تعد الخيانة من القضايا الاجتماعية التى تتناولها دول العالم بإهتمام لا مثيل له، فهى من الاسباب الرئيسية وراء ارتفاع حالات الطلاق والعنف الزوجى وهى كلمة السر وراء عدد من الجرائم الاسرية، وفى اسرائيل هناك شغف حقيقى لمعرفة اسباب الخيانة الزوجية التى تتناولها وسائل الاعلام بصراحة تامة تكشف عن ارتفاع نسب وحالات الخيانة بين الازواج، ولجوء بعضهم الى مواقع الانترنت لإقامة علاقات عاطفية والهرب الى الفنادق من اجل الاستمتاع السرى بعيدا عن الروتين المعتاد للحياة الزوجية. منذ ايام قليلة أعلن مجموعة من القراصنة الالكترونيين نجاحهم فى اختراق احد المواقع الاجتماعية للتعارف والاتفاق من اجل المواعيد الغرامية وكشف القراصنة عن امتلاكهم لقاعدة بيانات المشاركين فى تلك المواقع واغلبهم متزوجين لتؤكد ان عملية القرصنة كشفت عن 170 اسرائيل متروط فى حالات خيانة زوجية على الانترنت، فى موقع يضم 37 مليون مستخدم، ونجحت قضايا الخيانة الزوجية فى دفع الصحف العبرية الى اجراء استطلاعات رأى للكشف عن ارقامها المفزعة التى تهدد الحياة الاجتماعية الهادئة لعدد من الاسر، واجرت صحيفة معاريف استطلاع رأى اكدت نتائجه ان الخيانة الزوجية فى اسرائيل تزداد فى عالم الرجال وفى الكثير من الاحيان لا يجدون مبررات لخيانتهم، كما كشفت ان ربع الازواج يرغبون فى اقامة علاقات خارج اطار الازواج، وتشير احصائية أخرى الى قيام 75% من الازواج فى اسرائيل بالخيانة الزوجية وتصف تلك الدراسة مدينة ايلات بمدينة الخيانة الزوجية نظرا لكونها المدينة السياحية التى تضم أفخم الفنادق وتعد ملاذا للأزواج الهاربين من نمط الحياة العائلية الروتينية بالخيانة الزوجية وخاصة فى شهور الصيف. الوصايا العشر تفتح المواقع الالكترونية الاسرائيلية ملفات الخيانة الزوجية لتدخل الى المنطقة الشائكة فى المجتمع الاسرائيلي لتؤكد ان الخيانة تم ذكرها فى الوصايا العشر التى اصدرت قوانينها للبشرية عبر التوراة ومن ضمن احكامها "لا تزن" فإقامة علاقة محرمة يعد خطيئة لا يمكن التغاضى عنها او التهاون معها، وكشف المحللون النفسيون والاجتماعيين عن مبررات الخيانة الزوجية حيث يؤكد عدد من الازواج الخائنين فى اسرائيل انهم لا ينجحون فى الصمود امام الاغراءات التى تواجههم وهو الامر الذى يكشف عدم ولائهم لزوجاتهم او الالتزام بما اتفقا عليه فى مؤسسة الزواج، اما عن اهم الاسباب التى يراها الازواج سببا فى خيانتهم فهو شعورهم بالملل وعدم الاهتمام من رفقاء حياتهم، بالاضافة الى الضغوط الاقتصادية ومشاكل تربية الاطفال والعمل مما يقودهم نحو مغامرة عاطفية جديدة من اجل البحث عن الخروج عن النمط التقليدى للحياة، وقام تاحد المواقع الاجتماعية على الانترنت بسؤال الازواج حول مدى تقبلهم للخيانة الزوجية ليؤكد نصف الازواج انهم يفكرون بالفعل فى الخيانة بسبب روتين الحياة الذى يؤثر على سعادتهم اما المفاجأة فهى ان اكثر من ربع الزوجات 30% أكدن انهن لا يرفضن الفكرة ومن الممكن تقبل وجود عشيق فى حياتهن. اما الفكرة او الموضة التى تجتاح اسرائيل فى هذه الفترة هى الخدمة التى توفرها شركة عالمية التى تم تأسيسها منذ 12 سنة وتوفر خدمات خاصة للأزواج والزوجات حيث تتيح لهم اقامة علاقات عابرة خارج الزواج وتحاول ان تفرض حالة من السرية والامان للازواج ممن يفكرون فى هذا الامر ولكن يخشون من فضح امرهم، وللأسف نجح موقع الشركة فى ان يصبح الاشهر عالميا ووصل عدد زبائنه الى 24 مليون مستخدم فى 35 بلد ويتقنون 12 لغة، ويقبل الاسرائيليون على خدمات هذا الموقع بشكل ملحوظ، ويبرر مالك الموقع وهو رجل اعمال كندى نويل بيدرمان الخدمة الغير أخلاقية التى يقدمها لرواد الموقع ليؤكد انها الطريقة المثلى لمنح السعادة للازواج وخاصة ممن لا يريدون الطلاق، فمن المعتاد ان يجد زبائنه يؤكدون رغبتهم فى الاستمرار فى زواجهم ولكن يريدون منح انفسهم سعادة خارج اطار الزواج. أساطير الخيانة هناك عدد من الاساطير او المفاهيم الخاطئة التى يحاول المحللون الاجتماعيون تصحيحها فى المجتمع الاسرائيلى ومنها الاعتقاد بأن من الزوج يخون زوجته مع امرأة أجمل وافضل ولكن يؤكد علماء النفس ان الرجل الخائن لا يختار المرأة الاجمل، ولكنه رجل هارب من حياة زوجية رتيبة ينقصه فيها السعادة او المتعة فيبحث عمن تمنحه ذلك وقد تكون الاسوأ، ويخاطبون الزوجة بأن تحاول منح زوجها اهتماماته واولوياته العاطفية والجسدية، اما الاسطورة الثانية التى يصدقها المجتمع الاسرائيلى وخاصة الزوجات فهى ان الخائن مرة واحدة يستمر فى خياناته طوال حياته ولكن يؤكد علماء النفس والاجتماع ان واقعة الخيانة أمر عارض وليست مشكلة مستمرة وانما هى فى الغالب صرخة زوج يطلب من زوجته الاهتمام به او هى صفعة على وجه رفيق الزواج ممن يسعى الى تطوير علاقته بشريكه ولكن ظروف الحياة لا تمنحه تلك الفرصة. والاسطورة الثالثة ان الرجال خائنون أكثر من النساء نتيجة سوء اخلاقهم ولكن تؤكد الاحصائيات ان النسب متقاربة بين الرجال والنساء فى اسرائيل، وانما الرجال يتباهون بهذا الامر ويعلنون عنه بين اصدقائهم او يعترفون به فى استطلاعات الرأى على الانترنت، ولكن الزوجة قد تكون حريصة على السرية التامة وعدم الاعلان عن امر خيانتها لأن المجتمع الاسرائيلى محافظ ولا يمنح المرأة الخائنة اى تعاطف، وأخيرا ما يصدقه اغلب الاسرائيليين او عدد من شعوب العالم انه لا يمكن اصلاح الزواج بعد الخيانة ولكن لا تحكم الخيانة مسار الزواج فهناك حالات زواج ميئوس منها وتعتبرالخيانة فى تلك الحالة واحدة من نتائج فشل الزواج الذى لا يمكن اصلاحه وهناك حالات اخرى تعتبر الخيانة نزوة او صرخة من الممكن ان تصبح دافعا لدى الزوجين لإصلاح علاقتها او تحسينها.