كل شيء كان معداً ومرتباً بطريقة مثيرة وحين وصلنا إلي استديوهات القناة في بيروت كان المئات من الشباب اللبناني قد تدافعوا إلي مقر القناة للحصول على دعوات لحضور الحلقة، وقد اصطفوا فى طوابير طويلة قبل ساعات من موعد البرنامج.. وتمنح القناة الجمهور دعوات مجانية لكن البعض أكد لى أنه بسبب تكالب الجمهور على الحصول عليها عرفت السوق السوداء الطريق إليها حيث يقوم البعض ببيعها لكن ادارة البرنامج تتصدى بقوة لذلك. طوارئ أربعة أيام ورغم أن البرنامج يبث فى التاسعة مساء بتوقيت لبنان إلا أن الحلقة تجرى بروفاتها قبلها بيومين فتعلن الطوارئ يومى الأربعاء والخميس والجمعة والسبت وتبدأ البروفة الجنرال من الساعة الحادية عشرة يوم الجمعة والسبت والتى يلتزم فيها فريق العمل الضخم من فنانين وفنيين واداريين ومتسابقين ورجال الأمن بالحضور ليستمروا حتى موعد بث الحلقة. وداخل الاستديو تسحرك الديكورات المبهرة والاضاءة المبتكرة التى تنقلك إلى أجواء مثيرة.. ثم الكاميرات المتحركة والثابتة التى تنقل جميع التفاصيل الدقيقة وتتحرك ببراعة بين المتسابقين ولجنة التحكيم وجمهور الحضور لترصد بدقة ردود أفعال الأطراف الثلاثة على أى موقف يحدث. اجراءات الأمن خارج الاستديو دقيقة ومنظمة أما داخل الاستديو فيوجد أكثر من 45 بودى جارد مفتولى العضلات الذين ينتشرون فى أماكن عديدة وقد تم تخصيص بعضهم لمرافقة أعضاء لجنة التحكيم الأربعة راغب ونانسى وأحلام وحسن الشافعى.. وبعضهم لمرافقة المتسابقين والبعض الآخر يتواجد بين الجمهور. لكن كيف يتم التحكم فى الهواء فى وجود هذا العدد الكبير من الجمهور الذى يصل إلى 400 مدعو. كان هذا سؤالى الذى وجهته إلى جورج هارون أحد ثلاثة من مديرى المسرح فى البرنامج فأكد لى أنه تم تقسيم الاستديو ما بين لجنة التحكيم والمتسابقين والجمهور ويتولى الثلاثة ادارة الاستديو فى التدريبات والهواء.. وقال: نحرص على أن يتم ذلك فى هدوء كما تتيح لنا فترات التوقف »الفاصلC التصرف مع أى خروج عن النظام.. نحن نعطى الفرصة للجمهور لمصافحة نجمه المفضل أو التصوير معه فى الفواصل دون الاخلال بإجراءات الأمن والنظام المتبع لأن مسئولية البث على الهواء كبيرة وتستلزم الدقة التامة لهذا لا يخلو الأمر من أن نضطر لرفع صوتنا لتنبيه الحضور بالتزام النظام داخل الاستديو. البحث عن المتسابقين أما المتسابقين الذين تقلص عددهم إلى سبعة بخروج العراقى عبدالكريم فقد وضعتهم ادارة البرنامج فى مكان سرى وقال لى طارق حمزى »المسئول الاعلامى ل Mbc فى بيروت أننا لا نصرح بمكان تواجد المتسابقين لأن لديهم برنامجاً دقيقاً فى تدريبات الصوت والبروفات والملابس والماكياج والزيارات الرسمية التى يقومون بها أو تأتى إليهم وفترات الترفيه وهو برنامج يومى يتم تنفيذه بدقة كما أنهم صار لهم جماهيرية كبيرة فى لبنان لهذا نحيط مكان تواجدهم بسرية تامة والجمهور لا يراهن سوى على المسرح، وبعد حلقة الأسبوع الماضى صارت المنافسة أصعب حيث تم تصفية المتسابقين إلى سبعة فقط، وقد نجا المتسابق المصرى أحمد جمال وخرج بصعوبة من دائرة الخطر لكن نجاحه ونجاح أى متسابق مرهون بتصويت الجمهور له.. وقد تعلق الجمهور المصرى بأحمد جمال الذى يتمتع بموهبة حقيقية أشاد بها أعضاء لجنة التحكيم لكنه يحتاج دعم الجمهور والتصويت له. ليلة راغب بعد أن جلس طويلاً فى مقاعد التحكيم أراد النجم اللبنانى راغب علامة أن يعود إلى نفسه إلى الغناء الذى يحبه ويحلق معه فى أجواء أخرى.. ففى حلقتين متتاليتين كان الغناء من نصيب محمد منير وراغب علامة اللذان أضاف على الحلقات روعة وبهجة. تألق راغب علامة فى حفله بشكل مثير وقال قبل أن يبدأ وصلته الغنائية »ناويين نكسر المسرح أنا والمتسابقين هذه الليلة«. وبالفعل أشعل راغب المسرح بالتصفيق الحاد الذى صاحب غنائه والذى استمر متواصلاً خاصة وهو يتحرك ببراعة ويقفز من المسرح إلى لجنة التحكيم ويغنى مع نانسى عجرم »أنا لما بقول أنى بحبك أنا ما بهزرش« ثم يقفز فى الهواء من المسرح إلى مقاعد الجمهور يحمل طفله صغيرة ويغنى لها ثم وهو يتجه إلى المتسابقين ليشاركونه الغناء ولا ينسى أن يذهب إلى المتسابق العراقى عبدالكريم الذى خرج من السباق ويعطى له الميكروفون ليشاركه الغناء وكانت فقرته مع عازفة الكمان وفرقة الجيتار العالمية الأكثر اثارة وعلق أحد زملائنا على العازفة.. لم أرى فى حياتنا فستاناً أقصر من ذلك لم يكن حضور راغب علامة بالغناء فقط لكنه كان صاحب الحضور الأقوى فى لجنة التحكيم على مدى ستة أشهر.. فقد تعامل بحب وانسانية وتسامح وتقدير كامل مع المتسابقين وقال فى الحلقة الأخيرة : »قلت للمتسابقين أننا نحزن أن يغادرنا كل أسبوع أحدهم لكننا ألقينا بالكرة فى ملعب الجمهور فتصويت الجمهور هو الذى سيحسم الاختيار. وأضاف: نحن اليوم المنفذ للمواهب العربية نحن »بنعمر« فى وقت الناس »بتدمر« ودى رسالة مش سهلة. وكان خروج المتسابق العراقى مهند قد أثار موجة من الحزن بين المتسابقين ولجنة التحكيم وقالت المطربة أحلام »الانسان لما يكون عنده هدف لازم يظل للنهاية وأضافت موجهة حديثها له« سوف أفتقدك كثيراً.. أنت صوت رائع لكن هذه بداية وليست نهاية وقالت نانسي: »أنت خير ممثل لبلدك وقال حسن الشافعى له: هتوحشنى ابتسامتك. أما مهند فقال أن كل بداية لها نهاية لكن المهمة ماذا سأفعل بعد البرنامج.. وأشعر بسعادة لأننى استطعت أن أزرع البسمة فى بيوت عراقية. وجاء رد راغب علامة معلقاً: هذه الروح الرائعة لدى مهند وموهبته تجعل العراق تفتخر به ولبنان أيضاً.