العمل: 157 وظيفة جديدة في مجال الطاقة والاتصالات بالجيزة    «كوب 30» ودور النفط فى الاقتصاد العالمى    وزيرة التنمية المحلية: التصدي الحازم لأية تعديات أو مخالفات بناء    الأولى منذ عقود، وزير الخارجية السوري يبدأ زيارة رسمية لبريطانيا    الجامعة العربية تختتم متابعتها للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري    أمور فى السياسة تستعصى على الفهم    استدعاء ثنائي جديد لمعسكر منتخب مصر الثاني    برشلونة يسعى لضم هاري كين لخلافة ليفاندوفسكي مستغلا الشرط الجزائي    ضبط 2 طن دواجن ولحوم مجمدة مجهولة المصدر وغير صالحة للاستهلاك بالقليوبية    محمد رمضان يقدم واجب العزاء في وفاة إسماعيل الليثي    محمد رمضان يقدم واجب العزاء فى إسماعيل الليثى.. صور    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يمكن استخدام زيت الزيتون للقلي؟ أخصائي يجيب    محافظ شمال سيناء يتفقد قسام مستشفى العريش العام    قبل مواجهة أوكرانيا.. ماذا يحتاج منتخب فرنسا للتأهل إلى كأس العالم 2026؟    وزيرالتعليم: شراكات دولية جديدة مع إيطاليا وسنغافورة لإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    كندا تفرض عقوبات إضافية على روسيا    جارديان: برشلونة يستهدف هاري كين    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    وزير العدل الأوكراني يقدم استقالته على خلفية فضيحة فساد    الداخلية تكشف تفاصيل استهداف عناصر جنائية خطرة    رسميًا.. ستاندرد بنك يفتتح مكتبًا في مصر لتعزيز الاستثمارات بين إفريقيا والشرق الأوسط    المتحف المصري الكبير ينظم الدخول ويخصص حصة للسائحين لضمان تجربة زيارة متكاملة    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    كرة يد - بعثة سموحة تصل الإمارات مكتملة تحضيرا لمواجهة الأهلي في السوبر    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    طريقة عمل فتة الشاورما، أحلى وأوفر من الجاهزة    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. آثارنا تتلألأ على الشاشة بعبق التاريخ    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    جنوب سيناء.. تخصيص 186 فدانا لزيادة مساحة الغابة الشجرية في مدينة دهب    بحماية الجيش.. المستوطنون يحرقون أرزاق الفلسطينيين في نابلس    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    أثناء عمله.. مصرع عامل نظافة أسفل عجلات مقطورة بمركز الشهداء بالمنوفية    إخلاء سيدة بكفالة 10 آلاف جنيه لاتهامها بنشر الشائعات وتضليل الرأي العام في الشرقية    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    خالد النبوي يهنئ محمد عبدالعزيز لتكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي: أهداني أول دور    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    موعد مباراة مصر وأوزبكستان الودية.. والقنوات الناقلة    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    استعدادًا للموسم الشتوي.. حملات ميدانية لمتابعة صرف الأسمدة بالجمعيات الزراعية في الشرقية    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزيرة الهجرة: عايشت مآسى الهجرة الغير شرعية وشحنت جثامين المصريين من السواحل الايطالية
نشر في أخبار الحوادث يوم 13 - 10 - 2015

أفكار غير تقليدية، تحاول من خلالها كسر الصورة النمطية التى يتصورها الكثيرون حول طبيعة العمل الدبلوماسى وأصحاب المناصب الرفيعة، تؤكد لكل من حولها ان أى مسئول هو انسان قبل كل شئ، ويجب ان تتلازم مهامه مع الاعمال الانسانية، وبالرغم من اعتلائها عدد من المناصب الدبلوماسية فى مختلف انحاء العالم الا ان عملها لم يقتصر على إجراء اللقاءات الرسمية والمناقشات الروتينية، لتؤكد ان السفير والقنصل عملهما ميدانى من الدرجة الأولى، ومن خلال تلك القاعدة واجهت عدد من المواقف والازمات التى جعلتها على دراية تامة بأوضاع وأزمات المصريين فى الخارج، ليتم تكليفها برئاسة وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج وتتعهد بحل أزمات الانسان المصرى البسيط لأنه الاجدر بالاهتمام والرعاية.
بعد ساعات قليلة من الاعلان عن تشكيل حكومة المهندس شريف اسماعيل والقاء السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد اليمين الدستورى امام الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، أقام أبناء الجاليات المصرية فى مختلف أنحاء العالم احتفالات يعربون فيها عن سعادتهم بتنفيذ وعد رئيس الجمهورية بإنشاء وزارة مخصصة لأبناء مصر فى الخارج وفصل قطاع الهجرة عن القوى العاملة لتوفير الرعاية التامة بتخصيص وزارة كاملة لهم، وازدادت سعادة أبناء الجاليات بإختيار السفيرة نبيلة مكرم ليصفونها بالسفيرة صاحبة المواقف الانسانية التى تواجه المشاكل بحسم وإنسانية فى أصعب المواقف التى واجهتها بالخارج، وتحمل السيرة الذاتية للسفيرة نبيلة مكرم ما يؤهلها لإعتلاء هذا المنصب، فهى خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة، والتحقت بوزارة الخارجية فى نوفمبر عام1993، لتشغل من خلالها عدة مناصب بالسلك الدبلوماسى فى سفارة مصر بالبرازيل ثم القنصلية المصرية بشيكاغو بالولايات المتحدة الامريكية ومنها انتقلت الى السفارة المصرية بالعاصمة الايطالية روما ثم القنصلية المصرية العامة بدبى.
إلتقينا بالوزيرة السفيرة نبيلة مكرم فى حوار ينقلنا من دولة الى أخرى فى مختلف انحاء العالم، تصارحنا من خلاله بأزمات ومشاكل المواطن المصرى فى بلاد الغربة، وكيف يمكن ان تتحول ازماته الى طريق للنجاح عندما يلتقى بمسئولين مصريين على قدر المسئولية فى القنصليات والسفارات المصرية حول العالم، وتحمل السطور التالية قدر كبير من المواقف الانسانية المؤثرة التى لازمت مسيرة الوزيرة نبيلة مكرم لتتعهد بتحقيق أهدافها لحماية ورعاية المصريين بالخارج من خلالها منصبها الجديد:
- هل يؤثر قرار إستحداث وزارة الهجرة على علاقة أبناء الجاليات المصرية بوطنهم فى الوقت الحالى؟
قرار السيد رئيس الجمهورية بفصل قطاع الهجرة عن القوى العاملة قرار حكيم جدا، ويأتى كإستجابة سريعة لمطالب الجاليات المصرية بالخارج بإنشاء وإستحداث وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج على المستوى الحكومى، ولدى الجاليات سعادة بالغة وامل فى التعاون مع وزارتهم، لأنها تمثل حلقة الوصل بين الوزارات فى الداخل وبين المواطن المصرى بالخارج من خلال التعاون والتواصل بشكل دائم، وتحمل مهام الوزارة أمرين هامين، الاول هو التعرف على احتياجات المواطن المصرى فى الخارج، والثانى هو تلبية مطالبه والتواصل مع الجهات المعنية من أجله والتواصل معه فى وقت تحتاج مصر الى كل مواطن بداخلها وخارجها، وشاهدت بنفسى تعبير المصريين عن تعلقهم وحبهم لوطنهم اثناء الاحتفالات بقناة السويس، وكانوا يتدافعون من أجل المشاركة فى تحقيق هذا الحلم لتزداد الثقة فى الحكومة المصرية والامل فى التغيرات التى تحملها مستجدات الامور فى مصر فى الفترة الاخيرة.
- وكيف يمكن تفعيل تلك الاهداف لتحقيقها بشكل يرضى المواطنين المصريين بالخارج؟
وزارة الهجرة وزارة ميدانية، نحتاج الى الاحصائيات والارقام لأحوال المصريين بالخارج ولكن لن نكتفى بهذا الامر، استحداثها سببه تحقيق التعاون والتواصل المباشر مع المواطنين بالخارج، ويمكن استغلال التقنيات الحديثة مثل اجراء لقاءات عبر الفيديو كونفرنس، ولكن لن نكتفى بهذا الامر لأن رؤية المواطن للمسئول بشكل حقيقى يولد الثقة حيث يفهم المسئول متطلبات المواطن بشكل عملى وكذلك يثق المواطن فى حكومة بلده، سأتواصل مع المصريين بالخارج بنفسى، وسأبدأ بتلبية إحتياجات المواطن البسيط الذى أراه فى حاجة فعلية الى المساعدة غير المواطن الأفضل حالا والذى ينعم بالحال الميسور والاوضاع المستقرة ولكنه يحتاج ايضا التواصل مع وطنه طوال الوقت، وأسعى للقيام بزيارات فى دول عديدة للتواصل بشكل مباشر مع المواطنين بالخارج، ، واكدت فى احد التصريحات اننى سأرتدى ملابس بسيطة وجينز وسأنزل الى الشوارع لأنى وزيرة من اجل المواطن والجولات جزء هام لتحقيق اهدافى.
- تقلدت السفيرة نبيلة مكرم عدد من المناصب الدبلوماسية تنقلت خلالها بين شيكاغو الامريكية، ايطاليا، البرازيل وكذلك دولة الامارات العربية المتحدة، هل تختلف أزمات المواطن المصرى من دولة لأخرى؟
بالطبع، ابدأ بمنطقة الخليج التى شهدت محطتى الاخيرة كقنصل عام قبل تكليفى بمنصب وزير الهجرة ، هناك مشاكل تواجه المصريين بالخليج مثل عقود العمل ونظام الكفيل والمعاملة المستغلة للكفيل فى بعض الاوقات، وكذلك أزمات المحتجزين فى السجون التى يشغلها عدد من المصريين بتهم مختلفة، ويتطلب الامر متابعتهم وتوفير محامين لهم مهما كانت اوضاعهم فى القضايا فهم مواطنين مصريين تحت طائلة القانون، ويلزم حل تلك القضايا التعاون بين وزارة الخارجية التى تتابع قضايا المواطنين بالخارج ووزارة القوى العاملة التى تتابع أزمات عقود العمل ونظام الكفيل، وتعمل وزارة الهجرة كحلقة وصل بين المواطن والوزارة المعنية حيث نلفت نظر المسئولين الى الأزمة التى يعانى منها المواطن المصرى بالخارج.
ويختلف الامر تماما فى ايطاليا، حيث كنت اتعامل مع المهاجرين الغير شرعيين بشكل مكثف طوال الوقت، وكنت مسئولة عن شحن جثث ضحايا الهجرة الغير شرعية الى مصر، واتعرف على الجثث بنفسى، وتحاورت مع المهاجرين الغير شرعيين فى مراكز الاحتجاز، كما تعاملت مع القصر والاطفال من ضحايا الهجرة الغير شرعية ومشاكل المواطنين تختلف تماما عن دول الخليج، وفى امريكا الامر مختلف ايضا حيث نتعامل معظم الوقت مع اساتذة جامعة واطباء ومهندسين، المواطنين المصريين فى الولايات المتحدة الامريكية مستقرين فى عملهم ويشغلون مراكز مرموقة ومتميزين دراسيا وعلميا فكانت الامور تسير بشكل أهدأ دون ازمات وكانوا يرغبون فى التواصل مع وطنهم فى اطار العمل القنصلى المعتاد.
- وماذا عن الشبهات والتهم المتعلقة بالارهاب والتطرف والتى تلازم المواطنين المصريين والعرب فى اوروبا وأمريكا بالرغم من مرور سنوات عديدة على احداث 11 سبتمبر؟
اثناء تواجدى فى الولايات المتحدة الامريكية بعد احداث 11 سبتمبر لم تقتصر الشبهات على المصريين فقط وانما أثرت على المواطنين ذوى الاصول العربية بشكل عام، اى شخص يتحدث بلكنة عربية كان محل تساؤلات واشتباه فى بعض الوقت، ولكن فى الغرب لا ينظرون الى المصريين على انهم ارهابيين، الا انه أمر محتمل فى اى مكان فى العالم فمثلا فى الامارات هناك قضايا يتهم فيها مصريين بالتورط فى خلايا ارهابية وغيرها، ولكن ما اؤكد عليه هو ان السلطات المحلية فى اى دولة كانت تشيد بالجالية المصرية وتصفها بكونها جالية مسالمة ضد العنف وسهلة الاندماج فى المجتمعات الغربية، وكنت اشعر بالفخر عندما التقى اى مسئول فى الخارج فيؤكد ان هناك مشكلات يتسبب فيها أفراد الجاليات الاخرى ولكن بالنسبة للمصريين مشاكلهم بسيطة.
- "السفارة المصرية هى آخر مكان يذهب اليه المواطن المصرى فى الخارج"، هل ستصحح وزارة الهجرة من هذه المعتقدات لدى المواطنين المصريين بالخارج؟
هناك أزمة ثقة حقيقية، المواطن بالخارج يتعامل مع القنصلية بإعتبارها الشهر العقارى مع احترامى للشهر العقارى وغيره من المؤسسات الحكومية، ولكن المواطن المصرى ينظر للسفارة على انها مكان للعمل الروتينى وليس التواصل الفعلى مع الوطن، ولكن تعليمات وزير الخارجية تمثلت فى تسهيل امور المواطنين وتسهيل اجراءاتهم والتعليمات صدرت للموظفين بالقنصليات بالتعامل بصبر وبمنتهى ضبط النفس لأن المواطن المصرى بالخارج يترك عمله ويأتى الى القنصلية لإنهاء اوراقه او ازماته بشكل سريع، ومع استحداث تلك الوزارة سيكون هناك ثقة وسيشعر المواطن باهتمام وطنه به ومهمتى هى اكمال بناء الثقة لتصبح السفارات والقنصليات هى المكان الآمن للمواطنين المصريين بالخارج.
- ملف الهجرة الغير شرعية كارثة يتابعها العالم بأكمله، فكيف ترصدين حوادث الهجرة الغير شرعية ونتائجها على الشباب المصرى؟
رأيت بنفسى نتائج الهجرة الغير شرعية بكافة سيناريوهاتها، سافرت الى روما فى سبتمبر 2007، وفى اكتوبر 2007 وقع حادث مأساوى اليم غرقت فيه مركبتين ضخمتين كل مركبة كانت تحمل 400 مواطن مصرى ناحية سواحل صقلية، نزلت لمتابعة الموقف وارسال كافة المعلومات لوزارة الخارجية حول هوية المواطنين الضحايا والأشخاص المحتجزين وتوليت مهمة شحن الجثامين بنفسى بعد التعرف عليها، الحادث مأساوى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الاسر والعائلات المصرية شاهدت حادث غرق أبنائهم عبر التليفزيونات، الجثث ملقاة فى البحر وبعضها مشوه، لم انتظر ارقام ومعلومات ولكن حملت الجثث لأحاول التعرف عليها بنفسى، كل مركب كانت غارقة فى مكان، وحصلنا على موافقة الدولة للشحن على نفقة الدولة ، رأينا جثث مشوهة وكان يصعب التعرف على هويتها وكنا نرسل لبنك المعلومات التابع لوزارة الخارجية للتعرف على الضحايا.
وعلى الجانب الآخر قابلت المحتجزين الذين نجوا من الحادث، والغريب فى الامر انهم كانوا يحاولون تغيير لهجتهم وكأنهم غير مصريين، لأنهم يعتقدون اننى سأبلغ عنهم واقول انهم مصريين ويتم ترحيلهم فى الحال، ويعكس هذا الامر ازمة الثقة بين المواطن ومسئولى بلاده فى الخارج، فبدلا من الاستنجاد بالسفارة يحاولون التهرب منها، ولكن كان يهمنى ان اتواصل معهم لأبلغ اسرهم وعائلاتهم فى مصر انهم احياء، ولم يغرقوا فى الحادث الا انهم كانوا يتعاملون معى كعدو وليس مساعد لهم، ولكن من السهل تماما ان اتعرف على ابناء بلدى بالرغم من محاولاتهم اخفاء هويتهم، ولكن اذا حاول عربى تغيير لكنته مدعيا انه مصرى يفشل ويتم كشف امره سريعا.
- كيف تتعامل السفارات والقنصليات مع المواطن المصرى الذى يتواجد فى الدول الاخرى بشكل غير شرعى؟
تلك القضية كانت اساس عملى اثناء توجدى فى ايطاليا، لم اتعامل مع المواطن المصرى المقيم بشكل شرعى الا من خلال الاجراءات الروتينية مثل استخراج توكيل او غيرها من الوثائق، ولكن تعاملى الدائم كان مع المواطنين المتواجدين بشكل غير شرعى الذى تبدأ رحلته بإلقائه جواز سفره فى البحر لينجو من اتفاقية عدم التوطين بين مصر وايطاليا، والتى تنص على ترحيل المواطن المصرى الذى يدخل ايطاليا بشكل غير شرعى على اول طائرة، تبدأ الرحلة بإنكاره جنسيته المصرية حتى لا يتم ترحيله، ويتم احتجازه فترة فيلجأ الى السفارة المصرية ليقوم باستخراج اوراق هوية له، وفى تلك الحالة لا اتعامل معه كمهاجر غير شرعى ضد القانون، ولكن اتعامل معه كمواطن مصرى يمتلك حق دستورى فى استخراج اوراقه، والبعض يتهرب من اللجوء الى السفارة خوفا من ترحيله لانه لا يمتلك اقامة، ولكن قضية ترحيله لا تخصنى وما يخصنى هو مساعدته فى استخراج اوراق رسمية تحفظ هويته كمواطن يمتلك هذا الحق.
وتصادفنى كثيرا قضايا القصر والاطفال، القاصر من حقه اقامة حتى وان وصل بشكل غير شرعى ، الطفل يأتى بشهادة ميلاد مميكنة لا توجد عليها صورته، كيف اثبت انه صاحب تلك الشهادة، اتعاون مع وزارة الخارجية اقوم بتصوير الولد وارسال صورته الى الخارجية التى تستدعى احد افراد اسرته للتعرف عليه، واذا كانت بياناته صحيحة اقوم باستخراج شهادة هوية له تحمل صورته، فهو مصرى وطفل لا يمكن التخلى عنه، ولا يمكن ان انكر معرفتى به او مساعدته، ولكى اساعده هناك جهد اضافى للتأكيد من انه صاحب الشهادة، وتحمل أزمات المهاجر الغير شرعى ملفات عديدة تتطلب مجهود مضاعف للوقوف بجانبه.
- هل مازالت مصر معبرا للهجرة الغير الشرعية بالرغم من الاجراءات التى تتخذها الدولة لحماية أمن الحدود المصرية؟
مازالت المراكب تصل الى ايطاليا واليونان ومن واقع خبرتى تخرج المراكب من الاسكندرية وليبيا ومازالت هناك مراكب للهجرة الغير شرعية بمصر، وبالنظر الى قانون الهجرة الغير شرعية اطالب بإعدام تجار البشر لأنه يعرض حياة المواطنين للخطر، ورأيت بعينى نتائج تهريب البشر حملت جثث ورأيت مساجين واطفال قصر محتجزين، خبرتى تدفعنى الى المطالبة بإعدامه لأنه يتاجر بحياة شباب واطفال، الطفل القاصر يصل الى ايطاليا ويتم استضافته وتعليمه وتوفير مكان للسكن ولا يريد التخرج من المدرسة لأنه ملزم بالعمل الشاق لارسال اموال الى اهله لتصل الى تاجر البشر الذى قام بتهريبه وينتظر سنوات حتى يسدد دينه نظير الرحلة، ينزع الطفولة من الاطفال، ويزيد عدائه لوطنه ويكره وطنه ويشعر بالولاء لدولة اخرى، قابلت طفل كان يريد استخراج اوراق هويته، وكان يخاف الدخول بمفرده لى وكان يحتمى بالاخصائية الاجتماعية الايطالية خوفا من مسئولة بلاده، متخيل اننى سأقوم بترحيله، ودفعتنى تلك النظرة الى زيارة مراكز الايواء للقصر فى ايطاليا كلها ، كنت ارغب فى التعرف علي الاطفال ليشعروا بالامان اوؤكد اننى بمثابة والدتهم فى ايطاليا، هناك ولد مصرى اسمه اسلام قام بضرب طفل افغانى بسكين فى راسه وكان ازمة لانه قاصر لا يحاكم ولكنه يمكث فى السجن 3 شهور ثم يخرج ليصبح مشروع شاب مجرم يكره وطنه نتاج الهجرة الغير شرعية.
- وهل ستتحمل اوروبا ازمة اللاجئين لفترة طويلة؟
يجب تقديم الشكر لهم على هذا الموقف الرائع ولكن استقبال اللاجئين يعد عبء كبير على اقتصاد وميزانية الدول فهم مطالبون بتوفير فرص العمل والامن لأعداد كبيرة جدا من اللاجئين، ولن يستمر الموقف طويلا دون التعاون من كافة الدول الاوروبية.
- وما هى أكثر المواقف الانسانية التى مررت بها اثناء العمل القنصلى فى دول العالم المختلفة؟
الطفلة حبيبة التى رافقتها اثناء نزولى الى مصر وقد يتذكرها الكثيرون، وبدأت قصتها بظهورها فى برنامج شهير يقدم مساعدات انسانية للمحتاجين عن طريق جمع التبرعات من المشاهدين، ظهرت من خلاله سيدة مصرية تدعى عطيات تنجب اطفال يحدث لهم تشنجات منذ الولادة وحتى بلوغه عام ونصف، لينتهى الامر بموت الطفل، وحدث هذا الامر مع طفلين لها وتوفيا بالفعل ولجأت عطيات الى البرنامج من اجل انقاذ حياة ابنتها الثالثة حبيبة التى بلغت عام ونصف وتعانى من نفس الاعراض، خاطب البرنامج مستشفيات عديدة لعلاج حبيبة بالخارج، ولم يرد سوى مستشفى واحدة فقط للأطفال فى روما بالموافقة على علاج الطفلة، وجاءنى اتصال من مكتب وزير الخارجية السيد أحمد أبو الغيط لأننى كنت القنصل العام بروما، للاهتمام بحالة حبيبة ووالدتها عطيات وكنت اهتم بالام اثناء احتجاز ابنتها وقمت باستقبالها وكانت المرة الاولى لخروجها لمصر وقمت بادماج عطيات مع اباء الجالية المصرية وكنت اوصي المصريين على عطيات واطعامها من الطعام الاسلامى وغيرها من التفاصيل الاخرى، حالة الطفلة غامضة فهى تعانى من تشنجات غريبة ولكن كل التحاليل سليمة، قررت المستشفى ان تضع كاميرات مراقبة لها اثناء نومها لمراقبتها ومعرفة اسباب الحالة ، وقعت مفاجأة لتسجل كاميرات المستشفى الام وهى تقوم بخنق الطفلة، وهو الامر الذى لم اصدقه كيف تسافر الام للخارج لتقتل ابنتها ، بلدية روما اتخذت اجراءاتها بأخذ الطفلة الى دار رعاية وسجن الام لتتحول القضية الى ازمة كبيرة، الرأى العام فى مصر يتابع حالة حبيبة فى انتظار شفائها ويطلب الاطمئنان على الام، ولكن الامور انقلبت تماما وتلقت السفارة اتهامات عديدة بسوء المعاملة والتهاون، والجد والاب فى مصر يطلبان الطفلة، واكدت للمحامى الايطالى الذى قمنا بتوكيله اننى لا اصدق الامر ، الا انه وفر الفرصة لى لمشاهدة فيديو كان برفقة المحامى فقط ،ورأيت وصدقت وكانت تواجهنى ازمة التواصل مع الابنة ودخلت فى قضية كبيرة لأصبح الوصية على الطفلة وكسبت القضية وقمت بزيارة حبيبة وهى الطفلة الرضيعة التى حرمت من والدتها التى تحاول قتلها، دخلت فى قضية اخرى وهى عودتها الى مصر لان والديها مصريين، القضايا اخدت وقت ومجهود لتقديم المستندات الكافية الى ان حصلت على قرار بعودة حبيبة وامر وزير الخارجية وقتها بنزولى مصر مع الطفلة، كنت احاول التعود علىها لأننى سأرافقها بمفردى وتركت ابنائى فى روما وظهرت فى البرنامج لأوكد ان حبيبة لم تصب بأى تشنجات بعد ابتعادها عن والدتها، ولكن استمرت القضايا من اجل الافراج عن والدة حبيبة وانهاء الازمة بشكل كامل.
- تحمل ملفات أزمة المصريين بالخارج عدد من المشاكل العائلية وقضايا الاحوال الشخصية، فما هو دور السفارة لحل تلك الازمات؟
نسعى لحل أزمات المواطن المصرى بالخارج بكافة أنواعها، وهناك حلول مبتكرة لتلك الامور فمثلا فى دبى قمت بإنشاء نادى يجمع القناصل الممثلين لكل الدول من كل القنصليات، احيانا اواجه ازمات عائلية حادة مثل حدوث خلاف بين زوج مصرى وزوجة روسية فيذهب الى القنصلية ويسافر بالاطفال الى مصر وتأتى الزوجة الروسية الى القنصلية لحماية ابنائها وتطالب بعودتها اليها وفى النهاية هى أم، فيوفر النادى الفرصة للقائى بالقنصل الروسى ونقاشه فى تلك المشكلة، وفى حالة اتهام المواطن المصرى نتعامل مع الامر بشكل انسانى بحت، اتعامل مع كل قضية بطريقة انسانية من خلال التواصل مع قنصل البلد الاخرى ونتعاون من اجل حل المشكلة واحيانا نحاول الصلح بين الاسر، وأرى أن العمل القنصلى هو عمل انسانى بحت والمرأة التى تشغل هذا المنصب تحمل حلول عديدة لحل النزاعات والصراعات بحسها الانسانى العالى.
- هل تؤثر طبيعة العلاقات بين مسئولى الدول المختلفة على حل أزمات المواطن المصرى بالخارج؟
بالطبع ويتطلب العمل القتصلى علاقات ودية انسانية لحل الازمات بشكل اسرع وافضل، اذكر المستشار القانونى لإدارة الاقامات فى دبى العقيد على الزعابى وسيادة اللواء محمد المرى رئيس ادارة الاقامات بالخير وتربطنى بهما علاقة طيبة وطيدة، وتصدر الاقامات للمواطنين فى دبى ومنهم المصريين، وقد يتعرض مواطن مصرى لمشكله فى اقامته او اصادف مشاكل اجتماعية مثل زوجين مصريين يقررا الطلاق، الزوج المصرى يصر على الانتقام ويلغى الاقامة الخاصة بطليقته، ويهدم اسرته ويخل بنظام الابناء بالمدارس ويسعى لترحيلهم، يذهب الى ادارة الاقامات لإلغاء اقامة الام، ولكن يغلب الحس الانسانى على المسئولين الاماراتيين ، وافاجأ بطلب العقيد على الزعابى لقائى لحل تلك الازمة كفريق واحد متعاون ونجلس مع الزوجين ونحاول اقناعهما والتوصل لحل لتلك الازمة ونضحى بوقتنا ومجهودنا من اجل حل كل الازمات، حكومة دبى هى حكومة انضباط فى المرور والمخالفات ودفع التزاماتك ومؤخرا صدر قانون ضد ازدراء الاديان والعنصرية، وهى نموذج رائع لدمج كافة الجنسيات تحت مظلة واحدة بحزم، ولكن يلازمهم دائما حس انسانى رفيع المستوى وهو ما رأيته بنفسى وتعلمت منه ان المسئول انسان قبل كل شئ.
- يعتقد البعض أن الهدف وراء استحداث وزارة الهجرة هو جذب المصريين بالخارج للإستثمار وضخ الاموال الى مصر، فما هو الرد على تلك التساؤلات؟
الوزارة ليست مقامة من اجل الاستثمار، فهى وزارة مستحدثة من اجل التواصل مع المصريين بالخارج وبناء الثقة، عندما يشعر المواطن بالثقة وهو مواطن يمتلك حس وطنى عالى فى تلك اللحظة سيشعر انه يريد ان يقدم المزيد من اجل وطنه، ولا يعنى ذلك اننى اجذبه للاستثمار بتلك الطريقة، ولكن المواطن يبحث عن الثقة الحقيقية اولا، وهناك مواطنين يريدون فعل اى شئ من اجل مصر، وهناك شباب بالخارج يستبعدون المشاركة فى اى مشروعات خوفا من الرشاوى والنصب والاجراءات الروتينية ، ولكن انشئت وزارة الهجرة من اجل طمأنة المواطن المصرى، وتوفير قنوات شرعية له للتواصل مع المسئولين وغيرهم، فهى وزارة ميدانية وخدمية تسهل اجراءات التأمينات والتحويلات وشحن الجثامين، ولا يمكن ان اقول له ماذا ستفعل فى مجال الاستثمار قبل ان اقدم له كل ما يحتاجه من المسئولين فى وطنه لبناء الثقة.
- وأخيرا ما هى الرسالة التى تقدمها وزيرة الهجرة للمواطن المصرى الذى يحلم بالسفر الى الخارج؟
رسالة واحدة، مصر يتم بنائها من جديد،وهناك مشاريع تخلق فرص عمل عديدة ولا اتحدث بشكل بعيد عن الواقع ولكن رأيت بنفسى الواقع المرير للمهاجرين الغير شرعيين، فهم يتلقون معاملة مهينة ويشعرون بعدم الامان طوال الوقت، سأقوم بترتيب ملفاتى وانسق مع الوزارات الاخرى لكى اوفر فرص عمل عبر المكاتب الاستشارية المصدرة للمهاجرين فى المحافظات، عندما ترفض تلك المكاتب طلب الهجرة او السفر للخارج ستجد فرص عمل بديلة، مكاتب الهجرة موجودة وتعمل من اجل توعية المواطن لمخاطر الهجرة الغير شرعية ولكن المواطن يتجاهلها لأنه لا يجد بديل عند رفض طلب سفره للخارج، ويجب ان نكون اكثر ايجابية لتوفير فرص عمل بديلة على ارض مصر، ودورى أن أقوم بإمدادها بفرص عمل بديلة بدلا من التوعية فقط، فلا يمكن غلق باب الهجرة فى وجه مواطن دون طرح حلول بديلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.