لا وقت للجلوس علي المقاهي.. شعار أعلنه أهالي قرية ميت كنانة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية.. الكبير والصغير.. الجميع يعملون في الزراعة والتجارة وصناعة الشماسي التي تشتهر بها القرية ونجحت من خلالها في القضاء علي البطالة ولها شهرة محلية وعالمية في هذه الصناعة كما تعتمد القري السياحية والمصايف علي شراء الشماسي والكراسي والترابيزات المصنوعة من حطب الحناء.. وقرية ميت كنانة يبلغ تعداد سكانها حوالي 05 ألف نسمة.. كما تشتهر القرية بصناعة الأقفاص والمقاعد المصنوعة من جريد النخيل.. وكذلك بالعطارة وأعمال الزينة. ومن الأشياء الجميلة في القرية والجديرة بتعميمها علي مستوي القري قيام الأهالي بتشكيل رابطة لحل المشاكل التي تواجه المواطنين بالقرية وكذلك تشكيل لجان شعبية للسيطرة علي الانفلات الأمني الذي انتشر بعد ثورة 52 يناير.. وبالرغم من الجهود الطيبة للرابطة واللجان الشعبية إلا أن هناك بعض المشاكل التي تحتاج إلي تدخل المسئولين بالادارة المحلية لحلها.. قمنا بجولة داخل القرية وهذه هي حصيلة اللقاءات.. في البداية يقول أشرف الدغيدي أمين صندوق رابطة أهالي ميت كنانة للأعمال الخيرية أن القرية تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلي قبيلة كنانة التي جاءت من شبة الجزيرة العربية منذ مئات السنين واستوطنت هذه المنطقة وكانت عبارة عن بحيرة صغيرة من المياه وتشتهر القرية بحطب الحناء الذي يستخدم في صناعة الأعمال اليدوية كالشماسي والمظلات وسلات الطعام علي مستوي الجمورية وتقوم بتصديرها إلي بعض الدول العربية.. وتستخدم أوراق الحناء في صناعة »الحنة» وأدوات التجميل ويستخدمها العطارون. كما تهتم القرية بصناعة الأقفاص والكراسي وغيرها من جريد النخيل.. ويضيف عادل الشربيني من أهالي القرية وعضو بالرابطة أن صناعة حطب الحناء وجريد النخيل أتاح الكثير من فرص العمل للشباب وربات البيوت وكذلك يعمل بعض الموظفين في هذه الصناعة لتنمية دخولهم.. وأصبح شعار الشباب «لا وقت للجلوس علي المقاهي» وتتضح حقيقة هذه المقولة من قلة عدد المقاهي بالقرية. ويشيد الدكتور محمد ممدوح «طبيب» أن القرية تعاني من مشكلة انتشار القمامة خاصة في الأماكن الفضاء التي تحولت إلي مقالب للقمامة وبسبب ذلك انتشرت الحشرات الناقلة للأمراض والوحدة المحلية لا تقوم بأي دور للتعامل مع هذه المشكلة.. وتضيف الدكتورة مها ممدوح «بيطرية.. والدكتورة مشيرة «صيدلانية» أن القرية تعاني أيضا من مشكلة انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة مما يؤثر علي مشروعات كثيرة بالقرية وأيضا علي تحصيل الطلبة لدروسهم.. كما أنه يوجد ضعف في الكهرباء بسبب زيادة مواتير الكهرباء المنتشرة في القرية.. نقص في الخبز وعن مشكلة الخبز يؤكد طارق عبد الجواد يحيي «عضو رابطة ميت كنانة» أن القرية يقطنها أكثر من 05 ألف مواطن يعانون من نقص في الخبز وبعد تطبيق مشروع توزيع الخبز يعاني الأهالي من قلة عدد الأرغفة المقررة لكل أسرة وهي 01 أرغفة في اليوم وهذه الأرغفة لا تكفي لفردين.. وأوضح بأن حصة القرية من الدقيق ضعيفة مما دعا سيدات القرية الي القيام بوقفة احتجاجية أمام مقر الوحدة المحلية . وتطرق سامي البرادعي عضو رابطة أهلي ميت كنانة إلي مشكلة المواصلات حيث تم إلغاء خطوط الاتوبيسات 23و 43و53 التابعة لهيئة النقل العام والتي كانت تعمل من القرية إلي المظلات ولم يتبق سوي خط واحد من القرية إلي المظلات ويعمل 3 مرات يوميا.. وأضاف بأن وسائل المواصلات المتاحة حاليا للعمل علي خطوط ميت كنانة - شبين القناطر.. وطوخ وأنها عبارة عن سيارات أجرة قديمة ومتهالكة ويقودها أشخاص لا يحملون رخص القيادة وانتهز السائقون اختفاء السولار وقاموا بزيادة الأجرة. اللجان الشعبية ويشير رأفت الدغيدي أنه يوجد لجان شعبية تعمل من خلال الرابطة في توزيع ومراقبة اسطوانات البوتاجاز وفي مساعدة الشرطة في حفظ الأمن بعد وقوع حوادث اختفاء لبعض الأهالي وتم دفع ملايين الجنيهات كفدية لعودتهم.. كما وقعت العديد من حوادث السرقات بالاكراه مما دعا الأهالي إلي قيامهم بوقفة احتجاجية أمام نقطة الشرطة وطالبوا بتعزيزات أمنية حيث تم دعم نقطة الشرطة بسيارتين مجهزتين وجار تعيين 03 خفيرا من أبناء القرية. نقص السولار ويشير محمد حمدان الخولي بأن المشكلة التي تواجه المزارعين هي النقص في السولار خاصة بعد توقف محطة وقود بالقرية وأصبح السولار يباع في السوق السوداء حيث وصل سعر «الصفيحة 05 جنيها» ويباع لتر البنزين بمبلغ 2 جنيه.. والأراضي المزروعة بالقمح والخضروات والأرز يحتاج ريها عن طريق مواتير المياه وهي تعتمد علي السولار مما يعرض هذه الزراعات للهلاك. ويضيف الدكتور سامح عبد الرحيم «نائب رئيس الرابطة» أن مستشفي ميت كنانة كان مستشفي تكامل صحي وتحولت إلي وحدة لرعاية الأسرة رغم أنها تكلفت ملايين الجنيهات ولا يوجد بها أي رعاية صحية كما لا يوجد بها أدوية ويتم تحويل المرضي لمستشفيات بنها وطوخ. وأضاف بأن الرابطة تتبني مشروع وحدة غسيل كلوي وغرفة عمليات وحضانات لخدمة أهالي القرية. ويوضح الحاج حمدان الخولي رئيس لجنة فض المنازعات بالرابطة ان القرية فكرت في عمل هذه الرابطة لخدمة الناس بعد ان فقدنا الامل في خدمات الحكومة وبعد نجاح الرابطة تزايد عدد اعضائها الي 500 عضو وتقوم الرابطة بحل المنازعات بين المواطنين بعيدا عن قاعات المحاكم ومراكز الشرطة كما تقوم الرابطة بمساعدة اليتامي والفقراء واكد بان الرابطة لا تنتمي لاي حزب او جماعة وتعتمد علي تبرعات اهالي القرية ونجاحها يرجع الي تطوع الاعضاء للعمل في خدمة الاهالي الترعة مقلب قمامة ويشير ممدوح عبد الجواد «بالمعاش» أن القرية يمر أمامها ترعة مياه تحولت إلي مقلب للقمامة خاصة عندما لا تكون هناك نوبة ري وتكون خالية من المياه وتشكل خطرا علي الصحة العامة حيث تنتشر الحشرات والقاذورات بالرغم أنها تمر بجوار الوحدة المحلية.. وعندما يقوم الري بطهيرها لا يرفع المخلفات التي يلقيها علي جانب الطريق مما يعوق حركة السير.. وأوضح بأنه يوجد أجزاء من الترعة تم تغطيتها ولم تستكمل حتي الان.. وأشار إلي قيام البعض بالبناء علي الأراضي الزراعية وأصبحت ظاهرة ولا يقف المسئولون أمامها بحزم خاصة في غياب الرقابة. انتقلنا إلي أماكن صناعة الشماسي حيث يقول الحاج ابراهيم عبد المقصود.. نعمل في صناعة حطب الحناء منذ عشرات السنين وورثنا هذه المهنة أبا عن جد ونقوم بصناعة الشماسي وأسوار القري السياحية.. وأضاف بأننا نشتري حطب الحناء من أسوان حيث يصل سعر الطن إلي 0031 جنيه.. ويتم وضع حطب الحناء في الماء لمدة أسبوع حتي يتم تليينه.. ثم يستخدم في الصناعة. التأثر بالكساد السياحي وأضاف الحاج محمد أحمد يحيي أن القرية تشتهر بهذه الصناعة منذ سنوات طويلة وهي حرفة قديمة وكانت البداية في صناعة سلات الخبز ثم تطورت إلي صناعة الشماسي والأسوار التي اشتهرت بها.. كما تشتهر القرية بصناعة الجريد «جريدالنخل» المستخدم في الأقفاص والكراسي وغيرها.. وكذلك يتم استغلال أعواد الغاب في صناعة الزينة ويتم تصدير هذه الصناعات للقري السياحية ولكن كما يقول الحاج مجدي خاطر أنه بعد الكساد في السياحة أثر ذلك علي أهالي القرية وأضاف بأنه يستخدم ورق الحناء في صناعة أدوات التجميل والحنة ويتم ترويجها في أنحاء الجمهورية.