أمرهم غريب، فعندما يتم محاسبتهم علي الأخطاء التي يرتكبونها يرتدون ثوب البراءة ويدعون تعرضهم للظلم والاضطهاد ومحاربتهم في أرزاقهم، وإذا تركوا بلا محاسبة يتحولون الي مجموعة من عتاة الإجرام لا يخيفهم قانون ولا يردعهم عقاب! تلك هي الحقيقة التي يؤكدها الواقع الأليم لعالم أباطرة الميكروباص في القاهرة،فما يرتكبه هؤلاء الأباطرة يتجاوز مجرد إرتكاب بعض المخالفات المرورية إلي الجرائم التي تؤدي إلي إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء! والمآساة أنهم يرتكبون جرائمهم علي مدار ساعات اليوم دون توقف، بالسير بسرعات جنونية وعكس الإتجاه والتوقف في الممنوع وقتما أرادوا رافعين شعار الطرق طرقنا وليذهب الجميع إلي الجحيم! لم يتركوا مكانا إلا وحولوه إلي فوضي، جعلوا مطالع الكباري مواقف لسياراتهم، فأحد الأباطرة أوقف مطلع كوبري 15 مايو،لركن سيارته، وحدث ذلك في التاسعة من مساء يوم الخميس الماضي، فقد ظل يتقدم للأمام ويعود للخلف حتي يوقفها بين طابور سيارات ميكروباص أصطفت جميعها علي مطلع الكوبري، ولم يلتفت السائق المغوار لما نتج عن فعله من توقف حركة السيارات بشارع 26 يوليو، رغم سيولة الكوبري وعدم تكدسه! سائق آخر ترك كل الأماكن ليتوقف في المخرج الضيق من المحور للمتجه إلي ميدان سفنكس وفعل ذلك ليحمل سيارته بالركاب.. أشعل سيجارته وسد أذانه عن كل كلاكسات السيارات من خلفه التي توقف أصحابها رغما عن أنفهم حتي سمح لهم البلطجي بالمرور! كل ذلك في جانب وما أرتكبه 6 بلطجية علي المحور في جانب آخر، فقد أوقفوا سياراتهم الميكروباص في منتصف الطريق بشكل عشوائي،مما كاد أن يتسبب في وقوع كارثة من تصادم السيارات بعضها ببعض،خاصة التي يقودها مجانين السرعة، نتيجة إضطرارهم إلي التهدئة فجأة لتفادي الإصطدام بسيارات الميكروباص! جرائم البلطجة الميكروباصية كثيرة ولم يعد مقبولا استمرارها.