من أبسط الأفكار تحل أعمق المشكلات ، ووجود نقابة الباعة الجائلين بريق أمل لحل مشكلة مشكلات الشارع أدت لأزمات بيئية وسلوكية وحضارية ولكن بتفاقم المشاكل نستبشر بقرب حلها ففى عام 1899 نشأت النقابات العمالية فى مصر اتحد عمال السجائر لزيادة أجورهم فكانت أول نقابة فى مصر هى النقابة التى كونها عمال ماتوسيان عام 1908 وبعدها انتشرت النقابات التى تضم أبناء المهنة الواحدة وتختلف النقابات العمالية إلا أنها تتكون بالارادة الحرة لأعضائها والعضوية فيها اختيارية . وتتفق مشكلة الباعة الجائلين مع عمال ماتوسيان كلاهما يكافح من أجل لقمة العيش أن نقول أن التاريخ يعيد نفسه عبارة لا أومن بها لأن الزمان لا يمكن استرجاعه ولكن تشابه المشاكل والظروف يوحد المواقف والحلول . شهد يوم 26 سبتمبر 2012 تدشين أحدث نقابة عمالية فى مصر حتى وقتنا الراهن . وهي نقابة الباعة الجائلين التى صدر قرار ترخيصها مؤخرا.. يضم مجلس النقابة الوليدة كل من أحمد حسين رئيس النقابة وطارق فؤاد نائب رئيس النقابة و عبدالرحمن محمد الأمين العام. وتم تخصيص مندوبين عن النقابة أحدهما يستقبل الأعضاء الجدد والآخر ضمن لجنة تثقيف البائع الجائل لتعريفه بنشاط العمل النقابى وكيفية التعامل بينه وبين الجمهور ويتم تدريب المندوبين علي طبيعة العمل النقابى . وكان الحديث مع أحمد حسين رئيس نقابة الباعة الجائلين الذى استهل حديثه لأخبار الحوادث قائلاً" نرفض أصحاب الكرافاتات ولن يكون بيننا أحداً منهم ، ومن يرتديها سيطرد من النقابة . إذا لم يمثلنا بائع من قلب المهنة لن تكون هناك نقابة ". وبسؤاله عن السبب فى التفكير فى انشاء نقابة للباعة الجائلين اجاب قائلا : 30 عاماً من التجاهل والمطاردات الأمنية ووجدنا جميع النقابات تتكتل ففكرنا والأستاذ. طارق فؤاد فى عمل كيان يجمع الباعة الجائلين بعد معاناة .. فى البداية استطعنا تجميع 181 بائعاً متجولاً لعمل جمعية عمومية وأجرينا انتخابات لمن يرغب فى الترشح وتتكون النقابة من رئيس ونائب وأمين عام واثنين نواب وأمين صندوق ومساعد أول وثان لأمين الصندوق وحضر الانتخابات الناشط السياسى جورج اسحاق كما حضر ممثلين من اتحاد عمال مصر . وعن الاجراءات التى اتخذت حتى اصبحت نقابة الباعة الجائلين واقعاً ومقرها 28 شارع زهرة الجمال خلف ماسبيرو. قال أحمد حسين : تقدمنا بأوراقنا لوزارة القوى العاملة والهجرة بموجبها حصلنا على خطابين أحدهما تعترف فيه وزارة القوى العاملة والهجرة بوجود نقابة للباعة الجائلين وبالفعل استلمنا ترخيص النقابة فى 26 سبتمبر 2012وهو نفس تاريخ اعلان تدشين نقابة للباعة الجائلين والخطاب الثانى لبنك مصر لفتح حساب للنقابة . أما عن الخدمات التى ستقدمها نقابة الباعة الجائلين لأعضائها يقول : هدفنا الأول هو توفير أماكن للبيع تحمى البائع الجائل من مشاكل الطريق تلافياً لمحاضر الاشغال والدفاع عن حقوقهم كمواطنين لهم حقوق بالاضافة إلى التأمين الصحى والتأمين الاجتماعى والمعاشات وفيما بعد الرحلات والمصايف والحج والعمرة. لاشك أن المشكلة الرئيسية للباعة الجائلين عشوائية تواجدهم فى الشارع مما يربك حركة المارة والطريق ويجعل المظهر العام أقرب إلى الفوضى فما هى رؤيتكم لحل هذه الأزمة؟ يقول أحمد حسين : بالفعل قمنا بمخاطبة السيد محافظ القاهرة ونائبه بثلاثة خطابات وهى .. - خطاب لتشكيل لجنة من المحافظة برئاسة سيادته ولجنة من النقابة لحصر الباعة الجائلين وكل الأماكن التى يتواجدون بها . - الخطاب الثانى طلب تجميد أو الغاء قانون 105 لسنة 2012 الخاص بتغليظ العقوبة على البائع الجائل وجارى متابعة الخطاب وحالياً أرسلته المحافظة للسيد رئيس مجلس الشورى بموجب رقم صادر لدينا رقمه . - خطاب ثالث أرسله السيد المحافظ للسيد وزير القوى العاملة والهجرة باعتبارها وزارة مسئولة عن العمالة غير المنتظمة لوضع الباعة الجائلين تحت هذا المسمى لتنظيم المعاشات للباعة الجائلين وتقنينها . والتقط الحديث طارق فؤاد نائب رئيس نقابة الباعة الجائلين ويقول " قوتنا فى عددنا كلما كان العدد أكبر كلما استطعنا تقنين عمل النقابة ". حيث يؤكد أن عدد الباعة الجائلين 6 مليون بائع منهم مليون غير متزوج أما الخمسة ملايين الآخرين إذا افترضنا أن متوسط عدد أفراد الأسرة خمسة أفراد يصبح لدينا خمسة وعشرون مليون فرد بالاضافة إلى عمالة مساعدة للبائع المتجول بواقع عامل مساعد لكل بائع متجول يصبح اجمالى الباعة الجائلين بمساعديهم واسرهم 31 مليون . فاجأنا طارق فؤاد بهذه الاحصائية وهى على مسئوليته الأمر الذى دفعنا للبحث عن صحة هذا الرقم الذى يمثل عددا لا يستهان به من أفراد الشعب المصرى فوجدنا احصائية اتحاد الجمعيات الاقتصادية المصرية ان عدد الباعة الجائلين بلغ 5 ملايين بائع بينما قدرها مركز عدالة الحريات ب 10 ملايين بائع متجول .. وقد خص أحمد حسين نقيب الباعة الجائلين أخبار الحوادث بخبرين أولهما انشاء حزب جديد تحت التأسيس تحت مسمى حزب " ثوار العدالة الاجتماعية" وبالفعل تم تجميع 40 ألف توكيل مسجلين بالشهر العقارى والثانى سيفاجئ القوى السياسية والأحزاب التى كانت تلعب فى الحديقة الخلفية للحزب الوطنى والآن هم مع الثوار بمؤتمر لا يقل عدد الحاضرين فيه عن 30 ألف بالتنسيق مع كل النقابات على مستوى الجمهورية . كما وعد السيد رئيس نقابة الباعة الجائلين بأننا لن نسمح لمصر بالاقتراض من الخارج بل وفى القريب سنقرض صندوق النقد الدولى وذلك إذا تم تقنين وضع الباعة الجائلين.. ووفرت الدول لهم أماكن آمنة مقابل مائة وخمسون جنيهاً رسوماً شهرية اجماليهم فى الشهر الواحد مائة وخمسون مليون لعدد مليون بائع متجول فى السنة مليار وثمانمائة مليون . هذه الحسبة لعدد مليون بائع متجول فقط ، وعلينا أن نتخيل كم سيكون العائد لعدد 11 مليون بائع متجول . واذا تحول هذا العدد لعمالة عاطلة هل الدولة فى ظل انتاج متعثر وظروف اقتصادية متدنية قادرة على استيعاب مزيد من البطالة . الباعة الجائلين مهنة من لا مهنة له والأمل الأخير فى الكسب الحلال ولذلك نجد منهم المتعلم وغير المتعلم . لا شك أن الباعة الجائلين قوة لا يستهان بها ويجب تغيير نظرة المجتمع لهم خاصة بعد الثورة منهم المثقفين فهم قادرين على طرح قضاياهم ومشاكلهم والتعبير عن آلامهم والدفاع عن حقوقهم مما يؤكد أنهم ذوي رؤية رشيدة جريئة ومنظمة تقنع المسئول للانصياع لطلباتهم، فقد أعد السيد عبد الرحمن محمد الأمين العام للنقابة صفحة على النت للتواصل عبرها مع نقابات الباعة الجائلين فى المحافظات لتنظيم وقفة احتجاجية لكل نقابة أمام مقار المحافظات وفى نفس الوقت يوم 6 يناير 2013 اعتراضاً على وضع الباعة الجائلين وتجاهل الدولة لهم وتهميشهم . ويقول أحمد حسين نقيب الباعة الجائلين تم الاتفاق مع المحافظة لاعداد لجنة لحصر الاماكن التى تصلح كأماكن للبائعين الجائلين واللجنة مكونة من مندوبين من المحافظة وثلاثة أعضاء من النقابة وثلاثة أعضاء من أقدم البائعين فى كل منطقة وسيتم تحرير محضر من بداية يوم الحصر وحتى نهاية اليوم يوقع من أعضاء اللجنة ومندوبى المحافظة ونقيب الباعة الجائلين تداركاً لأى ظلم قد يحدث . فإذا كان البائع المتجول يتعرض لاهانات ومخالفات وغرامات فهو يتسبب فى اعاقة المرور وإشغال للطريق ناهيك عن المظهر غير الحضارى والبيئى المنتشر فى أغلب الشوارع أما من جانب الدولة سبق وأعدت سويقات شعبية وقوبلت بالرفض من بعض الباعة الجائلين وان كانت لم تشمل جميع محافظات الدولة . وبعد تحديد اللجنة لأماكن السويقات تقع على النقابة مسئولية اقناع الباعة الجائلين بالالتزام بهذه الأماكن.. دعوة للباعة الجائلين للانضمام لنقابتهم خطوة على الطريق الصحيح يستمدوا حقهم الدستورى فى العمل وتقنين مصدر رزقهم قادرين على الاندماج فى المجتمع لا يشعرون بأنهم فئة عشوائية منبوذة أو مهمشة شركاء فى التنمية لهم حقوق وعليهم واجبات .