"ملكة القلوب".. هكذا كانت فريدة، متربعة في قلوب الملايين، حظيت بالحب والتقدير والاحترام، فى مقابل رفض شعبى عريض لمباذل الملكة الأم نازلي، و تجاوزات أخلاقية سقطت فيها بناتها الأميرات، شقيقات الملك فاروق، حتى أن اللقب الأكثر انتشارا، والذى التصق بفريدة كان «الطاهرة». حياتها دراما ثرية منذ اختيار فاروق لها لتشاركه العرش، مرورا بإنجابها للبنات، واستقبال فاروق لهذا الأمر كأجهل ريفى فى أبعد النجوع عن معانى العلم والحضارة، بل عن التدين والفهم الصحيح للإسلام الذى تمسح به كثيرا، وصولا إلى لحظة الطلاق، ومحاولة الملك الضغط على شيخ الأزهر لاشتراط عدم اقتران فريدة بزوج بعده، ثم حياتها الصعبة بعيدا عن فلذات الكبد، ومعاناتها فى تدبير حياة كريمة من عرقها وكدها، لتنقلب حياتها رأسا على عقب، ليس كملكة سابقة فحسب، ولكن كواحدة من بنات الطبقة الراقية وسليلة بيت عريق! لم تجر فى عروق فريدة دماء ملكية إلا ان أصولها لا تجعلها من بنات الشعب، إذ كانت تنتمى لأصل تركى قديم، وكانت حفيدة لمحافظ العاصمة من جهة الأب، أما من ناحية الأم فكان جدها رئيسا للوزراء، أما والدها فكان وكيلا لمحكمة الاستئناف، ومع ذلك فإن عموم المصريين اعتبروها الأقرب لهم من الطبقة العالية. لم يستمرالحب الذى جمع فاروق وفريدة طويلا، فقد تسرب الشقاق إلى القصة التى بدأت جميلة، مرة بسبب انجاب البنات وأخرى للحسد الذى كانت تحتويه قلوب فى الأسرة المالكة، وثالثة بفضل دسائس القصر و... و... وتحطمت قصة الحب تماما بعد نحو عشر سنوات من بدايتها. كان على فريدة أن تبدأ من جديد، وعادت الملكة السابقة لتدفن همومها فى الفن الذى كانت تهواه فى بيت أبيها، ثم تحول مع الوقت إلى مصدر رزقها! قصة تغرى بالتسجيل، وكانت مؤلفة هذا الكتاب د.لوتس عبدالكريم قريبة بالدرجة التى تجعلها أصلح من يكتب السيرة الذاتية للملكة فريدة، وقد حظى «كتاب اليوم» بالطبعة الأولى التى صدرت فى فبراير 2008، واليوم نصدر الطبعة الثانية من أحد أكثر الكتب مبيعا فى تاريخ السلسلة، ومن الجميل أن يصادف الإصدار الثانى ذكرى مرور 95 عاما على مولد ملكة القلوب. الكتاب يكشف عن العديد من أسرار فريدة وحياتها مع فاروق، فى الحكم والحب، ثم يتصدى لدحض ما لحق بسيرتها من شائعات أبعد ما تكون عن حقيقة فريدة.