صدق من قال "اتق شر من أحسنت اليه"..فهذه الجريمة تمثل نموذجا حيا للنكران والغدر من جانب كهربائي بمنطقة روض الفرج بعد أن تسلل لشقة موظفة مستغلاً اقامتها بمفردها وعندما طلب منها اقراضه مبلغ مالي متناسيا عطفها عليه وكل ماقدمته له سابقا وانهال عليها بعدة طعنات حتي لفظت أنفاسها الأخيرة ثم استولى على مبلغ مالي 70 جنيه وهاتف محمول وفر هاربًا معتقدًا بأنه بعيداً عن مستوى الشبهات, وكادت الجريمة أن تكون مكتملة لولا عناية السماء التى قادت المباحث لتحديد المتهم والقبض عليه في أقل من 24 ساعة. كيف نفذ القاتل مخططه؟! وأسرار الساعات الأخيرة في حياة موظفة شبرا! هذا ما سنعرفه من خلال السطور القادمة.. نادية سيدة في بداية العقد الخامس من العمر.. تعمل موظفة بمديرية التربية والتعليم بشبرا.. الجميع يشهد لها بحسن أخلاقها ومعاملتها الطيبة لزملائها، إلا أنها كانت تتزوج كثيرًا لدرجة أنها تزوجت خمس مرات.. تعيش بمفردها داخل شقة بسيطة بالحي الشعبي روض الفرج.. الأسبوع الماضي أصبحت نادية حديث معظم أهالي روض الفرج بعد العثور على جثتها مذبوحة داخل الشقة التى تقيم بها.. تعود أحداث الواقعة عندما استيقظت كعادتها مثل كل يوم الساعة السابعة صباحًا وذهبت إلى عملها وجلست وسط زملائها والابتسامة لا تفارق وجهها.. دون أن تعلم بأن ذلك اليوم هو نهايتها وأنها ستتعرض لأبشع جريمة قتل.. وبمجرد أن أنتهت من عملها اتصلت بشقيقها وأطمأنت عليه وطلبت منه أن يأتي لتناول العشاء معها.. ثم انطلقت نادية إلى شقتها وأعدت الطعام وقامت بتنظيف الشقة، وعندما جلست تشاهد التلفزيون فوجئت بشخص يطرق باب الشقة وعندما فتحت وجدت تامر نجل صديقتها الذى كانت تغدق عليه بالأموال باستمرار.. أخبرها بأنه جاء لزيارتها والاطمئنان عليها.. لم تتردد نادية وأدخلته شقتها وأحضرت له كوب شاي.. ثم طلب منها تامر إقراضه مبلغ مالي لأنه يمر بضائقة مالية وعندما رفضت نادية وأبلغته بأنها لا تمتلك أموالاً كشر عن أنيابه وأخرج سكين من بين طيات ملابسه وسدد لها عدة طعنات بالرقبة ومختلف أنحاء الجسد، ولم يرحم توسلاتها ولم يتركها إلا جثة هامدة.. وعندما انتهى من الجريمة بدأ يبحث داخل الشقة عن أي أموال إلا أنه لم يجد سوى 70 جنيه وهاتف محمول، وبسرعة البرق فر تامر من الشقة مسرعًا معتقدًا بأنه بعيدًا عن مستوى الشبهات.. دقائق قليلة وحضر مجدي شقيق نادية وعندما اقترب من الشقة اكتشف أن الباب مفتوحًا وعندما دخل شاهد شقيقته ملقاه على الأرض جثة هامدة والدماء تسيل منها.. أطلق مجدي لساقيه العنان متجهًا إلى قسم روض الفرج وهناك وقف أمام مكتب المقدم معوض نور الدين وظل يصرخ الحقونى قتلوا اختى.. طلب منه رئيس المباحث أن يهدأ ويقص عليه ما حدث فأخبره بأنه ذهب لزيارة شقيقته فوجدها جثة هامدة داخل الشقة.. انطلق رئيس المباحث بصحبة قوة أمنية إلى شقة القتيلة وهناك عثر عليها مذبوحة وتبين وجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة وسرقة هاتف المجني عليها.. عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءًا عندما طلب رئيس المباحث من معاونيه سرعة نشر المصادر السرية بمحيط الحادث وجمع التحريات في أسرع وقت، وأثناء قيام فريق البحث بعمل التحريات همس أحد الجيران في أذن ضابط مباحث وأخبره بأنه شاهد شاب خارجًا من العقار وبدت عليه علامات الشك والريبة وكانت على ملابسه آثار دماء.. معلومة خطيرة شعرمعها ضباط المباحث بأنها ستقودهم للقبض على القاتل.. وظلوا المباحث يعملون في خلية نحل لتحديد الشخص المجهول وفي أقل من 24 ساعة نجحوا في تحديد هويته وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه، وبمواجهته أمام فريق البحث قال بأنه ذهب إلى شقة المجني عليها بقصد السرقة معتقدًا بأنها لديها مبالغ مالية كبيرة، وعندما ذبحها لم يجد معها سوى 70 جنيهًا وهاتف محمول. 70 جنيه وهاتف! بدأت الواقعة عندما تلقى المقدم معوض نور الدين رئيس مباحث روض الفرج، من مجدي محمد حسني حسنين 52 سنة سائق ومقيم الهرم بأنه لدى توجهه لزيارة شقيقته المدعوة نادية 55 سنة موظفة بحي شبرا والمقيمة بدائرة القسم أكتشف مقتلها ووجود بعثرة بمحتويات الشقة ولم يتهم او يشتبه في احد بأرتكاب الواقعة. وبالانتقال والفحص وجدت الجثة مسجاة بمدخل الشقة وبها طعنات بالرقبة من الجهة اليمني وانتقلت الأجهزة الفنية في حينه وتم نقل الجثة لمشرحة النيابة، وبإخطار اللواء علي الدمرداش مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء محمد توفيق مدير إدارة البحث الجنائي والعميد أشرف عز العرب رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد ثروت المحلاوي مفتش المباحث لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، وأسفرت جهود البحث عن أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو تامر خالد عاطل ومقيم دائرة القسم والمحكوم عليه في القضية رقم 2642/2014م بولاق تبديد والمقضي فيها بالحبس سنة، وعقب استصدار إذن من النيابة العامة أمكن ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأضاف بأنه نظراً لمروره بضائقة مالية ووجود علاقة سابقة بين والدته والمجني عليها وعلمه باحتفاظها بمبالغ مالية بمسكنها اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منها والاستيلاء على ما بحوزتها من متعلقات وفي سبيل ذلك وبتاريخ الحادث توجه الي مسكنها وبحوزته سلاح ابيض سكين بحجة اقتراض مبلغ مالي من المجني عليها وحال رفضها قام بالتعدي عليها بالسكين وتأكد من وفاتها واستولى على ملبغ 70 جنيه والهاتف المحمول الخاص بها وفر هارباً إلى أن تم ضبطه، وقد تم بإرشاده ضبط المسروقات والآداة المستخدمة في الحادث وبعرض الهاتف على المبلغ تعرف عليه واتهمه بقتل شقيقته. تم تحرير المحضر اللازم وأمرت المستشار أحمد العاصي مدير نيابة حوادث شمال القاهرة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.