حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المحتجين الذين خرجوا للشوارع في شتي انحاء تركيا مطالبين باستقالته من ان صبره بدأ ينفد، مشبها هذه الاضطرابات بمحاولة قام بها الجيش قبل ست سنوات للحد من سلطاته. وأضاف "تحلينا بالصبر وسنتحلي به ولكن للصبر حدودا. وهؤلاء الذين يمارسون السياسة من خلال الاختباء وراء المحتجين يجب ان يتعلموا اولا ما الذي تعنيه السياسة." وشبه اردوغان هذه الاضطرابات بمواجهة مع الجيش، وقال "اننا اليوم في نفس المكان الذي كنا فيه في 27 ابريل." وفي ذلك اليوم نشر الجيش مذكرة علي موقعه علي الانترنت ندد فيها بخطط تعيين عبد الله جول الشريك المؤسس مع اردوغان لحزب العدالة والتنمية رئيسا للبلاد. وكانت هذه الخطوة ستعطي حزب العدالة والتنمية سيطرة واسعة علي اجهزة الدولة. وساد توقع حينها بان ترضخ حكومة اردوغان مثلما فعلت حكومات اخري قبلها لارداة الجيش ولكنها واجهت الجيش وانتقدته علانية لتدخله ومضت قدما في تعيين جول. واتهم اردوغان المحتجين بمهاجمة النساء اللائي يرتدين الحجاب وتدنيس المساجد بأخذهم زجاجات الجعة الي داخل المساجد. من جهة أخري، تدفق عشرات الالاف علي ميدان تقسيم بوسط اسطنبول أول أمس واغلقوا مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية. وانسحبت الشرطة بشكل كامل من المنطقة. من جهة أخري، تسببت أحداث ميدان تقسيم في انقسامات حادة بصفوف حزبي "الشعب الجمهوري" و"الحركة القومية" المعارضين، حيث وقف زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو وقياديو حزبه إلي جانب موقف الرئيس التركي عبدالله جول، فيما رفض نواب الحزب موقف جول. وذكرت صحيفة "ايدنلك" التركية أمس أن نواب حزب الشعب الجمهوري اعتبروا أن سياسة جول المتبعة منذ توليه الرئاسة لم تلتزم بالديمقراطية والحيادية، لافتين إلي أنه صادق علي كافة القرارات والقوانين الصادرة عن حكومة العدالة والتنمية حتي وإن كانت خاطئة. لكن زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي وقياديي حزبه، أيدوا موقف جول بعد توجيهه نداءات لكلا الطرفين بالاعتدال فيما يتعلق بأحداث ميدان تقسيم.