كان من الممكن ان تكون راقصة مشهورة تتصدر صورتها افيشات الملاهي الليلية وتكون نجمة الحفلات والافراح ولكنها تعجلت المال وبحثت عنه في طريق آخر واحترفت الاتجار في المخدرات لتسقط وتهوى سريعا كما ارادت ان تصعد سريعا.. في السطور القادمة نستعرض قصة نجمة الليل التي ستصبح نجمة سجن النساء بالقناطر..! لم تتوقع الراقصة دينا ان تسقط بهذه السهولة فى يد مباحث الشرقية والقبض عليها ومعها المضبوطات من مخدرالحشيش والبانجو .. وفور مواجهتها سقطت معترفة دون ان تحاول انكار هذه الجريمة لأن المضبوطات كانت بحوزتها وهى عبارة عن 50 جراما هيروين ونصف كيلو حشيش وبعض السجائر الملفوفة .. واكتفت بالنظر الى الرائد عبد الله النقيرة والابتسامة على وجهها وهى تقول " انتوا عرفتوا ازاى انى بوزع مخدرات .. انا من فترة وانا بوزع ولا حد يعرف بذلك .. عموما مايقع الا الشاطر !.." تم القاء القبض على الراقصة ووضعها داخل سيارة الشرطة وبمواجهتها اعترفت بإتجارها فى المخدرات بعد ثورة 25 يناير واستمرارها فى بيع الكيف لزبائنها وخاصة فى منطقة العاشر من رمضان نظرا لهدوئها ولانها لم تكن معروفة هناك لدى الكثيرين بل من اشخاص محدودين .. وعلى الفور امر اللواء كمال جاد مدير امن الشرقية بإحالتها الى النيابة التى باشرت التحقيق وامرت بحبسها اربعة ايام على ذمة التحقيق . التقينا بالراقصة الشعبية دينا . التى قالت فى هدوء والابتسامة لا تفارق وجهها .. نعم انا راقصة شعبية .. اعشق الرقص وكنت اتمنى ان اكون راقصة محترفة لكن لم يسعفنى الحظ .. كثيرا ما سهرت الليالى فى الأفراح واستعرض نفسي من اجل لقمة العيش .. كنت ارتدى اجمل وارقى بدل الرقص فى الأحياء الشعبية بالقاهرة وكان زبائنى كثيرين ويأتون لى بالاسم لكن بعد ثورة 25 يناير الرقص انضرب مثل اي مهنة او نشاط آخر والسوق اصبح يسير على سطر ويترك عشرة .. ومهنة الرقص الشعبي اصبحت لها سوقها فى الفضائيات بالإضافة الى الملاهى الليلية والكباريهات لكنى لم اجد من يدخلنى هذا العالم .. بحثت كثيرا وحاولت الوصول لهذا الطريق لكنى لم يحالفنى الحظ وكنت افشل مع بداية كل خيط يأخذنى الى طريق الشهرة والمال . وتستكمل دينا قائلة : نشأت داخل اسرة متوسطة الحال بقرية القنايات بالشرقية وقبل ان اصبح فتاة ويستقيم عودى اخذتنى والدتى الى القاهرة فى احدى حوارى حى الخليفة وهناك استأجرت حجرة كان ايجارها يمثل عبئا علينا .. بحثت امى عن عمل فلم تجد فالحياة فى مصر ليست بالسهلة لكن المعيشة نار كما يقولون .. كنت انظر حولى داخل الحى الشعبي الجميل فلم اجد اي وظيفة او مهنة اشتغلها كى اتحصل على لقمة العيش التى تسد جوعنا واحتياجاتنا اليومية . الهروب بدأت افكر فى وسيلة تنقذنى وامى من الجوع والفقر بعد ان تركت حياة الأرياف التى لايوجد بها اي مصدر للعمل فالحياة هناك هادئة وتعتمد على الزراعة اوتكون من اعيان القرية او صاحب وظيفة ونحن لسنا من اصحاب هذا او ذاك .. وبعد وفاة والدى اصبح لايوجد لنا عائل .. قررت الاعتماد على نفسى .. وتعرفت على شاب فى المنطقة الشعبيه بالخليفة وعشت معه قصة حب جميلة وكنا نلتقى يوميا على كورنيش النيل نتبادل فيها مشاعر الحب .. وظلت حياتى هكذا دون تغيير .. وفى احدى المرات التى كنت جالسة منتظرة حبيبي على قارعة الشارع وجدت شبابًا يلفون سجائر بانجو فى وضح النهار دون اي اهتمام من هنا طرأت فى ذهنى هذه الفكرة الجهنمية التى رأيت فيها الملاذ الوحيد لنا من الفقر وخاصة ان حال الرقص الشعبي شبه انتهى بعد الثورة وبعد ظهور الأجهزة الحديثة من الكمبيوتر ومكبرات الصوت وغيرها . قررت العودة الى الشرقية لكن ليس الى مكان مولدى وسكنى بمركز القنايات ولكن فى احدى المدن الهادئة التى استطيع فيها ان اجد رواج لتجارتى الجديدة والممنوعة .. استأجرت شقة صغيرة فى احدى المجاورات التابعة الى قسم شرطة ثان العاشر .. وبدأت اكون صداقات هناك واتعرف على الشباب وخاصة من ألمح فيه انه له فى الكيف والهيروين .. واثناء ذلك جاء حبيبي وعرض على ان يقيم معى فاشترطت عليه ان اتزوجه .. وافق على ان يكون هذا الزواج عرفى .. لم اجد مفرا من الموافقة فهو الطريق الوحيد امامى والا سيختفى من امام عينى الى الأبد كما كانت تقول عينيه وتلميحاته لى .. وتزوجنا وعشنا مع بعضنا فترة فى الخليفة وفترة اخرى فى العاشر لكن نظرا لأن عمله كان فى القاهرة لم يستمر طويلا واكتفى ببعض الأموال التى كنت اعطيها له من تجارتى للكيف . سقوط الراقصة ! بدأت تجارتى تتوسع بعض الشيء نتيجة ان هناك الكثير من الشباب بدأوا يترددوا على محل اقامتى .. وعرفت الفلوس الطريق الى يدى .. وتبدل حالى الى الأفضل بعد تجارة المخدرات المربحة ولكن كان زوجى دائما يفتعل لى مشاكل على الا اقيم بمفردى فى العاشر من رمضان وهددنى بتركى اكثر من مرة لكنى لم اعر ذلك اي اهتمام .. واستمررت فى التجارة الممنوعة .. الى ان علم اهالى المنطقة وبعض الرجال الكبار واهالى الشباب ان كمية كبيرة من الهيروين بدأت تغزو المكان وان اولادهم عرفوا الطريق الى الكيف فبدأوا يسألون عن المصدر فلم يتوصلوا لى .. فأبلغوا الرائد عبد الله النقيرة رئيس المباحث وتم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواء على ابو زيد مدير المباحث والعميد ابراهيم سليمان رئيس فرع البحث بالعاشر من رمضان وبتكثيف التحريات التى قام بها النقيب وليد مصطفى معاون المباحث تم ضبطى وبحوزتى هذه المضبوطات وتم احالتى النيابة التى امرت بحبسي بعد اعترافى بالإتجار فى الكيف .