أرادت أن تصنع من نفسها امبراطورة في وقت قصير، قادها اندفاعها بجانب خبرتها القليلة إلى اكمال مسيرة والدتها وزوج والدتها تجار المخدرات..اختارت الطريق الذى يؤدى دائما إلى اربعة جدران مزينة بباب حديدى ونافذة تسدها أسياخ سجن يفصلها عن الحياة، لا انيس بداخله غير الحسرة والندم .... لم تكن تعلم انها تحت اعين رجال المباحث التى ترصد خطواتها خطوة خطوة.. و تجارة المخدرات بطبعها تجذب ضعاف النفوس من هواة الثراء السريع بدون مجهود والمتجردين من اية نوازع اخلاقية و دينية اوحتى انسانية و يسقط فى شراكها ايضا ضعاف الهمة او من يسمون انفسهم اصحاب المزاج .. الذين هم هواة الهرب من الواقع .. ..اسمها " آية " فتاة صغيرة السن على قدر من الجمال فارعة الطول على الرغم من انها ابنة التاسعة عشرة من العمر تم القبض عليها بتهمة الإتجار في مخدر الهيروين .. وتم ضبطها وبحوزتها عدد 35 تذكرة من المخدر ... التقت بها "اخبار الحوادث" واجرت معها هذا الحوار .. أمى و زوجها ------------------- داخل سرايا النيابة ..تستند الفتاة الشابة إلى احد الجدران ..دامعة العينين ..شاردة وكأنها تفكر فى مصير مجهول يحيط بها أو لعلها ترفأ بحال اخوتها الصغار ..او لعلها تسترجع الماضى وتقلب الافكار.. قالت وجدت نفسى وحيدة .. واصبحت انا المسئولة عن اخوتي الصغار من امى .. كنت اعيش حياة مرفهة قبل أن يتم القبض على امي وزوجها بتهمة الاتجار بمخدر الحشيش والمحبوسين على ذمة تلك القضية .. لم اخرج مرة للعمل فكانت كل طلباتى الشخصية مجابة وعلى الرغم من ان امى انفصلت عن والدى وتزوجت بآخر إلا أنه كان يعاملنى مثل ابنته بالضبط .وتسببت تلك الظروف فى عدم اكمالى الدراسة التى تركتها وانا في المرحلة الاعدادية عقب انفصال امى عن ابى حيث قررت ان اعيش مع أمى خوفا من زوجة الاب...اصبحت بلا عائل ووحيدة واختى الكبيرة متزوجة وتقيم بمحافظة اخرى .. فجأة وجدت نفسى مسئولة عن اخوتي الصغار .. وفي نفس الوقت كان مطلوبا منى متابعة قضية امي وزوجها ودفع مصاريف واتعاب المحاماة بجانب زيارتهما .. كنت صغيرة عندما تزوجت أمى من آخر وعندما كبرت عرفت انه يتاجر في المخدرات وأن امى تساعده فى ذلك ..فى البداية اعترضت وتحدثت مع امى فى هذا الموضوع لخطورته على مستقبل الاسرة .. ولكن بررت لى ذلك بأنه مصدر دخلهم الوحيد وان الامور مادامت تسير علي مايرام فليس هناك قلق .. وتدريجيا مع الوقت تأقلمت على هذه الحياة واتضح لي ان خالي يسلك نفس اتجاه امى وزوجها وتم القبض عليه في نفس الواقعة التي القت بأمى وزوجها خلف جدران السجن .. وبعد ان اصبحت انا المسئولة عن الاسرة ومتطلباتها قررت أن اعمل في البيع والشراء وذات ليلة فوجئت برجال المباحث يداهمون البيت الذى اسكن به ويضبطون كمية من مسحوق ابيض ويتهموننى بالإتجار بمخدر الهيروين ، ولكني بريئة وامي وزوجها هما السبب. هيروين للمخبر ! ----------------------------- عقب مرور ايام من القبض على والدة آيه وزوجها .. وصلت معلومات إلى العميد محمد نجم مأمور قسم المطرية حول قيامها بممارسة نشاط اجرامى والإتجار فى المخدرات وترويج مخدرالهيروين بدائرة القسم .. وبإجراء التحريات اللازمة التى اشرف عليها الرائد وائل متولى رئيس مباحث القسم توصلت الجهود الى صحة المعلومات الواردة بجانب نشاط اسرتهاالإجرامى في ترويج المخدرات ،وتم وضع خطة مقننة لضبط المتهمة فى حالة تلبس وذات ليلة طرق " المخبر السرى " باب منزل " آيه " نظرت من الشرفة ولكن لم تتبين معالمه بوضوح . نزلت الى الاسفل وفتحت الباب وسألته عن طلبه فأخبرها انه يريد تذكرة هيروين فئة الخمسون جنيها .. اومأت بتنفيذ الطلب وأخذت منه الفلوس وطلبت منه أن ينتظرها لحظات . أحضرت له تذكرة الهيروين وأخذها الزبون وانصرف ومرت دقائق وإذا بها تسمع اصوات تطرق الباب بقوه ..اصابها الفزع وحل في اواصرها الرعب فمن ياتري الذي يطرق باب مسكنها بهذه القوه... هرعت لتفتح الباب فوجدت أمامها عددا من الاشخاص خلفهم سيارة تابعة للشرطة انتابتها حالة من الرعب والفزع لتصحو من هذا كله على جذب اخيها الصغير ليدها وحركة رجال المباحث الذين دخلوا جميعهم الى المنزل وقاموا بتفتيشه ليتم العثور على عدد 35 تذكرة هيروين ، ومبلغ مالى 3 آلاف جنيه ، ليقوم النقيب رامي فاروق معاون مباحث قسم المطرية بالقبض على المتهمة والتحفظ عليها بديوان القسم وتحرير محضر بواقعة الضبط انكرت فيه المتهمة حيازتها لتذاكر الهيروين وسط حالة هيستيرية من البكاء ..وبعرضها على النيابة امرت بحبسها اربعة ايام على ذمة التحقيق وارسال عينة من المخدر إلى المعمل الجنائي لفحصها هكذا قادتها اقدامها إلى طريق لا يجدى نفعا فى نهايته الندم ولا البكاء على اللبن المسكوب ..