فى الوقت الذى تعتبر فيه الدول العربية والاوروبية ان تنظيم داعش الارهابى هو الخطر الداهم الذى يهدد حدود الدول الآمنة وسلامة اراضيها، يظل تنظيم القاعدة هو الهاجس الاكبر لدى البريطانيين الذين يقومون بإحياء الذكرى العاشرة لأخطر هجمات ارهابية شهدتها بريطانيا بعد قيام 4 اشخاص ينتمون الى القاعدة بتفجير انفسهم داخل 3 قطارات انفاق وحافلات نقل بلندن، فى نهار 7 يوليو 2005 لينتهى الحادث الارهابى البشع بمقتل 52 شخص واصابة 700 آخرين بدرجات متفاوتة. يتزامن حلول ذكرى 7 يوليو فى بريطانيا بفتح ملفات رجال القاعدة الذين ينعمون بالاستقرار فى لندن، ومع ذلك لم تتوقف انشطتهم ودعواتهم المتطرفة بل وتؤكد الصحف البريطانية ان نشاطهم يمتد لحث الشباب المتطرفين على ارتكاب مجازر فى اماكن متفرقة فى العالم، وشهدت الايام القليلة الماضية حملة اعلامية شنتها جريدة الديلى ميل البريطانية التى اعادت فتح ملف رجل مصرى يستقر فى لندن منذ عام 1994، ولكن تحمل حياته فى بريطانيا سلسلة من التناقضات التى رصدتها الجريدة لتؤكد ان بريطانيا تأوى اخطر رجال فى العالم ولا تستطيع ان تنفذ طلبات ترحيلهم بل الاخطر من ذلك ان الصحف كشفت عن تلقى عدد منهم مساعدات مادية تقدر بآلاف الدولارات من الحكومة البريطانية بشكل شهرى. لاجئ ثرى! تصدر المصرى هانى السباعى أغلفة الصحف البريطانية بعد ايام قليلة من وقوع حادث تونس الارهابى لتؤكد ان رجل القاعدة المصرى هو الذى شجع التونسى سيف الدين الرزقى لإرتكاب حادث تفجير منتجع مدينة سوسة السياحية بتونس، وسردت الصحف لقطات من حياة هانى السباعى لتكشف عن مفاجآت أثارت الراى العام البريطانى حول تفاصيل حياته واقامته فى لندن حيث يستقر همرسميث الراقى تحت حماية السلطات البريطانية ومراكز حقوق الانسان التى تعتبره لاجئ يعيش على اراضيها، ويحصل على إعانة شهرية قيمتها 4 آلاف جنيه استرلينى اى ما يعادل 80 الف دولار امريكى فى العام الواحد، كما يعيش بين زوجته وخمس ابناء فى منزل فاخر تابع للبلدية فى غرب لندن يصل ثمنه الى مليون ونصف دولار. لم يكن هانى السباعى وجها جديدا على البريطانيين ولكن اثير جدل كبير حوله منذ عدة اشهر بعد اتهامه بمسئوليته فى تجنيد عدد من الشباب البريطانيين وتحديدا أخطر ارهابى بريطانى انضم الى تنظيم داعش وهو جون الذى غير اسمه الى محمد الموازى، وهو الشاب الانجليزى الذى اصبح واحدا من اخطر عناصر داعش ممن رصدتهم المخابرات البريطانية فى فيديوهات داعش يقوم بذبح اسرى التنظيم ويقطع رؤوسهم بقسوة، وتكررت من قبل حملات وسائل الاعلام التى حذرت من استمرار دعوة هانى السباعى للشباب بإرتكاب عمليات ارهابية وتفجير انفسهم بل وكرر دعواته دائما برغبته فى تكرار حادث 7 يوليو فى نفس الوقت الذى يتلقى فيه معونات ومنح من هيئات الرعاية الاجتماعية لأبنائه. تفجيرات تونس شاركت جريدة التليجراف البريطانية فى حملة الصحافة الانجليزية ضد اللاجئ المصرى هانى السباعى لتؤكد انه على علاقة وثيقة بجماعة انصار الشريعة المتطرفة التونسية وهو العقل المدبر والشخصية الملهمة لمرتكب تفجيرات سوسه الذى قتل 38 سائح بالكلاشينكوف من ضمنهم 19 بريطانى، أثارت تلك المعلومات سخط المواطنين البريطانيين ممن وجهوا تساؤلات حادة للحكومة البريطانية حول اسباب استقرار شخص يكره بريطانيا على اراضيها، ويحرض الآخرين على الارهاب ومع ذلك ينعم بالاستقرار المعنوى والمادى، ودفع هذا الهجوم رئيس لجنة الشئون الداخلية كيث فاز الى مراسلة وزيرة الداخلية تريزا ماي حول اسباب وجود السباعى فى بريطانيا، ولغز فشل حكومات متعاقبة فى ترحيله خارج البلاد ورد هانى السباعى بنفسه على كاتبى المقالات والمحللين الامنيين ليجيب ببساطة قائلا "اسألوا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون". وتناولت جريدة التايمز البريطانية بدايات السباعى فى لندن لتؤكد انه رجل أكاديمى هرب الى بريطانيا بعد ان اصبح واحدا من اهم المطلوبين لدى الداخلية المصرية بعد الاشتباه فى انتمائه الى جماعة الجهاد الاسلامى التى يقودها أيمن الظواهرى ونجح السباعى فى الحصول على اللجوء السياسى فى بريطانيا ليصبح من المستحيل ترحيله الى مصر خوفا من خرق قوانين حقوق الانسان التى ينجح فى استغلال ثغراتها مؤكدا تعرضه للتعذيب فى حال ترحيله الى مصر والغريب فى الامر ان الاممالمتحدة تدرجه فى ملفاتها كواحد ممن له علاقة بتنظيم القاعدة ولكن ترفض ترحيله، ويقوم بإدارة مركز اسلامى للأبحاث والدراسات التاريخية من منزله فى حى همرسميث بلندن. طرد وتجميد حسابات تحول منزل السباعى واسرته الى مكان محاصر من مراسلى الشبكات البريطانية والعالمية ليأتى رده على حسابه الخاص بموقع تويتر والذى يسجل نشاط هانى السباعى المكثف على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وأكد انه يتعرض الى حملة ظالمة، ولم يعد بإمكانه الذهاب الى المسجد للصلاة مؤكدا ان الصحف تحرض الرأى العام ضده وقال فى احدى تغريداته ان منزله ملك الحكومة وان لم يتم يدفع الايجار الاسبوعى فسيتم طرده هو وابنائه فى الحال، وواجه السباعى دعوات قضائية عديدة خلال الاعوام الماضية منها توجيه اتهامات بتوفير الدعم لتنظيم القاعدة والتآمر لإرتكاب اعمال ارهابية ليعتبر رسميا واحدا من اعضاء الشبكات الارهابية الا انه ينجح فى استغلال قوانين حقوق الانسان لإحباط محاولات ترحيله منذ 15 سنة، وتوجه العام الماضى للمحكمة الاوروبية ليطلب الغاء الاتهامات التى تربطه بتنظيم القاعدة والتى تسببت فى الحظر على حساباته البنكية وتجميد ممتلكاته بقرارات من الأممالمتحدة، والسلطات البريطانية والخزانة الأميركية، واصدرت وزارة الداخلية مذكرة طرد ضد هانى السباعى وعائلته منذ عدة اشهر وأمهلته 6 أشهر للخروج من بريطانيا. وتؤكد الصحف البريطانية ان السباعى واحدا من افراد شبكة ارهابية تسمى "اولاد لندن" وهى خلية ارهابية اسسها اسامة بن لادن وتلقى افرادها دورات تدريبية مكثفة فى الصومال استعدادا لشن هجمات ارهابية، وتكشف السجلات الامنية لهانى السباعى سفره لعدة دول ببطاقات هوية مزيفة وتلقيه تدريبات عسكرية، ويعد واحدا من المطلوبين لدى السلطات المصرية بسبب تورطه فى جرائم ذات علاقة بالارهاب مثل جرائم قتل وحيازة اسلحة غير مرخصة ومتفجرات بالاضافة الى تزوير اوراق رسمية، ورفضت السلطات البريطانية منحه حق اللجوء السياسى بسبب تهديده للأمن القومى فى عام 1994 وتم سجنه عام 1998 فى سجون بريطانيا ولكن القوانين البريطانية وحقوق الانسان ساهمت فى عدم ترحيله، واعترف السباعى على تويتر منذ اسبوعين تقريبا باحترامه لكافة زعماء القاعدة وطالبان وعلى رأسهم الملا عمر الذى يعترف بفضله خاصة بعد استضافته لزعيم القاعدة أسامة بن لادن ومساهمته فى مؤازرة نشاط القاعدة. ولا يتوانى هانى السباعى، المحامى المصرى الذى اشتهر بدفاعه عن المعتقلين المتطرفين امام المحاكم المصرية، فى شن هجمات عنيفة من خلال تصريحاته حول الاوضاع فى مصر، داعيا الى حملة هجوم عنيفة دون تسامح تحت شعار"الرصاص اقوى من سلميتنا"، ليتلقى اتهامات بالتحريض على العنف ضد الدولة المصرية، وطالبت جهات عديدة بترحيله لأنه هارب من أحكام صدرت ضده فى المحاكم المصرية، وتم اعتقال السباعي في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 ، كما اعتقل عدة مرات وظل يعمل في مهنة المحاماة حتى هروب من مصر ووصوله الى بريطانيا عام 1994. ويعد هجوم احدى الشبكات الارهابية المعروفة على الانترنت ضد السباعى واحدا من الالغاز التى تثير علامات استفهام عديدة حول حقيقته وذلك بعد ان هاجمته شبكة متطرفة على مواقع الانترنت لتؤكد انه متهم بالتخابر لصالح الحكومة البريطانية وانه عميل مزدوج تمنحه الحكومة البريطانية الدعم بسبب ايقاعه بعدد من المتطرفين، وطالب مدير الموقع ان يفسر السباعى اسباب امتلاكه سيارة فارهة وتلقيه اعانات شهرية كما طالبته بالكشف عن الفواتير الشهرية التى يتلقاها وتقديم كشف حساب يفسر حالته الحقيقية، ووصف المحللون السياسيون هذ الصراع بكونه حالة من التمزق يعيشها المتطرفين وعدم اتفاق بين أطياف الجماعات الارهابية المتنوعة.