احسب ان الوقت قد حان الآن كي نقول بوضوح ودون تردد، بخطأ من يتصور امكانية تحقق الأمن والسلام والاستقرار في ربوع البلاد، دون ازالة ومعالجة حالة الاحتقان الشديد السائدة والمنتشرة، بين غالبية الشعب الذي خرج رافضا استمرار حكم الاخوان ومطالبا بعزل ورحيل الدكتور مرسي، وبين مجموعة اخري من الشعب من اعضاء الجماعة والمؤيدين لها والمتعاطفين معها، ترفض هذا العزل وذلك الرحيل. واي قراءة موضوعية ومتوازنة للواقع القائم امام اعيننا الآن، تفرض علينا ان نقول بوضوح، انه اذا ما كان للعقل والحكمة والوعي بمصالح الوطن الحقيقية، وجود حي وصحيح في قلوب وعقول ابنائه، فان النداء الوحيد الذي يجب ان يرتفع في كل الميادين والشوارع، ومن فوق كل المنابر، هو نداء لم الشمل ووحدة الصف والكلمة، والسعي الأمين والصادق والمنزه عن الهوي، لإنهاء حالة الاحتقان، والانقسام، والفرقة، ووضع حد لدعاوي الصدام ونوازع الانتقام والتشفي. وفي هذا الاطار، لابد ان يرسخ في وجدان الجميع، سواء الغالبية العظمي من ابناء هذا الشعب الذين زحفوا بالملايين للشوارع والميادين، في الثلاثين من يونيو، لاعلان ارادتهم والاصرار علي طلبهم برحيل النظام، او هؤلاء الذين يناصرون الرئيس المعزول، ويرون فيه رمزا للشرعية، ويطالبون بعودته، ضرورة ان يرسخ لديهم ان جميعهم ابناء وطن واحد، وانهم مطالبون بوضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار آخر، والسعي معا لتجنيب الوطن اخطار الفرقة والتمزق والاقتتال. واذا ما صح العزم علي ذلك، وكان الجميع علي مستوي حسن الظن بهم، فإن المصالحة الوطنية الشاملة تكون هي الطريق الوحيد المطروح والمتاح لحماية الوطن وتحقيق الاستقرار، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من مسيرتها الوطنية بجهد جميع ابنائها، نأمل ان يوفقها الله فيها لتحقيق آمال الشعب في دولة ديمقراطية حديثة، تقوم علي الحرية والكرامة الانسانية، والعدالة الاجتماعية، في ظل سيادة القانون والمساواة، وحقوق الانسان. »وللحديث بقية«