أمام حكومة الدكتور قنديل المعدلة مهمة عاجلة لابد ان تقوم بها علي وجه السرعة إذا ما أرادت اثبات وجودها علي الساحة، وخلق تواصل جيد مع الناس، يقوم علي الثقة في قدرتها علي الوفاء بمهامها ومسئولياتها، في ظل الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها البلاد حاليا. وهذه المهمة العاجلة تتركز حول التعامل السريع والفاعل مع الازمة الاقتصادية الخانقة، التي استحكمت حلقاتها، واحاطت بالمواطنين من كل جانب، وفرضت عليهم مواجهة المعاناة الشديدة في تيسير سبل الحياة وتوفير احتياجات اسرهم، بما يمثله ذلك من صعوبة متزايدة. وفي هذا الاطار، يكون مطلوبا من الحكومة المعدلة إذا ما أرادت بناء جسور ثقة حقيقية بينها وبين الجماهير، ان تبدأ وفورا في اتخاذ مجموعة من القرارات والاجراءات للتخفيف من معاناة الجماهير، ومساعدتهم قدر الامكان علي توفير سبل الحياة الكريمة لأسرهم ومواجهة أعباء الحياة اليومية قدر المستطاع. وعلي الحكومة المعدلة إذا ما أرادت الوصول لهذا، ان تدرك بوعي كامل.، العلاقة الوثيقة بين الامن والاستقرار الاجتماعي، وبين القدرة علي التعامل الفاعل والمؤثر مع الأزمة الاقتصادية، ومعالجة السلبيات المؤدية لتدهور الحالة الاقتصادية للمواطنين. وعلي الحكومة ان تؤمن بأن العمل والانتاج والمزيد من العمل والانتاج هما الطريق الصحيح المؤدي للخروج من الازمة الاقتصادية،و كسر هذه الحلقة المستعصية، ووقف التدهور الاقتصادي، بما يسمح بوضع البلاد علي طريق التنمية،...، وكل ذلك لا يمكن ان يتحقق في ظل الانفلات الأمني، وغيبة القانون، والتهاون في التطبيق الحازم والصارم للعدالة. وفي هذا الإطار يكون علي الحكومة إذا ما أرادت النجاح في مهمتها، ان تتوافر لديها الرؤية الواضحة لما تريد تحقيقه علي المستوي الاقتصادي والأمني، وان تترجم هذه الرؤية في برنامج زمني محدد لخطوات العمل لإنجاز ذلك، ويضع حدا لحالة الانفلات السائدة والمنتشرة في كل مكان، ويحقق الانضباط وسيادة القانون، ويوفر المناخ اللازم لدوران عجلة الانتاج بكامل طاقتها. فهل تفعل الحكومة المعدلة ذلك؟!