يزور مصر هذا الأسبوع وفد من روسيا لشركة النصر للسيارات للاطلاع علي حالة المصنع، وكيفية المساهمة في اعادة تشغيله مع وزارة الانتاج الحربي، وهي الزيارة التي جاءت في أعقاب زيارة الرئيس مرسي إلي موسكو. وبالطبع سيلتقي الوفد الروسي بوزير الاستثمار الجديد يحيي حامد، وسيعرض وجهة النظر الروسية في كيفية التعاون لتشغيل النصر للسيارات.. ومع احترامي لروسيا كقوة اقتصادية لها خبرة في هذه الصناعة العتيقة المتمثلة في السيارة " لادا "، وبالمقارنة نجد أن هذه السيارة التاريخية لم تتطور بالقدر الذي يحقق لها المنافسة في الأسواق العالمية مثل السيارات اليابانية والكورية والأوروبية، ولذلك لم يبق لروسيا في عالم السيارات سوي السمعة الطيبة. ولاشك أننا بحاجة للتعاون الاقتصادي مع روسيا في مجالات عديدة وخاصة الصناعات الثقيلة مثل الحديد والصلب ، ولكن في صناعة السيارات نحن أبعد مانكون في استخدام التكنولوجيا الروسية ، لأن الحلم المصري هو البدء من حيث انتهي الآخرون في انتاج سيارة اقتصادية بمكونات مصرية خالصة وتكنولوجيا عالمية ، تحمل اسم " صنع في مصر " نفخر بها كمصريين، ونستطيع أن نغزو بها الأسواق الأفريقية والعربية ، وبالتالي لن نقبل أبدا بالرضا بالمقسوم وتطبيق المثل الشعبي " حمارتك العرجا"!!. من تصريحات وزيرالدولة للانتاج الحربي رضا حافظ علمت أنه تلقي عروضا من شركات أوروبية وآسيوية للتعاون في تطوير وتشغيل "النصر للسيارات " ولم يبت في هذه العروض ، وحسنا فعل المسئولون في عدم التسرع باتخاذ القرار الذي لابد أن يشتمل علي عدة شروط وقواعد رئيسية نرضي عنها. أهمها أن تكون نسبة المكون المحلي في المرحلة الأولي لا تقل عن 80 ٪ والمرحلة الثانية سيارة بمكونات مصرية 100 ٪. نحن نريد نهضة بصناعة وطنية خالصة، وليس تجميعا تحت مسمي صناعة، أو كما يقال "ضحك علي الدقون ". وهذا هو الاختبار الحقيقي لفكر الشباب والعزيمة المصرية وقياس كيف نخطط لمستقبل بلادنا، إنها أولي البصمات لوزيرالاستثمار يحيي حامد، فهل يتحمس ويقهر المستحيل ولا يرضي بالأمر الواقع؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة. لإنني مهموم جدا بقضية الصناعة الوطنية وعدم التخلي عن حلم سيارة مصرية خالصة، تلقيت دعوة من المهندس حمدي عبدالعزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية لزيارة عدد من مصانع مكونات السيارات التي تصدر انتاجها لبعض دول العالم، وهي القاعدة والركيزة الأساسية لبناء قاعدة صناعية كبري في عالم السيارات .. وأتمني أن يرافقنا في هذه الرحلة أعضاء لجنة الصناعة بالشوري المتحمسون لهذا الموضوع.