16 منتخبا تتنافس علي اللقب، وفائز واحد، لا يتذكر الكثيرون أصحاب الوصافة أو المركز الثالث، فهم دائما بعيدا عن الأضواء، هذه قواعد اللعبة، التي اكتوت كوت ديفوار بنارها. ففي 21 عاما، وخلال تسع مشاركات اكتفت "الأفيال" بدور "ضيوف شرف" المربع الذهبي في كأس الأمم الأفريقية، كأحسن نتيجة لها، بما في ذلك ثلاثة من آخر خمس نسخ، وان اختلفت مساحة الدور في كل مرة. فقد كان المنتخب الإيفواري قريب من تكرار انجاز 1992 ورفع الكأس عامي 2006 و2012 ولكنه خسر في المرة الأولي أمام المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي. وأخفقت الأفيال هذه المرة في الثأر من هزيمتها في دور المجموعات أمام المنتخب المصري بثلاثة أهداف مقابل واحد، لتتنحي جانبا أمام البطل المصري الذي توج باللقب للمرة الخامسة في تاريخه. لم تختلف القصة كثيرا في نسخة 2012 التي أقيمت في الجابون وغينيا الاستوائية، حيث أخفقت "الأفيال" في التتويج باللقب إثر خسارته في النهائي أمام زامبيا بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي أيضا. وفي نسخة 2008 كان المنتخب الإيفواري أبعد بقليل عن دور البطولة، حيث حل رابعا، بعد خسارته في نصف النهائي أيضا أمام المنتخب المصري، ثم غانا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع. وبعد الخروج من ربع النهائي في نسختي 2010 تسعي الأفيال الإيفوارية بكل تأكيد الثورة علي دور "ضيوف شرف" المربع الذهبي في مشاركتها ال21 في البطولة، بقيادة المدرب هيرفيه رينار، الذي حرمهم من التتويج في 2012 مع زامبيا. ولكن مهمة رينار في اسناد "دور البطولة" لا تبدو سهلة، خاصة وأنه يواجه، علي غرار أفلام الرعب، أسوأ مخاوف "الأفيال". فقد وقع المنتخب الإيفواري في المجموعة الرابعة، التي تضم ماليوغينيا وأسود الكاميرون، الذين لم يتمكن الأفيال من انتزاع الفوز من بين مخالبهم في التصفيات المؤهلة للبطولة. فقد خسر في عرين الأسود بأربعة أهداف مقابل واحد، قبل أن يتعادل معه سلبيا في كوت ديفوار، ما يجعل سيناريو التصفيات هو الأرجح، حيث حلت الأفيال في الوصافة خلف الكاميرون، خاصة في ظل الأفضلية النسبية التي تتمتع بها علي ماليوغينيا. ويساعد المنتخب الإيفوراي علي ثورته "السيناريو" الذي اختارته القرعة، حيث يستهل مشواره بمواجهة غينيا في 20 ينايرثم مالي في يوم 24 وأخيرا الكاميرون في يوم 28. ولكن سيكون علي "الأفيال" تقديم أفضل ما لديهم بداية من مواجهة غينيا وانتهاء بلقاء الكاميرون اذا أرادوا حقا الخروج عن سناريو النسخ الماضية، والثورة علي دور "ضيوف شرف" المربع الذهبي.