مرض السكر هومرض العصر نتيجة أسباب كثيرة أولها الضغوط، ويعاني عدد كبير في مصر ودول العالم من متاعب ومضاعفات السكر نتيجة لعدم قدرة البنكرياس علي فرز الإنسولين الذي يحتاجه الجسم لمقاومة السكر والتعامل معه, يتسبب المرض في مضاعفات بالغة الخطورة علي صحة الشخص في حالة الإفراط في تناول بعض الأطعمة التي تؤدي الي زيادة نسبة السكر في الدم أو عندما يمتنع او يتكاسل في تناول الأدوية أو حقن الانسولين التي تضبط هذه النسبة ، وتؤدي بعض هذه المضاعفات إلي استئصال بعض الأطراف أو فقدان البصر وفشل وظائف الكلي, ولمعرفة أسباب الإصابة وكيفية العلاج وايضا طرق الوقاية تعالوا معنا الي التفاصيل. انتشر مرض السكر في الفترة الاخيرة انتشارا أصبح شبه وبائيا، وارتفعت معدلات الاصابة به، خاصة في النوع الثاني الذي يصيب المتقدمين في السن بعد الثلاثين أو الأربعين عاما. الغذاء الضار ويقول الدكتور جمال محمود سالم نائب مدير المعهد القومي للسكر والغدد الصماء، وأصبحت مصر ضمن أول عشرة دول في العالم التي بها نسبة الاصابة بالمرض مرتفعة بالنسبة لتعداد السكان, والنوع الثاني هذا سببه عامل الوراثة أو مقاومة الانسولين أو السمنه وهذا عنصر مهم جدا نتيجة قلة ممارسة الرياضة وعدم السير علي الاقدام واستخدام وسائل المواصلات بصفة مستمرة كما ان النظام الغذائي أصبح به خلل نتيجة لإقدام الناس علي مطاعم الوجبات السريعة التي أصبحت منتشرة في كل مكان والبعد عن الاطعمة المفيدة مثل السلطات والخضروات وايضا تناول الوجبات السريعة في المناطق الشعبية مثل الحواوشي والسمين, وكل هذا الطعام لم يكن منتشرا في المجتمع المصري واثر علي ذلك كله العنصر الاقتصادي الذي ارتفع فيه سعر الطعام المفيد لجسم الانسان عن سعر الوجبات السريعة لدرجة ان تجهيز طبق السلطة اصبح مكلف بخلاف ارتفاع سعر اللحوم والدواجن والاسماك, مما ادي الي توجه المواطنين في غذائهم الي النشويات التي تؤدي الي السمنه والاصابه بالمرض . وأوضح ان النوع الثاني قد يصيب الاطفال ايضا وليس له سن محدد في الاصابة به , اما السكر من النوع الاول فهو مرض مناعي به اجسام مضادة تضرب خلايا البنكرياس وتدمر هذه الخلايا ويصاب الطفل أو المراهق في السنوات الاولي من عمره سواء كان في سن الطفولة أو المراهقة المبكرة أو الشباب المبكر، والسكر بطبيعته هو مرض يظهر اساسا في الدم وعندما يرتفع عن مستوي 180 يبدأ الظهور في البول , وعندما يكون هناك زيادات متصلة في ارتفاعات السكر في الدم يكون مدمرا ببطء , وهو مرض أوعية دموية و90 % من إصابات السكر أو أكثر أوعية دموية دقيقة مثل الموجودة في شبكية العين أو الكلي أو الاعصاب والأوعية الدموية الكبيرة مثل أوعية القلب والشرايين الطرفية والمخ , لذلك السكر في الاساس مرض الاوعية الدموية واذا اصاب الاوعية الدقيقة للكلي سيؤدي الي فشل كلوي وفي اوعية القدمين سيؤدي الي قدم سكري وفي الجهاز التناسلي عند الرجال يؤدي الي ضعف انتصاب وفي الخ يؤدي الي جلطات , ونسبة ال 10 % المتبقية يمكن ان تكون امراض تؤثر علي الجلد . وأضاف ان اعراض السكر عامة ومعروفة وهي ان المريض يكون لديه رغبة باستمرار في تناول وشرب المياه باستمرار نتيجة العطش وزيادة في عدد مرات التبول عن الطبيعي وانخفاض الوزن ووجود " زغلله " في العين واحساس بالدوار أو مشكلة في الاسنان , وبالنسبة للوقاية فلابد من وجود نظام غذائي سليم والابتعاد عن الوجبات السريعة في المطاعم والالتزام بتناول الطعام في المنزل وان يكون به زيادة في نسبة الالياف والخضروات والفاكهة والسلاطات والابتعاد عن تناول الحلويات المباشرة والنشويات بكميات كبيرة لكي لا تؤدي الي زيادة في الوزن وايضا ممارسة الرياضة ولو حتي المشي , ومتابعة إجراء تحليل السكر كل 6 أشهر خصوصا اذا كان هناك سمنة أو يوجد عنصر وراثي , واذا ارتفع نسبة السكر فوق المعدل يجب التوجه للطبيب فورا لتجنب أي مشكلات في البداية . معهد الغدد ويشير الدكتور هشام الحفناوي عميد معهد السكر والغدد الصماء الي ان مصر بها 7,5 مليون مريض بالسكر وترتيبها رقم 9 علي العالم في نسبة الاصابه بالمرض ومرشحه لان تكون رقم 7 علي العالم ليصل عدد المرضي الي 13 مليون بحلول عام 2035 , ومن اكثر الدول انتشارا في هذا المرض الهند وبها اكثر من 60 مليون والسعودية ايضا التي بها نسبة الاصابة تصل الي 22% وامريكا بها نسبة ايضا عالية وفنلندا وكثير من الدول التي تختلف فيها النسبة عن الدول الاخري , وهذا ليس له علاقة بالفقر أو الغني أو المناخ ولكن بسبب عوامل اخري مثل زواج الاقارب والعامل الوراثي أو السمنة أو عدم ممارسة الرياضة , أو تناول الوجبات الجاهزة أو شرب المياه الغازية , ونحن لدينا مشكلة هي ان 50% من المرضي لا يعرفون انهم مصابون بمرض السكر الا عندما يحدث لهم مضاعفات، وقمنا بزيارة عدد كبير من محافظات الجمهورية وعملنا حملات لتوحيد علاج السكر في مصر ومن المحافظات التي ذهبنا اليها الفيوم وبني سويف والسويس وبورسعيد والاسماعيلية ودمياط والمنصورة والشرقية والقليوبية والمنيا , وباقي المحافظات سنتوجه اليها في الاشهر القادمة لكي نرشد الاطباء بها عن الطريقة الافضل لعلاج المرض حسب بروتوكولات العلاج العالمية , كما سنقوم بقياس نسبة السكر لدي اكبر عدد من سكان المحافظة كما حدث في كل المحافظات التي قمنا بزيارتها لكي يعلم الاشخاص المصابون لكي يبدأوا في العلاج , وقمنا ايضا بعمل حمله مؤخرا للكشف المبكر عن مضاعفات السكر لانها اخطر شيء علي صحة المرضي . وأضاف الحفناوي ان تكلفة علاج مريض السكر تختلف اذا كانت عن طريق الانسولين أو الادوية " الاقراص " ومهما انفقنا في علاج السكر فهي أقل كثيرا جدا عن الانفاق في علاج مضاعفات المرض , ولدينا في العيادات المجانية أدوية غالية الثمن ونقوم بصرفها لمن يحتاجها , وبالنسبة للمعهد فهو اكبر معهد متخصص في مرض السكر في الشرق الاوسط ويتبع هيئة المعاهد والمستشفيات التعليمية برئاسة وزير الصحة والسكان , ويستقبل يوميا حوالي 1000 مريض من خلال العيادات الخارجية والطواريء التي تعمل علي مدار 24 ساعة.. وحول دور المعهد في علاج مرضي السكر علي مستوي الجمهورية: أكد أن وزارة الصحة وافقت علي انشاء 26 مركزا ليكون في كل محافظة مركز متميز لعلاج مرضي السكر وبدأنا في مستشفي ام المصريين بالجيزة وهذا العام سنبدأ العمل في محافظة الاسماعيلية وكفر الدوار وبني سويف واسيوط وسيكون كل مركز داخل مستشفي في كل محافظة وسيتم تدريب بعض الاطباء علي علاج مرضي السكر ويتابع المعهد نتائج العلاج مع هذه المراكز من خلال نقل المعلومات له علي سيرفر الكمبيوتر التابع للمعهد ونضع لهم تقارير وبروتوكولات العلاج والتحاليل الخاصة بالمرضي لكي يؤدي ذلك الي وجود خريطة علاجية مضبوطة في مصر يتم من خلالها السيطرة علي المرض داخل الدولة . مرضى بالوراثة! وفي جولة ل "أخبار الحوادث" بين عدد من المرضى، تقول ماجدة محمد البالغة من العمر 58 عامًا انها تعالج من مرض السكر منذ 25 عاما وتتناول أقراص العلاج وحقن الانسولين للحفاظ علي معدل السكر في الدم وتأتي من منطقة العمرانية كل شهر الي معهد السكر لتحصل علي العلاج مجانا بعد اجراء التحاليل لها علي نفقة المعهد , وعن سبب اصابتها تقول انه وراثي حيث كانت والدتها مصابة بالسكر ولديها شقيقات ايضا مريضات بالسكر, وبالنسبة للنظام الغذائي قالت : احنا علي قد الحال والموجود نأكل منه واللي اقدر عليه هو تناول العلاج ولكن ما اتمناه هو ان تسير الاجراءات داخل المعهد لصرف العلاج بصورة اسرع , ويوجد اطباء داخل المعهد ممتازين واطباء آخرين ليس لديهم الوقت للتحدث مع المريض ويكتفوا بكتابة نفس العلاج واحيانا كثيرة يكون الجسم في احتياج لعلاج جديد . أماعبير عمر 38 عاما من منطقة الخصوص انها مصابة بمرض السكر منذ 10 سنوات وسبب اصابتها هو الغضب او " الزعل " وتعاني من تنميل في الاطراف وليس لديها الجهد اللازم للقيام بمسئوليات الحياة نحو اسرتها , ودائما تحرص علي تناول حقن الانسولين الذي تحصل عليها علي نفقة معهد السكر ولكن ما يجعلها تشعر بالتعب هو عناء الذهاب الي المعهد كل شهر والتنقل في وسائل المواصلات , وتتمني ان يقوم المعهد بتعديل دواء الضغط وتوفير دواء مثل الدواء الموجود خارج المعهد بالصيدليات . وتقول ماجدة درويش، عمرها 57 عاما وهي من سكان منطقة زنين ببولاق الدكرور؛ أن والدتها كانت مريضة بالسكر وانتقل اليها بالوراثة منذ 35 عاما , وكانت تحصل علي العلاج علي نفقتها قبل ان تتوجه لمعهد السكر , وهي تحصل الان علي الانسولين والاقراص من المعهد مجانا بعد اجراء التحاليل كل شهر , وعن مضاعفات مرض السكر قالت انها منذ فترة فقدت البصر بإحدي عينيها كما انها اجرت جراحة لاستئصال إحدي إصبع قدميها بسبب وصول السكر له واصبحت تعاني من القدم السكري وتحافظ دائما علي مستوي السكر لكي لا تزيد مضاعفاته, وهي ايضا لديها ابن مريض بالسكر ويعالج عن طريق التأمين الصحي الخاص بعمله .