عذراً سيدي يا رسول الله صلي الله عليك وسلم قلت وقولك الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... " إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس. فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه... ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمي يوشك أن يرتع فيه... الا وإن لكل ملك حمي... الا وإن حمي الله محارمه... الا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله... الا وهي القلب "... لكن يبدو سيدي و أكرر عذري واعتذاري... أن الحلال والحرام لم يعد عند الكثير منا بيناً... بات لكل منا حلاله وأيضاً حرامه... الآن لم أعد أدري ما أراه وأسمعه وربما المسه... حلال هو أم حرام... أميل الي هذا الذي يأتينا بكلام الله سبحانه وتعالي وحديث رسوله - صلي الله عليه وسلم - يحرم هذا ويحلل ذاك... أم أصدق الآخر الذي يحرم ما أحله صاحبه... ويحلل ما حرمه وكل بكتاب الله وحديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أيضاً... إنهم فقهاء الفتنة... شيوخ " الفته " ... من قال فيهم المولي سبحانه وتعالي... " يحرفون الكلم عن مواضعه "... أختلط الحابل بالنابل كما يقولون... تصدر المشهد للأسف الشديد من يأكلون علي كل الموائد... من يقولون ما لا يفعلون... " كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "... من باعوا آخرتهم لا ليشتروا دنياهم لكن ليشتروا دنيا غيرهم... صرنا يتامي علي موائد اللئام... لم يعد الحق حقاً حتي نتبعه... ولا الباطل باطلاً لكي نتجنبه... وجوه كثيرة ظللنا سنوات نحسبها علي خير... بين طرفة عين وانتباهتها تبدلت... تغيرت... ضربت عرض الحائط بكل ما آمنت به وآمنا به معها... لم نعد نتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض... أصبح الرمادي سيد الموقف... بات اللون المفضل عند أغلبنا... من يسقط منا وكل الدم حرام كما قلت يا سيدي يا رسول الله - صلي الله عليك وسلم - شهيداً عند بعضهم... وربما كافراً عند البعض الآخر... ضللنا الطريق... رفع بعضنا سيفه... خنجره... سلاحه علي البعض الآخر... ومن قبله كراهيته... بغضه... ولا مانع من بعض دعوات للخالق تبارك سبحانه... أن يمحوه من الوجود... لم نعد نقبل الخلاف في أي شيء وكل شيء... معنا أم علينا... عدو أم صديق... قبل أن تمد يدك لتقتلني... بالتأكيد سأمد أنا يدي لأقتلك حباً وكرامة وطلباً لمرضاة الله وشهادة في سبيله... ضاع العفو بيننا... بات الاختلاف في الرأي يقطع للود كل قضية... بل يقطع رقاب من نختلف معهم... من أجل هذا قلت سيدي - صلي الله عليك وسلم - "استفتي قلبك ولو أفتاك الناس"... لكن كيف والقلب به غصة... وهوي يكابده... لا يبارحه ما دامت السموات والارض!!!.