لا شماتة في الموت.. هكذا تربي المصريون واعتادوا أن يذكروا محاسن موتاهم حتي لو كان المتوفي ظالماً جباراً عتيا. صحيح أن الرئيس المخلوع مبارك لم تعلن وفاته.. إلا أنني اتصور أن مسألة اعلان الوفاة لن تطول.. وأغلب الظن انها ستكون قبل محاكمته في شرم الشيخ أو أثناء المحاكمة. علي »الفيس بوك« بدأت استطلاعات الرأي تنوه عن مسألة جنازة المخلوع.. وهل يجب أن تكون عسكرية؟ أم جنازة شعبية؟.. أم الدفن دون مراسم ؟ والأغلبية من شعب »الفيس بوك« تري أن الرئيس المخلوع لا يستحق جنازة عسكرية ويفضل دفنه دون مراسم. أما الأقلية - وهم أنصار ميدان مصطفي محمود وميدان روكسي - فتري أن مبارك يستحق جنازة عسكرية. بالطبع استطلاعات »الفيس بوك« لا تمثل جموع الشعب المصري من الإسكندرية إلي أسوان ومن السلوم إلي طابا. ولكنني واثق ان الشعب المصري الذي هب وخلع مبارك لن يوافق علي اقامة جنازة عسكرية للرجل الذي اهانهم وعذبهم 03 عاماً ونهب خيرات بلادهم وقدمها هدية للعدو الإسرائيلي! كل بيت في مصر به أسرة شهيد.. دفع حياته من أجل مصر الحبيبة سواء في الحروب التي خاضتها البلاد ضد الكيان الصهيوني بدءاً من حرب فلسطين عام 8491 وحتي انتصار أكتوبر المجيد في عام 3791.. هذه الأسرو هذه البيوت لن توافق علي تكريم الخائن الذي أمد اسرائيل بالغاز.. ودعا العالم لضرب العراق واحتلاله ونهب خيراته وتقسيم اراضية. كل بيت في مصر وكل أسرة بها ابن تم اقتياده في جنح الظلام والقي به في سجون مبارك والعادلي لانه اطلق لحيته أو صلي الفجر في الجامع أو نفث عن غضبه علي صفحات التواصل الاجتماعي علي الانترنت وكاد يلقي مصير خالد سعيد أو سيد بلال.. هذه البيوت بالتأكيد لن تؤيد اقامة جنازة عسكرية لقاتل ومعذب ابنائها. كل بيت في مصر.. وكل الأسر لديها شاب انفقت عليه دم قلبها حتي تخرج في الجامعة ليجلس داخل أقرب مقهي عاطلا بلا عمل أو مورد رزق طالما خير البلاد كان يذهب بالامر المباشر من مبارك إلي حاشية من عصابات رجال الاعمال الذين نهبوا اموال البنوك وارسلوا بها إلي الدول الاوروبية وذراً للرماد أقاموا مصانع »لبان« ليتغنوا انهم رجال اقتصاد هبطوا بمصر إلي ادني مرتبة بين الأمم وقفزت علينا دول كنا نمد لها يد العون قبل سنوات ونعطيها معونات من خيرنا. هذه الأسر وهؤلاء العاطلون لن يوافقوا علي اقامة جنازة عسكرية لرئيس العصابة الذي باع البلاد والعباد من اجل ان يجمع مليارات في جيبه. كل بيت في مصر.. وكل أسرة مصرية بها مريض بالسرطان أو بالفشل الكلوي او بالتليف الكبدي بعدما سمح زعيم القتلة والسفاحين بادخال المبيدات المسرطنة للبلاد من صديقته إسرائيل ليقتل شعبه وراح يكافيء خدمه الذين ابرموا اتفاقيات الموت مع الأعداء لقتل المصريين. هؤلاء المرضي وهذه الأسر بالتأكيد لن تخرج في جنازة القاتل ولن تسمح باقامة جنازة عسكرية له. ❊ ❊ ❊ هل يوجد عاقل واحد يسمح بعد كل ذلك أن تقام للرئيس المخلوع جنازة عسكرية؟ الجنازات العسكرية يستحقها الشرفاء فقط. اما امثال المخلوع.. فستطاردهم لعنات المظلومين ودموع الامهات وصرخات الأطفال حتي ابواب قبورهم.