وللأسف فإن أصحاب المصالح الغاضبين من المحافظ ليسوا رجال أعمال فقط ولكن بعضهم من الصحفيين.. أحدهم يملك عدة مقاه في الثغر وكان قد أغلق بعضها المحافظ في مطاردته لتدخين الشيشة. فغضب الصحفي وبدأ يشن حملات ضد المحافظ الذي يريد تطبيق القانون بحذافيره لتستحق الإسكندرية العام القادم لقب مدينة خالية من التلوث. وربما "تغير" منها مدن أخري وتسعي إلي تحريم الشيشة أيضاً. تحالف زميلنا الصحفي مع عدد من رجال الأعمال بالإسكندرية الذين رفض المحافظ لبيب أن يبيع لهم أرض الدولة بملاليم. فأرض الإسكندرية ملك للدولة وليست عزبة للمحافظ يتصرف فيها كما يشاء. ولأن المصالح تضاربت فقد تحالفت شلة المنتفعين وراحت تتصيد للرجل الذي جعل الاسكندرية نظيفة مثل مدن أوروبا في احيائها الشعبية قبل شواطئها الفاخرة.. الآن لا تجد ورقة في الأنفوشي أو بحري أو السيالة.. حتي حلقة السمك التي يمتد بجوارها أهم شواطيء الاسكندرية الشعبية. لا تجد ورقة ملقاة عليه. الانتقادات توجه للمحافظ حاليا بسبب تعثر مشروعات وعد بها ولم ينفذها وأهمها مشروع مدينة الاسكندريةالجديدة الذي كان سيوفر 750 ألف فرصة عمل ويمتد لمساحة 3500 فدان!.. توقف المشروع مؤقتا لأن الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها مصر أوقفت مشاريع كثيرة وليس هذا المشروع فقط.. المشروع تحمس له رئيس الوزراء والخرائط والرسومات جاهزة لمد المرافق إليه. لكن قلة تدفق الاستثمارات الي مصر ووجود أولويات للانفاق العام أجل المشروع.. وها هي استثمارات خليجية تتجه نحو مصر ونأمل أن تنال عروس المتوسط نصيبها منها. مدينة الاسكندريةالجديدة هي مشروع القرن بالنسبة لأهالي الثغر. لكن يجب ألا ننسي ان اقتصاديات أوروبية انهارت وأوقفت كل مشاريعها وليس اثنين أو ثلاثة.. اليونان وايرلندا والبرتغال تئن من وطأة الأزمة المالية العالمية وتطلب الغوث.. بريطانيا تضاءل اقتصادها العملاق وتجتاحها المظاهرات يوميا.. معدل النمو في الدول الأوروبية الأربعة يتراوح ما بين نصف الي 1% مقارنة بمصر التي مازال معدلها 8.4% وسط هذه الأزمة. ومثلما تعطلت مدينة الإسكندريةالجديدة. تعثر مشروع المدينة الطبية العالمية التي كانت شركات أوروبية قد عرضت تسهيلات له. إلا أن الأزمة المالية العالمية أوقفتها أيضا.. المحافظ عندما أعلن عن عدد من المشروعات لاحياء الإسكندرية عام 2008 لم يكن يتصور ان الأزمة المالية العالمية ستكون بهذه القسوة علي الاقتصاديات الكبري. فما بالك بدولة نامية مثل مصر! أيضا تردد كلام بشأن توقف العمل بمترو الإسكندرية والحقيقة أن العمل سيجري بين المدينة وبرج العرب أما باقي الخطوط فقد رأت القيادة السياسية تأجيلها الآن لوجود أولويات أهم.. علي أية حال كل الدول توقف المشروعات التي يطلق عليها "مشروعات قومية" في فترات الكساد والأزمات العالمية ثم تعاود الانطلاقة الكبري.. لذلك فإن محاولة إحصاء المشروعات المتوقفة ونسبها إلي المحافظ النشيط هي افتراء وابتزاز من أصحاب مصالح شخصية.. لا يمكن أن ننسي ما تحقق للإسكندرية من وظائف جديدة وخدمات ومشاريع سياحية وتنظيم لدخول الشواطيء وتخليصها من البلطجية والفتوات لأن بعض المقاهي أغلقت وهي مملوكة لرجال أعمال وصحفيين ومضاربين في البورصة! عيب ان يصل الابتزاز لتشويه المسئولين إلي هذا الحد لمجرد إغلاق مقهي أو اثنين.. ليست الشيشة هي التي ستحول الإسكندرية إلي منتجع سياحي عالمي وتستقطب الاستثمارات.. فكروا بحيادية أكبر وبعيداً عن "الأنفاس"!!