حسم السويسري جياني إينفانتينو، صاحب الأصول الإيطالية، سباق رئاسة الفيفا، بعد معركة إنتخابية حامية الوطيس، إستمرت كواليسها لأكثر من 5 ساعات، بعدما جاء الفارق ضئيلا بينه وبين الشيخ سالمان في الجولة الأولي، بحصول السويسري علي 88 بينما سالمان جمع 85، قبل أن يحسمها جياني في الجولة الثانية بالحصول علي 115 صوتا مقابل 88 لرئيس الاتحاد الآسيوي. السباق الإنتخابي الذي بدأ منذ أكثر من 4 أشهر، وانتهي مساء الجمعة امام صندوق الاقتراع بالعاصمة زيورخ، شهد عملا متواصلا من إينفانتينو، أمين عام يويفا »سابقا»، والذي حسم الفوز بعرش الاتحاد الدولي لكرة القدم، ب »الضربة القاضية»، وقبل دقائق من بدأ عملية الإقتراع، وذلك خلال كلمته »القوية»، التي استعمل فيها »سحر خاص»، بحسب مراقبون، ومشاركون في عملية الاقتراع نفسها، وهو سحر »الكلمة»، وذلك بعدما استخدم جياني 5 لغات أساسية لمخاطبة العالم، بدأت بإفريقيا، القارة التي أعلنت دعمها للشيخ سالمان بن ابراهيم، رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، ووصيف جياني من حيث عدد الأصوات، ثم إنتقل لباقي قارات العالم. جياني بدأ كلمته بلغة إيطالية، ليعبر عن اعتزازه بإيطاليا، بلد والديه، ثم السويسرية التي يحمل جنسيتها، وبالفرنسية ليخاطب الدول الافريقية وكل دول »فرانكفونكس» ، ومنها للاسبانية، ليخاطب امريكا اللاتينية، بالإضافة للبرتغالية، لمخاطبة الدول الناطقة بها وعلي رأسها البرازيل والبرتغال وعدة دول إفريقية ايضا، ثم وحد كلمته في الإنجليزية، لتكون للعالم أجمع. بل حتي اللغة العربية كان لها »مكان» في كلمته، عندما استخدمها لوصف بلفظ »القدر»، الذي رأي انه قاده للترشح واتخاذ خطوة لحسم السباق. وتفيد المتابعات أن عدة اتحادات وطنية قررت تغيير صوتها، بدلا من منحها للشيخ سلمان، حيث ذهبت إلي الأمين العام ليويفا، لاسيما بعد أن ظهر قويا وأكثر دراية بأحوال اللعبة، كما تمسك بوعد ال 5 ملايين دولار، التي سيوزعها علي اتحادات العالم في 4 سنوات فترة مدته الأولي. سذاجة واضحة وبعيدا عن كواليس العملية الانتخابية نفسها، فقد كشفت »مصادرة وثيقة» عن تعامل الاتحاد المصري لكرة القدم، مع العملية الانتخابية بحالة »السذاجة» إن صح التعبير، لاسيما بعد أن رفض مسئولية استقبال السويسري جياني اينفانتنيو رسالة عبر مستشاره الإعلامي، العربي الجنسية، مفادها، حرص المرشح الأوروبي »المتزوج من لبنانية»، علي مصر، ورغبته في زيارة الاتحاد المصري والاقتراب من مسئوليه، لأن مصر بالنسبة له، دولةكبري في الشرق الأوسط ويجب التعامل معها والاقتراب منها. لكن الغريب، أن من يتولون مقاليد الأمور في الاتحاد المصري لكرة القدم، رفضوا طلب الرجل، بل وتهربوا من الرد علي مستشاره، والبعض تحجج ب »زعل» المرشحين العربيين لو عرف أحدهما أن مصر استقبلت المرشح الأوروبي، وهو ما يكشف إلي حد بعيد، مدي »ضيق النظرة» التي كان عليها مسئولي وقيادات الاتحاد المصري. في كل الدول العربية خصوصا الخليجية منها، كان خط التواصل مفتوحا مع المرشحين الأقوي، فدولة الإمارات علي سبيل المثال، استقبلت الشيخ سالمان، في جلسة جمعته بالشيخ هزاع بن زايد الرئيس الفخري للإتحاد الإماراتي لكرة القدم، ثم استقبل أيضا الشيخ هزاع، جياني اينفانتينو، قبل 10 أيام من الانتخابات، هكذا هي الدول القوية التي تقدر قيمتها، وقيمة صوتها في الانتخابات. لكن مسئولي الاتحاد المصري، ركلوا الفرصة بعيدا، وأصروا علي عناد السويسري، حتي في جولة الاعادة، لم يتدخل هاني أبوريدة، عضو المكتب التنفيذي للفيفا، في قرار الاتحاد المصري، ولم يفرض رأيا، وترك الوفد »ضعيف الخبرة» في هذا المجال، ليكون له الكلمة، التي لايعلم أحد إلي أين ذهبت. ميدو وحازم علي الجانب الآخر، لم يكن موقف الاتحاد المصري كله هو السلبي، بل طلب مدير حملة جياني إينفانتينو أيضا فيديوها يسجلها نجوم اللعبة في مختلف أرجاء العالم، للتأكيد علي دعم حملته لرئاسة الفيفا، ومن ثم يتم وضح تلك الفيديوهات، علي موقعه الخاص الذي يتم البرنامج الانتخابي، بالاضافة للفيديوهات المؤيدة من اساطير عالمية، أبرزها السير اليكس فيرجسون، ومورينيو ولويس فيجو وزانتي، وغيرهم من أساطير اللعبة. وبالفعل تم التوصال مع أحمد حسام ميدو، وبعد عشرات المحاولات، أبدي ترحيبه بالفكرة، وبالموافقة علي تصوير الفيديو، ولكن »تهرب» مدرب الزمالك الأسبق من تسجيل الفيديو لاحقا، أما حازم إمام، وهو أحد الاساطير أيضا في كرة القدم المصرية والعربية، فقد أبدي موافقته علي تسجيل الفيديو ودعم المرشح السويسري، ولكن ضيق الوقت لم يسعف حازم لتسجيل الفيديو، كما لم يتم التواصل المباشر معه من ادارة حملة جياني، وهو ما أجهض المحاولة »الاقرب» من أن تتحقق بنجاح. من جهة ثانية، يبدو أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيهتم خلال المرحلة المقبلة، بإعادة بناء علاقات قوية مع الجميع، وهنا سيكون لزاما علي الاتحاد المصري ضرورة تصحيح خطأ الاستراتيجي الأول، والسعي لبناء علاقات قوية في المرحلة المقبلة مع إينفانتينو »المتواضع»، صاحب الخبرات الهائلة القادرة علي احداث نقلة هائلة في مجال كرة القدم.