح؟ - في أوائل شهر أغسطس القادم سوف أسافر بعرضي المسرحي »العشاء الأخير» لنقدم عرضا في سنغافورة وقريبا يجمعني تعاون فني جديد مع المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم ولكن لن أفصح عنه الآن. بعد أن حققت النجومية بمرحلة متقدمة من العمر هل تسعي للبطولة المطلقة؟ - الهدف عندي ليس البطولة أو الشهرة ولكن أن أحقق ما كنت أتمناه طوال عمري ويكون لديه رد فعل من الناس بشكل جيد وأشعر بالسعادة بأني أقدم شيئا أحبه فيحبه الناس فإذا كان يحقق شهرة أو نجوميه فالحمد لله يكون شيئا لطيفا ولكن همي أن اقدم أعمالا جيدة ومحترمة وتشبع طاقاتي كفنان.