الشكر من خُلق المسلم ويحثنا الله ونبيه صلي الله عليه وسلم أن نكون من الشاكرين لرب العزة جل شأنه علي نعمه الكثيرة، ولاصحاب المعروف علينا. ويقول السلف الصالح إن الشكر أرقي من الصبر والرضا، فالصبر واجب، وأرقي منه الرضا، وأرقي منهما الشكر، فمن يرضي بالفقر له جزاؤه أما من يري هذا الفقر نعمة ويشكر عليها الله فجزاؤه أكبر وثوابه أعظم. ولعظمة الشكر فقد وصف الله تعالي نفسه في سورة التغابن الآية »71» بالشكور «وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ». والله يحب الشاكرين ويدفعهم إلي الاكثار من الشكر ويقول تعالي في سورة إبراهيم الآية »7» «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ»، ولابد أن يعترف المرء بوجوب الشكر حيث يقول تعالي في سورة الإنسان الآية »3» «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً»، وفي سورة البقرة الآية »251» «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ». وشُكر أصحاب الفضل والمعروف جزء لا يتجزأ من شكر الله تعالي، فقد خص الله اناسا من عباده لقضاء حوائج الناس، اذن فشكرك للناس هو شكر لله طالما انك علي يقين ان قضاء حاجتك يسرها لك الله وانه هو الذي جعل صاحب المعروف وسيلة.. وشكر الناس بعضهم لبعض يؤسس ويرسخ لحياة مستقرة ومجتمع تسوده المحبة والوئام. ويقول نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».. ويقول تعالي في سورة لقمان الآية 41 «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ» وتؤكد الآية علي وجوب شكر كل من له فضل، وان الوالدين احق الناس وأولاهم بالشكر لان لهما فضلا ومعروفا علي أبنائهم. الحمد لله رب العالمين.