اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بإعلان المجلس الأعلي للقوات المسلحة أمس، الاثنين، عن دعمه لترشح المشير أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة، واعتبرتها خطوة من المرجح أن تؤدى إلى ترسيخ السلطة العسكرية للجيش، على حد قولها، وتزيد من معركته ضد الإرهاب الذى تقول عنه الصحيفة أنه تمرد إسلامى يتطور بشكل متزايد. وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن تأييد المجلس العسكرى لوزير الدفاع جاء بعد ساعات من قرار الرئيس المؤقت عدلى منصور بترقية السيسى إلى رتبة مشير، وهى أعلى رتبة عسكرية فى الجيش المصرى بما يمهد الطريق للسيسى للترشح للرئاسة، مشيرة إلى أن الخطوة التى قام بها المجلس العسكرى تأتى بعد يومين من إسقاط جماعة مسلحة، رفضت الصحيفة أن تصفها بالإرهابية، واكتفت بالقول إنها معارضة لما وصفته بانقلاب يوليو، مروحية مما أدى إلى مقتل خمسة ضباط. وأضافت أن هذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها جماعة أنصار بيت المقدس صاروخا يطلق من الكتف إلى الجو، وهو نوع من السلاح يمثل تهديدا خطيرا للجيش، وهو يسعى لدحر الإرهاب المتزايد الذى انتشر من سيناء إلى قلب القاهرة. واعتبرت الصحيفة أن الهجمات التى شنها المسلحون عززت تصور أن السيسى الذى ينظر إليه باعتباره الحاكم الفعلى للبلاد، يقود حربا ضد الإرهاب وضد المعارضين الإسلاميين، بما يمنحه شعبية أكبر، مشيرة إلى توقع كثير من المصريين أن يفوز السيسى فى الانتخابات بفارق كبير، ويظل غير واضح من الذى يتحداه فى الانتخابات التى من المتوقع إجراؤها فى الربيع المقبل. ونقلت الصحيفة عن الناشطة سلمى سيد التى تعارض الرئيس السابق محمد مرسى والجيش قولها، إن الجيش لم يتوقف أبدا عن التدخل فى السياسة، بل إن كل رؤساء مصر على مدار العقود الستة الماضية، ما عدا مرسى جاء من المؤسسة العسكرية. وتعتقد سلمى أن الجيش يسعى لاستعادة السلطة على الدولة ومواجهة السلطة، على حد قولها. وعودة إلى إسقاط المروحية العسكرية، قالت واشنطن بوست إن هذه أول مرة معروفة عن استخدام صواريخ إسقاط الطائرات فى مصر منذ الثورة، على الرغم من أن تجار الأسلحة فى سيناء يهربون عشرات الأسلحة إلى الأراضى وقطاع غزوة المجاور. وقد حذر مسئولون بالمخابرات الأمريكية من انتشار هذه الأسلحة بعد سرقة الآلاف منها من ترسانة أسلحة العقيد الليبى الراحل معمر القذافى خلال ثورة ليبيا فى عام 2011. وتضيف الصحيفة "يشن الجيش المصرى بالفعل قتالا شرسا ضد الإرهابيين فى سيناء، إلا أن تفوق الجيش على المقاتلين المسلحين كان يعتمد إلى حد كبير على تفوقه الجوى، حيث اعتاد استخدام طائراته لضرب القرى التى يعتقد أن المسلحين يختبئون بها، والآن فإن الإرهابيين يهددون هذه الميزة، ومن غير الواضح ما إذا كان الجيش المصرى الأكبر فى المنطقة سيستجيب لها". ورأت الصحيفة أن تلك الضربة هى أحدث مؤشر على أن التهديد الذى تواجهه قوات حفظ السلام الدولية فى سيناء ومن بينها حوالى 700 من القوات الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية قوله، إن هذا الهجوم يمثل مبعث قلق كبير، مشيرا إلى أن الأمر كان يثير قلق أمريكا منذ فترة. وأضاف المسئول الذى رفض الكشف عن هويته لمناقشته تهديدات تواجه القوات الأمريكية، قائلا إن هذا يوضح السبب الذى لأجله يجب أن تواصل الولاياتالمتحدة العمل مع شركائها فى مصر من أجل مواجهة التهديدات فى سيناء. وأشار المسئول إلى أنه تم التطرق إلى هذا الحادث خلال المحادثة الهاتفية التى جرت بين وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل والمشير أول عبد الفتاح السيسى.