ماذا يعني فوز الأهلي علي روما في مباراتهما علي ستاد هزاع بن زايد في مدينة العين؟ بدون الالتفات إلي التأويلات وأصحاب التوجهات المنحازة فإن إجابة السؤال تتلخص في جملة قصيرة "الأهلي يعود إلي العالمية". وإذا أردنا أن نرصد المعاني التي يعنيها فوز الأهلي علي روما فإن هناك الكثير والكثير مما تعنيه ال90 دقيقة التي شهدها المصريون والعديد من جماهير الكرة في الدول العربية والأوروبية. الخروج من المحلية من أول وأهم معاني اللقاء الدولي أن الأهلي خرج بالكرة المصرية من حالة الشرنقة المحلية التي تعيش فيها منذ سنوات إلي دائرة اهتمام وسائل الإعلام العالمية.. سواء الإيطالية أو الأوروبية وبالطبع العربية التي رصدت لقاء قمة الكرة المصرية والإيطالية والاستعداد لها ونجوم الفريقين. الأفضلية المصرية يعني اللقاء أن نادي القرن الأفريقي أكد أن له أفضلية في سلسلة اللقاءات التي يخوضها مع نادي روما منذ عام 2002، فقد أصبح متقدماً 2/1 بعد أن حقق مساء الجمعة الماضي فوزه الثاني من 3 لقاءات وهو ما يفتح صفحة جديدة من المجد في سجلاته الكروية. يعني الفوز المصري أن جماهير الأهلي والكرة المصرية السوية قدمت صورة حقيقية للمواطن الذي يحب بلده والملتزم بقوانين الإمارات الشقيقة التي تستضيفه وتستضيف اللقاء وأنه يعطي نموذج للمصريين الذين يشكلون خطراً علي دخول الجماهير في مبارياتنا المحلية. المصري غير المصري هناك 20 ألف متفرج كانوا في مدرجات ستاد هزاع وقفوا خارج الملعب لفترات طويلة حتي يخضعوا للتفتيش وكل منهم دخل ليجلس في مقعده وقد شجع واستمتع هو وأفراد أسرته وقضي وقتاً من السعادة دون أن يتعرض للإيذاء أو أن يروعه أحد بأعمدة النيران أو حتي بالتهافات البذيئة. مما يعني أن نسأل لماذا لا يكون المشجع المصري في ملاعب الدوري المحلي هو نفسه المشجع الذي كان في ستاد هزاع؟ مارتن يول يقول يعني الفوز الأهلاوي أن الفريق بدأ يستفيق من فترة شهدت هزات فنية بسبب التجارب غير المجدية والوهمية التي عاشها مع جاريدو وبيسيرو وأن الهولندي مارتن يول يكسب كل يوم أرضية وجماهيرية بين الأهلاوية سواء كانوا مسئولين أو لاعبين أو جماهير.. كل منهم أصبح يقدر الرجل وقدرته علي القيادة والسيطرة رغم بعض الضيق والانفعال المكتوم في نفوس بعض اللاعبين. البيت بيتكم يا مصريين ويعني اللقاء الدولي تواصل جديد مع أخوتنا في الإمارات الذين يقدمون كل يوم دليل جديد علي الحب الجارف لمصر والمصريين والحرص كل الحرص علي أن يقولوا "البيت بيتكم" فكل ما تم تقديمه من تسهيلات وترتيبات لإنجاح اللقاء يفوق ما يتخيله المنظمون حتي القناة التي حصلت علي حقوق نقل اللقاء وكواليسه حصرياً كان هناك تناغم كبير مع قناة أبوظبي الرياضية التي أكد رئيسها يعقوب السعدي أن كل إمكانيات القناة تحت تصرف الأشقاء في قناة "صدي البلد المصرية" وفتحوا ستوديوهات القناة وسخّروا المعدات ليقدم الإعلامي أحمد شوبير وكل فريق العمل صورة رائعة للقاء من أول لحظة إلي آخر لحظة. قناة أبوظبي الرياضية مواقف ليست غريبة علي الأخوة في الإمارات أن يساهموا بفاعلية وبود ومحبة في إنجاح هذا المهرجان الكروي الكبير لأنهم يعرفون أنه سيسعد الملايين في أرض الكنانة البلد التي يعرف قيمتها ومكانتها أهل الإمارات، من أول أيام تأسيسها علي يد الشيخ زايد بن سلطان الذي أرسي القيم الأصيلة في العالم وقدم للإنسانية الكثير من الأعمال الخالدة حتي ورثها أبنائه في كل أرجاء الدولة ويحافظ عليها خليفته الشيخ خليفة رئيس الدولة. لذا تجد كل من كانوا في المباراة سواء من المقيمين في الإمارات أو الذين حضروا لمتابعتها من مصر لا يجدون كلمات يعبرون بها عن سعادتهم بما يلقونه في بلدهم الثاني الإمارات.. لذا كانت قناة أبوظبي مرآة لهذه العلاقات ومن أهم أسباب ظهور المباراة الدولية بصورة عالمية. بعيداً عن فتنة ريجيني يعني اللقاء أن الأهلي نجح إلي حد كبير في أن يساهم في الرد علي "مخطط ريجيني" الذي كان قد تم ترتيبه للتأثير علي العلاقات المصرية الإيطالية والذي كان يتاجر به بعض النشطاء ومدعي الثورية. أرسل النادي الأهلي من خلال هذااللقاء رسالة أن الشعب المصري يرتبط بالشعب الإيطالي وأن رؤوس الفتنة لن يفلحوا في الترويج لأي مؤامرة. وبعيداً عن فتنة المتعصبين ولعل الفتنة لم تكن في أداء دور مرسوم من بعض النشطاء في قضية ريجيني ولكن أطلت برأسها السامة في هذه المباراة حينما حاول بعض المدعين أنهم إعلاميون وقادوا المتعصبين إلي التسفيه من هذا اللقاء وقيمته ومكانته، والادعاء بأن روما ليس هو الفريق القوي، وهو ما يحول الفرحة إلي أزمة بين جماهير الناديين بسبب المنفلتين أو المندسين. التحية المصرية للإيطاليين قد لا نستطيع حصر المعاني التي خرج بها اللقاء ومنها تخفيف جانب ولو بسيط من حدة الألم الذي يشعر به الشعب المصري بعد إسقاط الطائرة القادمة من باريس إلي القاهرة. صناعة التسويق الرياضي المعني الجديد أيضاً في اللقاء أن تجد صناعة تسويق الأحداث الرياضية قد أصبحت ترتقي بشكل جيد بعد المنافسة التي دخلتها شركة تلي سيرف ورئيسها محمد سويلم مع شركة برزينتشن في عالم الرعاية للمباريات. وقد قدمت الشركة الجديدة نموذج في المساهمة في الترويج الإعلامي والإعلاني للمباراة بالتعاون مع قناة صدي البلد وكان هناك تناغم كبير مع الشركة المنظمة وهي شركة إماراتية مصرية يرأسها مواطن مصري مولود ويعيش في الإمارات اسمه مينا عاطف ورغم أنها تجربته الأولي إلا أنه نجح وساعده أن الإعلاميين المصريين الذين تم ترتيب كل سبل العمل لهم نقلوا صورة واقعية جيدة للمهرجان وأدوا عملهم في أجواء احترافية بمستويات عالمية نتيجة لدقة التنظيم والإمكانيات المتوافرة في ستاد هزاع. هكذا عاد الأهلي بالكرة المصرية إلي العالمية وحقق العديد من الأهداف الوطنية والرياضية.