أي قراءة موضوعية ومتوازنة للواقع القائم امام اعيننا الآن، تفرض علينا ان نقول بوضوح انه اذا ما كان للعقل والحكمة، والوعي بالمصالح الوطنية الحقيقية لمصر وشعبها، وجود قوي ومؤثر في عقول وقلوب جميع الممثلين للقوي والفاعليات السياسية النشطة، والعاملة علي الساحة السياسية، فإن النداء الوحيد الذي يجب ان يرتفع الآن في كل الميادين والشوارع، وجميع المنابر هو نداء لم الشمل، ووحدة الصف والكلمة، والسعي الامين والصادق، المنزه عن الهوي، لتطبيق المباديء النبيلة، والاهداف السامية لثورة الشعب. واقول، واكرر، ثورة الشعب، لأن هذه هي الحقيقة التي يجب ان تكون راسخة في اذهان الجميع، وواضحة للكل دون زيادة أو نقصان، ودون تزيد أو استعلاء من أحد علي آخر، أو من فئة علي أخري، فهذه الثورة هي ثورة كل الناس، كل الشعب، بكل افراده وكافة فئاته. نعم الشباب من ابنائنا واخوتنا، كانوا هم الطليعة والمفجر للانتفاضة المبدعة والخلاقة، في الخامس والعشرين من يناير وكانو هم الذين تقدموا الصفوف لرفع الظلم وانهاء التسلط والفساد،...، ولكن الشعب هو الذي احتضن انتفاضة الشباب والتف حولها، واكد انهم يعبرون عن ارادته ويتحدثون باسمه، باعتبارهم ضمير الأمة وصناع المستقبل،...، وهنا تحولت الانتفاضة إلي ثورة شعبية شاملة تستمد شرعيتها من ارادة الأمة وكل الشعب. وقد تواكب مع ذلك، وتوافق معه، ما اكدته قواتنا المسلحة الباسلة، من انحياز تام وتلقائي لارادة الشعب، ووقوفها سندا حاميا، ودرعا واقية لثورته، وهو ما كتب لها الانتصار والنجاح، في مواجهة كل التحديات وجميع المعوقات ، وبذلك أصبحت القوات المسلحة شريكاً أساسيا ورئيسياً في الثورة منذ بدايتها. من اجل هذا لابد ان نعي جميعا وبوضوح تام وكامل، ان هذه ثورة كل الناس، كل الشعب، وليست ثورة احد دون احد، أو فئة دون اخري، وان علينا جميعا ان نتوحد لحمايتها وتنفيذ اهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في ظل دولة القانون والديمقراطية.