مساعد الشرطة قاتل اسرته توحد مع شيطانه.. غذي لديه فكرة الانتقام من شريكة حياته وفلذات أكباده.. ألح عليه بسرعة التنفيذ لم يترك فرصة ولو لبرهة واحدة يستيقظ فيها ضميره ويستمع فيها لصوت عقله.. فجاء تنفيذه لتلك المذبحة كما أرادها الشيطان بل وأكثر مما اراد من حصد أرواح وخلف عاهات لأقرب الناس اليه وترك مأساة انسانية وجرحا غائرا لن يمحوها الزمن. انه مساعد الشرطة ابراهيم ابراهيم هندي 15 سنة الذي ارتكب مذبحة في نهاية اجازة العيد بسلاحه الميري حيث عاد من اجازته ليتسلم سلاحه ويترك خدمته ويعود لمنزله ويطلق النار عشوائيا علي زوجته وأبنائه فيحصد روح زوجته وابنه البكر الذي كان يستعد للزواج خلال أيام ويظل ابنه الثاني يصارع الموت داخل غرفة العناية المركزة ويخلف عاهة مستديمة لابنته الصغري وينقذ القدر 4 من أبنائه لتواجد 2 منهم خارج المنزل وقت الحادث وتمكن الجيران من انقاذ الآخرين. »أخبار الحوادث« رصدت تلك المأساة الانسانية وهذا الخلل الاجتماعي والنفسي الذي نشأ فيه الأب ودفع به الي هذا المصير. الأب انطوائي.. لا يتحدث مع أحد.. محمل بقدر هائل من العقد النفسية ربما بسبب نشأته ل7 أخوة ليس من بينهم أشقاء فله 3 من الأم و4 من الأب لا يظهر انفعالاته أمام أحد.. لكنه اعتاد أن يصب جام غضبه علي أفراد أسرته.. من يتعامل معه بالظاهر يعتقد أنه ملاك لكن من يعاشره يتأكد أنه شيطان، تزوج من أسرة عرف عن أفرادها الطيبة الشديدة والخلق القويم.. كانت زوجته زينب النبوي عثمان 05 سنة نموذجا للمرأة المصرية الكادحة المطيعة لزوجها علي طول الخط تعمل ليل نهار.. لم تذق طعم الراحة.. فقط يرضيها ويمسح معاناتها نظرة رضا من الزوج والأبناء. لكن حتي نظرة الرضا والعرفان من الزوج لم تجدها.. فكان كالوحش الكاسر.. لم يسمع يوما عن كلمة »العشرة الطيبة« ولا عن حقوق الزوجة أو الأبناء. اعتقدت الزوجة المسالمة المقهورة والمغلوبة علي أمرها أن أخلاق زوجها ستتحسن مع مرور الوقت.. لكن خاب ظنها وكان يزداد شراسة واضطرابا فأحال حياتهم الي جحيم. طلقات رصاص غادرة ابنته كاريمان 22 سنة الحاصلة علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية والشاهد الرئيسي علي المذبحة تقول: كنت أجلس أنا وشقيقتي ناريمان علي سلم المنزل وفجأة حضر أبي قبل موعده وكان معه لفافة كبيرة اعتقدنا أنه أحضر شيئاًًً ما.. لكن فوجئنا بدخوله مباشرة علي حجرة أخي »شيام« وسمعنا طلقات الرصاص وكانت الصاعقة أخي الذي كان يستعد لزواجه يسقط وسط بركة من الدماء.. وأمي فرت مذعورة فطالتها هي الأخري مباشرة رصاصاته الغادرة وسقطت في دمائها.. ثم كان شقيقي محمد هو الآخر بعيدا عنه لكن طالته رصاصات أبي الغادرة. فتم نقله للمستشفي بين الحياة والموت.. حتي شقيقتي الصغري شيماء لم تنج من المذبحة فأصابتها رصاصة غائرة وترقد الآن مع محمد بالمستشفي. وتتذكر كاريمان هذه اللحظات الرهيبة فيعاودها »الصراخ« وتقول نجوت أنا وناريمان من الموت بأعجوبة فقد دخلنا حجرتنا وأغلقنا علينا الباب من الداخل ثم تسللنا لسطح المنزل بعد ذلك وألقينا بالمفتاح للجيران فتمكنوا من اخراجنا من المنزل. وتستطرد قائلة: القدر كان رحيما بباقي اخوتي شادي الذي كان في أحد الأفراح وحافظ الذي كان خارج القرية.. ولم يصدقا أعينهما عندما حضرا ليشهدا آثار المذبحة. واستطردت قائلة: الرحمة والشفقة لم تعرف طريقها لقلب أبي في يوم من الأيام كان قلبه كالحجارة - بل أشد قسوة - لم نذق طعم الراحة يوما وطوال شهر رمضان وأيام العيد كان دائم الشجار معنا وضربنا وسبنا دون سبب فعشنا في كرب متواصل.. بل ان معظم أيام رمضان كنا نفطر بعد منتصف الليل.. لكن رغم كل ذلك لم نتصور أن يصل به الحال لارتكاب تلك المذبحة. القتل جزاء الاهانة لكن ماذا قال الأب المجرم؟ لم يجد مبررا واحدا مقبولا لجريمته سوي أنه لم يتحمل تطاول أبنائه عليه وسخريتهم منه فقرر التخلص منهم جميعا. وقال: كانوا يعايروني بالبخل.. وهذا غير صحيح.. أنا لست بخيلا.. لكن الدخل كان قليلاً والاحتياجات كثيرة و لا تتوقف فلابد أن أكون حريصا حتي أتمكن من الانفاق عليهم. لم يجد الأب مبررا آخر لجريمته.. ولم يحدد من تطاول عليه منهم.. وهل اذا حدث ذلك حقا ألم تكن هناك من الطرق التي كانت كفيلة بردعهم؟!! وما ذنب الأم المسكينة؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير لم يستطع الأب الاجابة عليها.. لأنه ليس لديه بالفعل مبرر مقبول لجريمته! كاذب! لكن ابنته كاريمان تعود وتكذب أباها قائلة: يوم الحادث وقبل عودة أبي للمنزل نهرني شقيقي »شيام« أول الضحايا عندما علم أنني لم أنته من اعداد الطعام قائلا لي: ان أبانا سيعود منهكا ويحتاج لتناول الطعام فور عودته وطلب مني الاسراع بإعداده فما ذنبه؟ وكيف يسرق فرحته وفرحتنا به والتي كنا ننتظرها بفارغ الصبر لتفرج عنا جانبا من الهم والكمد التي كنا نعيش فيه ليل نهار حيث كان يستعد للزفاف منتصف الشهر الحالي. وتؤكد بأنه كانت تحدث مشاجرات دائمة بين الأب والأبناء لكن لم يتطاول أحد عليه كما زعم ذلك. وهذا ما أكده شقيقها شادي أيضا مشيرا الي أنه كان حريصا هو وأشقائه علي مساعدة أبيه في بناء المنزل بعد أن ترك جدي لأمي قطعة الأرض المقيم عليها لنا رأفة بما لنا في ذلك الوقت وجاء أبي مصرا علي كتابة المنزل بكامله له وأخبرنا بأنه ينوي الزواج ثانية ورغم ذلك لم نعترض عليه وتركناه يفعل ما يريد رغم أن كل أبناء القرية يعرفون ما قدمته أمي له وأنه لولا وجودها وصبرها عليه طوال هذه الفترة لكان الشارع مصيرنا جميعا. ويفجر مفاجأة بقوله: لقد اتجهت لقسم الشرطة بأجا للشكوي من تهديدات أبي لنا بأنه سيقتلنا لكنهم استخفوا بشكوانا وطالبونا بحسن معاملته دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء بحث المشكلة واحضاره وأخذ تعهد عليه بأن يحسن معاملة زوجته وأبنائه وبأن يمنعوه من ارتكاب جريمته بالقوة لكنه كان يعتقد أن الشرطة ستحميه مهما فعل.. بالفعل نفذ تهديده بعد أن تراجع عن فكرة اشعال النار في المنزل والتي سبق وأن أكد أنه سيقوم بها. ناكر للجميل! شقيقا زوجته اسكندر وعصام أكدا ما ذكره الأبناء وأشارا الي أن أسرتهما صبرت طويلا علي اهانات المتهم وتصرفاته اعتقادا بأن تلك الطريقة الوحيدة للحفاظ علي الأسرة لكن يبدو أننا لم نكن علي صواب. أما والد الزوجة النبوي عثمان 37 سنة فيؤكد بأن زوج ابنته المجرم لم يحفظ عهدا ولا جميلا فلم نؤخر عنه شيئا من أجل ابنتي وأبنائها لكنه لم يحفظ هذا الصنيع وهو يعلم ما الذي قدمناه له ليس أرض المنزل فقط.. وأتحداه أن يذكر مرة واحدة قدمت فيها ابنتي اساءة له فهي كانت مغلوبة علي أمرها وقلبي كان يتمزق ليل نهار وأنا أراها تتحمل كل تلك الاهانات وهذا الهوان مع هذا الشيطان الذي لم يكن يعرف قدرها. القصاص العاجل! أما جيران المتهم وأسرة خطيبة ابنه شيام الذي لقي مصرعه فأكدوا جميعا بأن المتهم هو الذي أوصل أبناءه - في حالة صحة مزاعمه بسوء معاملته لهم- لهذا الأسلوب خاصة أن الأبناء في منتهي الأدب والحرص علي التعامل مع الجميع بالاحترام المتبادل وأن جميع الجيران وأبناء القرية يعرفون ذلك. وقالوا: بأنهم لم يطاردوا المتهم خشية قيامه بإطلاق النار عليهم وكان قد نفذ جريمته بالفعل ولم يكن لدينا شك في القبض عليه سريعا. وطالبوا بمحاكمة عاجلة له تشفي غليل كل أبناء القرية وتنفيذ حكم الاعدام فيه دون ابطاء!