العلاقات بين الكنيستين المصرية والاثيوبية ضاربة جذورها منذ عشرات السنوات وخاصة ان الكنيسة الارثوذكسية في مصر التي طالما كانت تجمعها علاقات قوية مع نظيرتها في الحبشة.. فلا يمكن ان ننسي ذلك المشهد - الذي عاد الي الاذهان الان - حينما توجه البابا شنودة الثالث الي اثيوبيا للقاء البابا بولس بابا اثيوبيا وكان في استقباله الامبراطور هيلسلاسي امبراطور الحبشة واخذت المواقع الالكترونية تعيد نشر صور الاستقبال الحافل لبابا مصر موضحة حجم العلاقات بين الكنيستين.. هذه العلاقة الدينية القوية تم استعادتها من جديد حينما ظهرت ازمة سد النهضة المقرر انشاؤه من قبل اثيوبيا علي نهر النيل رافضه كل السبل السياسية والشعبية للتراجع عن هذا القرار وقد اخذت الحكومة المصرية في اللقاء جزءا من المسئولية علي الكنيسة المصرية بضرورة التدخل لوقف هذا المشروع مع العلم ان الكنيسة دائما ما ترفع شعار رفض التدخل في العمل السياسي مؤكدة ان دورها روحي ديني فقط ومع ذلك فهي تؤكد ايضا انها لا تدخر جهدا في اعلاء دورها الوطني.. " الاخبار" استطلعت راي رجال الكنائس المصرية الثلاثة الارثوذكسية والانجيلية والكاثوليكية حول سبل التهدئة والتاكيد علي قوة العلاقات بين الدولتين وعن هذا فقد دعت الكنائس جميع مؤسسات الدولة سواء السياسية والشعبية والمجتمعية والدينية والاعلامية للتكاتف والتكاتل من اجل حل الازمة بالسبل الودية والعقلانية مع ضرورة استعادة العلاقات بين مصر وباقي دول حوض النيل ودورها الريادي في افريقيا رافضة اسلوب دق طبول الحرب او السياسة الهجومية لانها تخسرنا اكثر ما تكسبنا في البداية يقول د. اندرية ذكي نائب رئيس الطائفة الانجيلية ان هناك ثلاث مؤسسات يجب ان يقوموا بدورهم بشكل اكمل هذه الفترة لحل هذه الازمة اولها المجتمع المدني والتعاون مع نظيرتها في اثيوبيا ودول حوض النيل لتبادل الخبرات بينهما وايضا الكنائس في الدولتين فلابد ان تستعيد علاقاتهما الطيبة وتقديم مبادرات من شانها اضافة بعد جديد للتفاوض اما المؤسسة الثالثة فهي الاعلامية التي يجب ان تسعي للتهدئة وفهم الشعوب في هذه المنطقة والتعامل معها في اطار الاحترام المتبادل. اما الاب رفيق جريش المتحدث الاعلامي للكنيسة الكاثوليكية فقال اننا يجب الا ننسي ان دور الدولة جاء متاخرا حيث ان خطوات بناء السد معروفة منذ سنوات مشيرا الي ان الفرصة لم تفت ولا ينبغي علينا ان ندق طبول الحرب وان نسعي للحوار ومد جسور التنمية مع اثيوبيا والسودان والعودة الي دور مصر الرائد في افريقيا .. واضاف جريش ان دور الكنيسة معنوي روحي كما انها لا تنسي دورها الوطني الذي تميزت به عبر العصور الا ان الحكومة في اثيوبيا مدنية و لا تاخذ براي الدين في الامور السياسية ومع ذلك فالكنيسة لا تتاخر في الصلاة من اجل المنطقة والسلام. وقال د. صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية ان ازمة سد النهضة من الموضوعات التي يجب ان تحل في حدود الهدوء والحوار لان العالم لا يقبل ان تتمتع منطقة من امتيازات من امطار واخري تموت من الجفاف لان الامطار نعمة من الله ولم يصنعه البشر لكي يتقاتل عليه. ومن الكنيسة الارثوذكسية قال القمص صليب متي ساويرس كاهن كنيسة شبرا انه من الضروري ان تتكاتل كل القوي الشعبية والاهلية لمواجهة هذا الخطر واذا لم يحدث ذلك فهناك طرق اخري قانونية امام المحافل الدولية والمنظمات العالمية والافريقية للتحكيم الدولي.. واشار صليب الي ان هناك كنزا مهملا لا تعلم كيف ندخره هو نهر الكونغو والذي يمر باربع دول افريقية وغير مستغل وينتج ترليون متر مكعب من المياه تكون نهايتها المحيط الاطلنطي حيث اقترح حفر مجري للنهر يمر بالسودان ومصر عبر الصحراء الغربية حتي منخفض القطارة ويمكن الاستفادة منه وهذا المشروع تبناه الرئيس السادات في السابق ولكن اهمل مع وفاته وتمني ان نعيده للحسبان مرة اخري. اشار القمص بولس عويضة استاذ القانون الكنسي الي ان المبادرات الشعبية افضل من المبادرات السياسية وذلك لما يتمتع به الشعب الاثيوبي من حب ومودة تجاه الشعب المصري وانه اذا تم تفعيل سياسة الحوار المجتمعي بين الشعبين سوف تمكن كلاهما من التوصل لأفضل الحلول بين البلدين، وكما قال الرئيس محمد مرسي ان الهدف من السد هو تنمية اثيوبيا فنحن نؤيد ذلك ولسنا ضد تنمية دولة اثيوبيا ولكننا ايضا نريد ان نحصل علي حقوقنا وان يتم تفعيل المعاهدات والاتفاقيات الدولية وبالتواصل والحوار بين الدول سوف يحقق المصلحة للجميع