** نكتفي منهما بالنظر من بعيد. فأسعار اللحوم تتصاعد لدرجة أن وزير الزراعة صرح بأنها قد تصل إلي مائتي جنيه للكيلو الواحد - شاملة الدهن و"الشغت" وحتي هذه اللحظة لم يذكر مسئولو الزراعة ماذا يفعلون كي لا يتعدي الكيلو هذا الرقم الفلكي؟! وارتفاع أسعار اللحوم الحيوانية قد واكبه ارتفاع كل أسعار اللحوم طبعاً لزيادة الطلب. أسعار الدواجن. والأسماك. والأرانب. والأسباب تتلخص في غياب الرؤية الاستراتيجية البعيدة. فقد قامت مشروعات عديدة لنمو الثروة الحيوانية. كان منها مشروع استيراد أبقار الفريزيان الألمانية وهي من أجود أبقار العالم. ولكن لم تجر البحوث اللازمة لتكيف هذه الأبقار مع بيئة مصر وربما لأنها في ألمانيا تنطلق في مساحات خضراء وهنا في حظائر ومعظم الطعام.. أعلاف!! ** المهم فشل هذا المشروع واثارها أتت نكبات الأوبئة التي قضت تماماً علي كثير من الحظائر. وأفلس أصحابها وأودع بعضهم السجون. وبدلاً من ان تقف البنوك الزراعية إلي جانب المربين في محنتهم فإنها لاحقت أصحاب الحظائر حتي أصبح مشروع التسمين سييء السمعة ويعني الخراب. ** أما مشروع البتلو. فهو مجرد أفكار لم تتعد الورق.. إلا قليلاً. ** والآن.. فالمطلوب وقفة سريعة وحاسمة لنمو ثروتنا الحيوانية جميعها والأفكار كثيرة..! ** إقامة مزارع في الدول التي تشابه طقسنا الدافيء مثل أثيوبيا. أو السودان. لاستيراد أبقارها اثر الفحص الطويل.. أو لحومها مع إقامة ثلاجات خاصة بمصر وأظن ان الدول الافريقية ترحب بذلك. ** إقامة مراع عند بحيرة ناصر. مع الأبقار السودانية ومعروف ان استيراد الجمال مثلاً من السودان لا ينقطع طوال العام. ومع تزايد الإقبال في مصر علي لحوم الجمال فلا أدري لم لا نستورد الجمل الصغير "البعرور" لنوزعه في جمعياتنا الاستهلاكية علماً بأن لحم الجمال من أنظف أنواع اللحوم. ومذاق اللحم الصغير يتفوق كثيراً عن مذاق أي لحم آخر..!! ** التفكير العلمي الجاد في إقامة مراع قرب الشواطيء بها نباتات. تتقبل المياه المالحة. وعدد وافر من المجلات العلمية يؤكد نجاح ولايات أمريكية في ذلك. بل وهناك مراكز بحوث مصرية. تؤكد ذلك. ** التنمية الجادة للثروة السمكية أذكر في قريتي منذ ربع قرن ان كثيرا من الفلاحين كانوا يستفيدون من زراعة الأرز. بإلقاء السمك الصغير. في حقولهم وعند تجفيف الأرض. فإنهم مع تصفية المياه يجنون كماً كبيراً من السمك. وقال لي البعض انهم اقترحوا علي وزارة الزراعة إقامة "مشاتل" للحصول علي الأسماك الوليدة. فقوبلوا بالسخرية. بل ان كل ترع مصر. وقنواتها تصلح ان تكون مزارع سمكية بإلقاء بيض السمك منها. وهذا موضوع علمي مؤكد ان بحوث العالم قد وصلت إلي نتائج ناجحة بدليل ان الصين وفيتنام تغمران العالم بالأسماك المجمدة الجيدة. وبأسعار زهيدة. أما مشروع البحيرات وبحيرة ناصر. فقد بحت الأصوات. ومن البحاح توقفت!! وكان أسرع قرار في أزمة انفلونزا الخنازير هو القضاء علي الخنازير في مذبحة جماعية. الإسلام ينهي المسلمين عن أكل الخنازير. ولم ينه غيرهم. وكان فقراء المسيحيين يعتمدون علي لحومها. والمؤكد ان الخنزير المصري يقاوم الاسقام بقوة. ربما لأن جدوده عاصروا الفراعنة!! وبعد انتهاء هوجة أنفلونزا الخنازير بسلام. اقترح رعاية ما تبقي من المذبحة - كما يقال في بعض القري المسيحية في الصعيد والاهتمام بها لسبب هو أنها تعيش علي بقايا المنازل. وعلماً بأن لحومها مطلوبة في الفنادق حتي الكبري..!!