أكاديمية البحث العلمي مجرد مكتبة لتخزين الاختراعات وميزانيتها توجه لديكورات المكاتب بعيدًا عن التشابكات السياسية الآنية، جاء هذا الحوار مع المخترع المصري الشهير د. وليد السخاوي واحد من العلماء الذين يعشقون تراب هذا الوطن، حيث رفض عروضًا مُغرية كثيرة للهجرة وتبني اختراعاته التي تجاوزت ألف اختراع من بينها 54 مشروعًا قوميًّا، و17 اختراعًا عسكريًّا : هل تعتقد أن واقع البحث العلمي في مصر مبشر بعد سقوط الإخوان؟ البحث العلمي حتي قبل سقوط الإخوان لم يكن مبشراً.. كان لدينا بالفعل مجموعة من العباقرة والمفكرين والمخترعين، ولكن كانوا يمثلون أنفسهم، ولا يمثلون الدولة، لأنها لم تكن تهتم بهم ولا تنتبه إلي أي شيء يخرج منهم، بل بالعكس كان تتم السطو علي أفكارهم وتهريبها من أكاديمية البحث العلمي، وكان يتم سرقتها عن طريق الطابور الخامس خاصة بعد أن دخلت الكتلة الصينية إلي مصر.. وعندي اختراع عبارة عن جهاز لطرد الفئران والآفات الزراعية، فهل قام بتطبيقه أحد في مصر.. ومشروع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وتوليد الكهرباء بالقطارات.. وعندي 54 مشروعًا قوميًّا، لم يطبق منها إلاَّ مشروع واحد هو نهر الفراعين ونسبه الرئيس الأسبق مبارك إلي نفسه، وهو لا يعلم عنه شيئًا، والأوراق والمستندات التي تثبت ذلك في حوزتي. هل لديك طلبات تتقدم بها إلي الفريق أول عبدالفتاح السيسي للحفاظ علي المخترعين المصريين؟ نريد الآن أن نقول للفريق أول السيسي "كمّل بطولتك" بدلاً من كمّل جميلك كمّل بطولتك المقصود بها الوقوف بجوار العلماء وأن يعتبر هذا رسالته الأساسية لانه بها سيدافع عن القاعدة التي ستحمل مصر.. الفكر والعلم والثقافة والابتكار.. وستقول لي إن لدينا أكاديمية البحث العلمي، وأنا أقول لك إنها مجرد مكتبة لتخزين أفكار الناس ولا تطبق أي شيء ولديها مشاكل كثيرة.. ونحن نريد من الفريق أول السيسي أن يجلس مع العلماء وسأشرح له الخطة القومية لإعادة البناء والهيكلة والنهضة الشاملة والقضاء علي البطالة التي توفر 15 مليون فرصة عمل، لأن البطولة الحقيقية هي مساندة تطبيق هذه الخطة، خاصة أن أفراد هذه الخطة لا يطلبون أموالاً ولا أراضي، فقط أن توضع أسماؤهم علي مشروعاتهم، وليس أسماء أي أحد آخر. ما أهم الأساسيات التي تقوم عليها هذه الخطة القومية؟ إنشاء المجلس الأعلي للعلماء والحكماء.. وقد تقدمت بطلب لإنشاء هذا المجلس إلي الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي، وكلاهما لم يتخذ أي موقف تجاه هذا الطلب.. وأنا أجدد الدعوة إلي الفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس عدلي منصور ود.حازم الببلاوي . وما أهم أهداف هذا المجلس وكيف يتم اختيار أعضائه؟ هو المجلس الذي تناقش فيه جدية المشروعات القومية والابتكارات والاختراعات التي من شأنها حماية الوطن.. وعندما نتحدث عن توماس أديسون عندما اخترع المصباح، نجد أن هناك بلاداً كاملة قام اقتصادها علي هذا الاختراع. كم عدد المشروعات القومية التي تحملها في جعبتك؟ 54 مشروعاً قوميًّا توفر 15 مليون فرصة عمل.. وأهم هذه المشروعات هو إنشاء نهر الفراعين الذي تم تنفيذه بطريقة خاطئة فيما عُرف بمشروع توشكي أو الوادي الجديد، حيث تم إهدار 1.8 مليار متر مكعب مياه بالطمي ابتلعتها الأرض قبل تبطين ترعة الشيخ زايد بالبولي إيسيلين.. وفي خطتي وضعت لهذا المشروع 10 مليارات جنيه مصري علي عشر سنوات أضيف بها من عشر إلي خمسة عشر مليون فدان دون إهدار قطرة مياه واحدة. متي راودتك فكرة نهر الفراعين ومن أول رئيس تقدمت إليه بهذا المشروع؟ تقدمت بهذا المشروع لأول مرة إلي الرئيس السادات وأنا شاب صغير عن طريق د.محمود داود الذي كان وزيراً للزراعة. هل تحمل أفكاراً لجمع المجهودات العلمية العربية في كيان واحد؟ حاولت أنا ود. كفاح فاخوري رحمه الله الذي كان يتولي جمعية رئاسية المخترعين في الأردن ود.عصام عبداللطيف رئيس جمعية المخترعين في أكاديمية البحث العلمي وكنت أمينها العام.. حاولنا نحن الثلاثة إنشاء ما يُسمي باتحاد المخترعين العرب وكان لدينا مليون اختراع.. خرج من مصر وحدها 650 ألف اختراع، كانت كفيلة بإحداث نهضة ضخمة. ما عدد الاختراعات القابلة للتطبيق التي تحملها في جعبتك؟ عندي ألف ومائة وثلاث عشرة براءة اختراع وابتكارا من ضمن أربعة آلاف فكرة اختراعية وهذه الأفكار أنفقت الكثير من مالي الخاص لأثبت نجاحها؛ فمثلاً اخترعت موتور سيارة مختلفًا تمامًا عن الموجود حاليا، ولكن المشكلة أنني إذا ذهبت به إلي أي شركة من الموجودة في مصر بمجرد أن يحصل علي الجديد في الابتكار سيبيعه إلي الخارج.. أما اختراعاتي فلي أكثر من فكر في أربعين مجالاً، في الطب والهندسة والمعمار والإنشاءات وتصنيع السيارات والأدوية والكهرباء والتغذية والفنون.. كما أن لدي 17 اخترعاً عسكريا. ما أهم الإضافات التي قدمتها في مجال الفنون والموسيقي؟ لدي مشروع قومي للموسيقي والفنون، وكان تخصصي في التلوث السمعي والبصري وأثره علي سلوك الإنسان، وقدّمت إليهم المشروع القومي للموسيقي والفنون ولم يُؤخذ به، لأن موظفي الحكومة لا يشغلهم سوي الصراع علي المناصب، وأي مشروع قومي يُدهس بالأقدام، بل ويُقاتلون المتميزين.. وحدث هذا معي رغم أنني قدمت 450 مؤلفًا موسيقيًّا في البيانو والآلات الأخري و10 ملاحم سيمفونية، كما أن لدي أعمالا تُذاع علي مستوي العالم، وألفتُ ثلاثين كتابًا. هل تعتقد أن ميزانية البحث العلمي كافية لمواكبة التطلعات العلمية المصرية؟ بالطبع لا تكفي، كما أن هذه الميزانية تُوزع علي التجهيزات الخارجية مثل الورق ودهان المبني الذي يتم كل عامين؛ أي أنهم يستخدمون أموال دعم البحث العلمي في تغيير البلاط والمكاتب عن طريق صفقات البيزنس؛ ولذلك فإن جهاز تنمية الاختراع والابتكار لا يستطيع تنمية أكثر من عشرة اختراعات في العام، وهذا أمر خطير جدًّا؛ إذ المفروض أن يُخصص أكثر من 30٪ من الدخل القومي علي البحث العلمي، ولو حدث ذلك أضمن لك تنفيذ مشروعي في خمس سنوات لتكون مصر بعدها في مصاف ألمانيا والسويد.