في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة الماضى استيقظ اهالى قرية طحوريا بشبين القناطر على صرخات شاب فى العشرينات من عمره وهو يصرخ " ايهاب اتقتل".. حالة من الذهول والهلع انتابت الجيران من المشهد المثير فى غرفة نوم الزوج القتيل .. اسرار وحكايات نرويها عن جريمة القتل الغامضة .. اسئلة تدور حول القاتل وتنفى الانتحار ومازالت تحريات المباحث تبحث عن سر الجريمة الغامضة .. تفاصيل اكثر من مثيرة نرويها فى السطور القادمة .. البداية كانت بلاغا بانتحار شاب متزوج فى العشرينات من عمره ..انهى حياته بيديه وفقا لما تردد فى مركز شرطة شبين القناطر وهي من الجرائم التي يعتبرها رجال المباحث جرائم غامضة تحتاج الي عمل مكثف للتأكد من انها انتحار وليست جريمة قتل.. ولقطع الشك باليقين بدأنا فى قطع شوط كبير للوصول الى حقيقة الواقعة , وكانت البداية من موقف شبين القناطر حيث أستقلينا سيارة لقرية طحوريا واستغرقنا نصف ساعة فى الطريق الزراعى للوصول الى مدخل القرية .. المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة .. فى الطريق دارت فى ذهنى اسئلة كثيرة عن الجريمة الغامضة .. كيف يستقبلنا اهل الشاب المتوفي وهم بالتأكيد في حالة انسانية صعبة .. وهل شنق الشاب نفسه بيده ام أن هناك جريمة قتل متوارية خلف عنوان الانتحار.. بعيدا عن اعين الجميع قطع افكارى السائق وهو يقول وصلنا خلاص ..وفى شوارع القرية كنت حريص فى السؤال عن منزل الشاب خوفا من رد فعل الاهالى لانها قرية ريفية حتي شاهدنا, محل بقالة على ناصية الشارع الذى يقيم فيه اهل القتيل سألته عن كيفية الوصول الى الشاب الذى وجد معلقا فى سقف غرفته فأشار الى طفل صغير قام بتوصيلى الى منزل اسرة الضحية ووجدت والدته مع سيدات يتشحن بالسواد امام المنزل , وبصوت ضعيف همست فى اذنها لمقابلة والد القتيل فقالت لى انه موجود فى منزل ابنها القتيل , مرة اخرى ذهبت مع الطفل الصغير الذى كان دليلى للوصول الى والد المجنى عليه الذى وجدته امام باب المنزل وهو يضع يده على وجهه , استقبلنا الرجل بهدوء وبدأت حديثى معه وطلبت منه الجلوس فى مكان بعيد عن اعين الناس ورحب الرجل وذهبنا الى منزل احد اقاربه لانه على حد قوله مصدوم مما حدث وهناك من يعلم اكثر عن الواقعة .. وبالفعل جلسنا مع والد المجنى عليه الذى قال فى البداية اسمى محمد عفيفى 57 سنة عامل فى فرن بلدى بشبين القناطر ومهنتي هى مصدر رزقي الوحيد فليس هناك معاش ولا أى شئ آخر .. وبحرقة اكثر قال : ابنى 27 سنة كان سندى فى الدنيا وهو ابنى الوحيد اللى طلعت به من الدنيا على بنتين وكان مصدر رزقى بعد ربنا سبحانه وتعالى بعد ان حاصرتنى الامراض وكنت اعانى من التهابات بالصدر ومرض الربو .. وقبل وفاته بايام قليلة كنت محجوز فى مستشفى الصدر بالمرج .. ويكمل والد المجنى عليه قائلا .. فى الليلة التى كانت تسبق وفاته شاهدته مع نسايبه على الموتوسيكل وكانت المرة الاخيرة التى شاهدته فيها بعد ان سلم على وقال لى مبتسما" ازيك يامعلم " .. لحظات مرت على ذلك المشهد اتذكرها وكأنها حدثت الان وبادرته متسائلا : ايه اللى حصل ياعم محمد ؟ ..وبحذر شديد وكأن هناك ما يخفيه في صدره ويخاف ان يخرج ذلك السر .. قال لى لا اعرف ما حدث بالظبط كل ما اعرفه اننى فى تلك الليلة كنت موجود فى عملى الذى يبدأ من الساعة الرابعة فجرا وحتى العاشرة صباحا وعند وصولى الى القرية فوجئت بالخبر المشئوم .. لم اتمالك نفسى وهرولت الى منزل ابنى ولم استطع ان اصعد الى الطابق الثانى لرؤيته بعد ما سمعت ان ابنى شنق نفسه فى سقف المنزل .. لم اصدق ما حدث واغمى علي فى الشارع فور سماعى الخبر .. كيف هذا وابنى فى الليلة التى سبقت موته كان فى احسن حالاته .. لا يعانى الاكتئاب اواى حالة نفسية ويستطرد عم محمد قائلا حضرت سيارت الشرطة لمنزل ابنى وتم عمل محضربالواقعة كما حضرت النيابة بعد التصريح بالدفن ومازلنا فى انتظار تقرير الطب الشرعى للوقوف على سبب الوفاة يلتقط طرف الحديث محمد محمود على 62 سنة على المعاش قائلا : ايهاب شاب فى حاله طول عمره وليس له عداء مع احد ونعرفه جيدا لكن قبل ليلة الحادث بيوم واحد حدثت مشادة بين ايهاب واهل زوجته واضاف مندهشا ان هناك شك كبير حول موته اما زميله فى العمل احمد سلامة 23 سنة قال : ايهاب صديقى رغم فارق السن بيننا فهويكبرنى بخمس سنوات الا انه جمعنى مع ايهاب العمل كحداد مسلح وكعادتى كل يوم فى الساعات الاولى من الصباح اذهب الى منزل ايهاب واصعد الى الطابق الثانى لمحاولة ايقاظه للذهاب الى العمل لكن فى يوم الحادث ناديت على ايهاب لكنه لم يرد علي ندائي واضطريت للدخول الى غرفته ووجدت مشهد ايهاب معلق من رقبته بشاش وهو مشهد يدعو الى الدهشة ومعلق فى سقف الغرفة لكن الطريقة التى وجد بها ايهاب من خلال الشاش الذى يرتديه "الاعراب فقط" تقول ان هناك شك فى انتحار ايهاب ولا اتصور ان يكون هذا مصيره وصرخت من هول المفاجأة وقفلت الباب فى لحظتها وابلغت الجيران بما شاهدته ويكمل احمد قائلا المجنى عليه كان فى الفترة الاخيرة على خلاف مع زوجته التى تركت له المنزل وذهبت الى منزل عائلتها بقرية اخرى واخذت اولادها معها وكان ايهاب يشكو اليه ان اولاده وحشوه ونفسه يشوفهم وهو مايحزنه واكد ايضا انه دائم الخلافات مع والد زوجته واشقائها بسبب الديون التي تعتصره بسبب ظروفه المادية وشراء موتوسيكل .. صديق عمره ايمن عبدالمنعم قال لنا ايهاب طول عمره فى حاله كبرنا مع بعض لكن ايهاب لم يكمل تعليمه بسبب ظروفه المادية ..عمرنا ما افترقنا وقبل زواجه منذ ثلاث سنوات قال لى انه معجب بفتاة من قرية عرب الغدير تعرف عليها عن طريق والده الذى يعمل عند مزلقان شبين القناطر في توصيل زبائنه بالموتوسيكل الذى اشتراه بالقسط ليسترزق منه وكان يقضى معظم وقته خارج البيت فى العمل وبالفعل تم الزواج من الفتاة ورزقه الله بطفلة 3 سنوات وولد سنة ونصف.. والدة المجنى عليه تحدثت بدموع عينيها وقالت ان ايهاب ابنها الوحيد الذى خرجت به من الدنيا وآخر مرة شاهدته فيها قبل الحادث بيومين وطلب منها ان يأكل من يديها وانتظرته ولم يأت حتى علمت بهذه الفاجعة وطالبت بالقصاص من القاتل حتى تهدا النيران التى تستعر فى قلبها وترفض ما تردد عن انتحار ابنها لانه فى حالة نفسية جيدة فى النهاية تلقى المقدم احمد عبدالعاطى رئيس مباحث مركز شبين القناطر بلاغا بالواقعة وانتقل الى مكان الحادث ومازالت تحريات المباحث لم تتوصل الى معرفة سبب الجريمة الغامضه حتى الان ولم يتم فك لغز مقتل شاب فى منزله وفى انتظار تقرير الطب الشرعى لتحديد سبب الوفاة .