فن الرسم ثلاثي الابعاد يتآلق علي طرقات آوروبا

عندما ‬نسافر ‬إلي ‬الخارج ‬تتغير ‬لدينا ‬العديد ‬من ‬المفاهيم ‬نظرا ‬لاكتشافنا ‬ثقافات ‬وعادات ‬أخري ‬تختلف ‬تماما ‬عما ‬تعودنا ‬أن ‬نراه ‬في ‬حياتنا ‬، ‬ولكن ‬ما ‬نتكلم ‬عنه ‬هنا ‬هو ‬تغيير ‬شامل ‬لمفهوم ‬الرسم ‬وخاصة ‬عندما ‬تعرف ‬أن ‬اللوحة ‬التي ‬يتم ‬الرسم ‬عليها ‬هي ‬الأرصفة ‬والشوارع !.. ‬ملامح ‬اللوحة ‬بدأت ‬عندما ‬سمحت ‬الحكومات ‬الأوروبية ‬للمبدعين ‬باللجوء ‬إلي ‬طرق ‬مبتكرة ‬وجميلة ‬في ‬نفس ‬الوقت ‬لتزيين ‬الشوارع ‬وذلك ‬عن ‬طريق ‬فن ‬الرسم ‬ثلاثي ‬الأبعاد ! ‬وبالطبع ‬هناك ‬من ‬يعلم ‬أن ‬الرسم ‬ثلاثي ‬الأبعاد ‬هو ‬رسم ‬يحاكي ‬الواقع ‬بدرجة ‬كبيرة ‬للدرجة ‬التي ‬تجعلك ‬لا ‬تصدق ‬أنها ‬مجرد ‬رسمة ‬علي ‬لوحة ‬ولكن ‬ما ‬نحكي ‬عنه ‬هنا ‬هو ‬أن ‬ذلك ‬النوع ‬من ‬الفن ‬يتم ‬استخدامه ‬في ‬أوروبا ‬ولكن ‬ليس ‬علي ‬لوحات ‬أو ‬قماش ‬ولكن ‬علي ‬الطرقات ‬والجدران ‬نفسها ‬وواجهات ‬العمائر ‬لتصبح ‬الشوارع ‬لديهم ‬ضربا ‬من ‬وحي ‬الخيال ‬والإبداع ‬والجمال.‬
الطريف ‬أن ‬فناني ‬الرسم ‬ثلاثي ‬الأبعاد ‬استخدموا ‬فنهم ‬في ‬الحد ‬من ‬حوادث ‬الطرق ‬برسم ‬أشخاص ‬يعبرون ‬الطريق ‬وحفر ‬ومطبات " ‬ثلاثية ‬الأبعاد" ‬علي ‬الطرق ‬، ‬مما ‬يوحي ‬لسائقي ‬السيارات ‬بأنها ‬أشخاص ‬حقيقيون ‬يعبرون ‬الطريق ‬ومطبات ‬وحفر ‬حقيقية ‬، ‬فيهدئون ‬من ‬سرعتهم .‬
وقد ‬امتلأت ‬شوارع ‬أوروبا ‬برسوم ‬مبدعين ‬اشتهروا ‬بذلك ‬النوع ‬من ‬الرسم ‬مثل ‬الفنان ‬العالمي ‬Edgar Moller ‬والذي ‬يٌلقبه ‬أصدقاؤه ‬ب"‬المايسترو" ‬ليقوم ‬بنشر ‬ابداعه ‬في ‬طرقات ‬بلادهم ‬وهو ‬فنان ‬ولد ‬عام ‬1968 ‬بألمانيا، ‬وقد ‬بدأ ‬شغفه ‬بالرسم ‬منذ ‬أن ‬كان ‬طفلاً، ‬وتخصص ‬في ‬رسم ‬الشارع ‬ثلاثي ‬الأبعاد ‬وهو ‬مصدر ‬رزقه ‬الحالي، ‬ويجوب ‬مولر ‬بلاد ‬أوروبا ‬ليطبع ‬رسوماته ‬علي ‬شوارعها ‬وهو ‬حاصل ‬علي ‬درجة ‬الماجيستير ‬في ‬الرسم ‬علي ‬الشوارع ‬الجدارية ‬وقد ‬سافر ‬إلي ‬جميع ‬أنحاء ‬أوروبا ‬وقام ‬بالرسم ‬في ‬كثير ‬من ‬مدن ‬العالم ‬ولكن ‬فنه ‬يختلف ‬عن ‬أي ‬فن ‬آخر ‬فهو ‬يتخصص ‬بالرسم ‬الثلاثي ‬الأبعاد ‬الذي ‬يعتمد ‬علي ‬الرسم ‬علي ‬مساحات ‬واسعة ‬من ‬الشوارع ‬العامة ‬في ‬المناطق ‬السياحية ‬ويحتاج ‬Moller ‬إلي ‬5 ‬أيام ‬تقريبا ‬للانتهاء ‬من ‬هذه ‬الرسومات ‬ويعاونه ‬خمسة ‬مساعدين ‬ويتم ‬رسم ‬تلك ‬الرسوم ‬عن ‬طريق ‬التوصل ‬إلي ‬الوهم ‬بأستخدام ‬خدعة ‬العين ‬للإسقاط ‬المشوه ‬من ‬أجل ‬خلق ‬وهم ‬ثلاثي ‬الأبعاد...‬
وهناك ‬Edward کolero ‬فنان ‬أرجنتيني ‬يعيش ‬في ‬روزاريو ‬وتنتشر ‬رسوماته ‬في ‬شوارع ‬إسبانيا ‬وتتسم ‬بالطبع ‬الساخر ‬والنقد ‬الاجتماعي ‬أما ‬Julian Beaver ‬وهو ‬فنان ‬أنجليزي ‬الأصل ‬يعمل ‬في ‬بلجيكا ‬ويستخدم " ‬الطباشير " ‬للرسم ‬علي ‬أرضية ‬الشوارع ‬والأرصفة ‬منذ ‬منتصف ‬التسعينات ‬وهو ‬الأكثر ‬شهرة ‬بينهم ‬في ‬الرسم ‬من ‬هذا ‬النوع.‬
أما ‬Manfred Stader ‬فقد ‬بدأ ‬الرسم ‬علي ‬الشوارع ‬والأرصفة ‬منذ ‬بدأ ‬دراسته ‬في ‬مدرسة ‬شهيرة ‬للفنون ‬التشكيلية ‬بفرانكفورت ‬بألمانيا ‬ومنذ ‬بداية ‬الثمانينات ‬وحتي ‬عام ‬1985 ‬أصبح ‬واحدا ‬من ‬أهم ‬الرسامين ‬بالفن ‬الثلاثي ‬الأبعاد.‬
وهناك ‬Kert Winnier ‬هو ‬فنان ‬وٌلد ‬بولاية ‬ميتشغان ‬الأمريكية ‬ويعد ‬أول ‬من ‬رسم ‬بالباستيل ‬علي ‬أرضية ‬الشوراع ‬وبدأ ‬حياته ‬المهنية ‬كفنان ‬محترف ‬لهذا ‬النوع ‬من ‬الفنون ‬وهو ‬في ‬ال17 ‬من ‬عمره ‬وتعود ‬تجاربه ‬الأولي ‬في ‬الثمانينات ‬حيث ‬قام ‬بتحويل ‬الرسوم ‬المعقدة ‬في ‬فن ‬العمارة ‬الإيطالية ‬إلي ‬نسخة ‬أخري ‬أكثر ‬شعبية ‬في ‬الرسوم.‬
وهناك ‬من ‬دخل ‬موسوعة ‬جينيس ‬للأرقام ‬القياسية ‬مثل ‬Joe Hill ‬وهو ‬رسام ‬بريطاني ‬وتم ‬تسجليه ‬بموسوعة ‬جينيس ‬تحت ‬لقب ‬صاحب ‬أكبر ‬وأطول ‬الرسوم ‬ثلاثية ‬الأبعاد ‬3D ‬علي ‬الشوارع ‬وأسطح ‬وجدران ‬المباني.‬
وقد ‬أبدع ‬Joe ‬والذي ‬يشاركه ‬بعض ‬رسومه ‬زميل ‬آخر ‬يدعي ‬Max ‬لوحات ‬فائقة ‬الغرابة ‬توحي ‬للناظر ‬أنها ‬أماكن ‬حقيقية ‬مما ‬يجعل ‬المارة ‬يذهبون ‬لالتقاط ‬الصور ‬مع ‬تلك ‬اللوحات, ‬وخلال ‬السنوات ‬السبع ‬الماضية ‬قام ‬كل ‬من ‬Joe ‬وMax ‬برحلات ‬حول ‬العالم ‬من ‬نيويورك ‬غرباً ‬وحتي ‬نيودلهي ‬شرقًا ‬لعرض ‬مواهبهم ‬الخارقة ‬في ‬هذه ‬الأعمال ‬الإبداعية ‬التي ‬يقضون ‬ساعات ‬لإنجازها ‬، ‬وبعد ‬تلك ‬الإنجازات ‬التي ‬حققاها ‬قاما ‬بتأسيس ‬شركة ‬تحمل ‬اسمهما ‬"3D Joe & ‬Max" ‬والتي ‬جعلت ‬زبائنهم ‬من ‬المشاهير ‬مثل ‬شركة ‬Disney ‬و ‬Saatchi ‬و ‬Google ‬وBB»‬ ‬وبعد ‬أن ‬اشتهر ‬ذلك ‬الفن ‬الرائع ‬علي ‬يد ‬فنانين ‬من ‬المشاهير ‬قام ‬بعدهم ‬شباب ‬يمتلكون ‬نفس ‬تلك ‬الموهبة ‬بالرسم ‬علي ‬جدران ‬منازلهم ‬أو ‬شارع ‬الحي ‬الذي ‬يسكنون ‬به؛ ‬لينتشر ‬ذلك ‬فن ‬الرسم ‬الثلاثي ‬الأبعاد ‬في ‬معظم ‬دول ‬العالم.‬