انتهينا في المقال السابق الي ان ما تم تنفيذه من الخطة تجد النسبة لا تتناسب مع الطموحات التي اعدت من اجلها لعدم مصداقية الادارة التي تتعامل بالرؤية التقليدية والمريضة والتي لا تحترم الثوابت العلمية وسياسات حقية يستوجب الحفاظ عليها وتعظيمها من حين لآخر وليس هدمها؟! ونهر الفن طرح من قبل واشار الي المشروع المقترح الذي تقدم به كاتب المقال خلال النصف الاخير من التسعينيات لرئيس المجلس الأعلي للآثار حول كيفية التأمين علي آثار مصر المعروضة في المواقع العامة والمعروضة بداخل المتاحف، ولم يلتفت اليها بجدية، وآثار مصر تستحق منا تأمينها علي اعلي المستويات لأنها هي الرصيد الحضاري الذي يثبت سمعة مصر امام العالم وفي المقدمة ثقافيا وحضاريا، وما حدث بعد ثورة 25 يناير من اختراق المتحف المصري وتهشيم بعض التماثيل والفتارين والاعلان من خلال وسائل الاعلام عن سرقات تحف من بعض المخازن الاثرية وتضاربت الاقوال في عددها ونوعياتها واهميتها التاريخية، وحتي الآن لم يعلن عن عددها.. وهل تم القبض علي سارقيها ام. لا؟ وهل استطاع اللصوص تهريب البعض منها خارج مصر؟! وهذه ليست المرة الاولي.. مرات ومرات تمت السرقة من قبل والاسباب معروفة منها التصميم المعماري للمخازن لا يتوافق مع طبيعة المخزن، وقيام افراد غير مدربين »خفراء» ولا يمتلكون القدرة علي مواجهة اي عصابة، وغياب العنصر البشري القادر علي الحماية الحقيقية.. وغياب وسائل الاتصال، وفي تفنيد الخطة الطموحة نجد جزءا خاصا بإنشاء »جامعة للآثار» تضم جميع التخصصات التي تحتاجها المتاحف والتنقيب عن الآثار وغيرها، وعلي سبيل المثال »العمارة المتحفية والمخازن، كوادر الأمن الأثري، كوادر علمية للبحث، كوادر لشتي التخصصات من نظافة وصيانة للأجهزة الالكترونية وصيانة المنشآت.. الخ» المتحف اصبح مؤسسة قائمة بذاتها، علمية، وثقافية، وتربوية، الامر الذي يدفع المسئولين الي وضع هذه الرؤية موقع التنفيذ ولو علي عقود زمنية، المهم الاستمرار والحفاظ علي ما تحقق من انجازات والاصرار علي تنفيذ البرامج المتعلقة بالآثار كما يحدث في العالم، اصبح الآن في مصر وزارة للآثار لاول مرة وهذا تنامي اداري مهم، وهذا يستوجب علي معالي الوزير بطرح رؤية اول وزارة للآثار من حيث السياسات والاستراتيجيات المستقبلية والخطط التي تؤدي الي برنامج زمني وفق طبيعة ونوعية الآثار بجميع متطلباتها، ولا يجب التردد في ذلك بسبب الظروف الراهنة بل بالعكس هذا سيعيد روحا جديدة في هذا المجال، ونهر الفن تطالب معالي وزير الآثار بعرض تفصيل لما حدث حول موضوع »الالماني» الذي وصل الي مصر واخترق بعض غرف الدفن والمغلقة ليأخذ عينة، وهذا شاهدناه علي شاشات التليفزيون في امريكا!؟ هذه فضيحة كبري، اين ادارة الامن بمنطقة الاهرام، واين المسئول عن المنطقة، وعن هذا المكان بالذات، هذا اختراق حدث بالفعل، وهذه كارثة كبري ان يدخل اي فرد مكانا بدون تصريح وبدون اشراف أمني وأثري، هل يستطيع اي مواطن في العالم ان يدخل متحفا أو مكانا أثريا بدون تصريح أو تذكرة دخول، أتذكر أثناء زيارتي لبعض المتاحف بألمانيا واقتربت برأسي لمشاهدة تفاصيل بعض التحف.. في ثوان اطلقت صفارات الانذار واغلقت الابواب وحضرت قوة أمنية مسلحة، بمجرد رأس اخترقت خط الاشعة الحمراء غير المرئي، نريد »مصر عظيمة».