بعد الدعاوي المتكررة التي انتشرت بين الشباب بالجامعات في الفترة الأخيرة لمقاطعة انتخابات مجلس الشعب القادمة عبر موقع "الفيس بوك" وداخل الحرم الجامعي أبدي أساتذة الجامعات رفضهم لهذه الدعاوي مؤكدين سلبيتها مطالبين الشباب بالجامعة بعدم الاستجابة لها مشيرين إلي أن التجربة وحدها خير دليل علي فاعلية مشاركتهم في الإدلاء بأصواتهم. ونصح الأساتذة الشباب بعدم الانسياق لهذه الدعاوي الهدامة والعمل كعناصر إيجابية بالمجتمع. ويقول دكتور وليم عبيد - أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس: إن طالب الجامعة من المفترض أنه متميز في فكره عن باقي أفراد المجتمع وبالتالي فلا يجب أن يستمع لدعاوي مقاطعة الانتخابات. أوضح أن الدور الأكبر يتوقف علي مدي وعي طالب الجامعة بأهمية صوته ومسئوليته في التغيير البناء مشيرا إلي أن المؤشرات الحالية تبرهن علي أن عملية الانتخابات القادمة ستشهد تغييرا كبيرا عن السنوات الماضية ولن يعرف الشباب ذلك سوي بالمشاركة الفاعلة بالقيام بدور حقيقي والتقدم بالانتخاب لمن يراه مستحقا لذلك. أشار إلي أن الاستجابة لدعاوي المقاطعة دون وعي بدوافعها أمر غير مجد ولا يستند علي وقائع فعلية خاصة أن مثل هذه الدعاوي تهدف لإثارة البلبلة فقط. ضرب مثالا لمثل هذه الدعاوي بما يحدث في العديد من الدول المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا من خلاف مستمر حول الأحزاب المتواجدة ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح. قال إن دور طالب الجامعة هو أن يعطي نموذجا جيدا للمواطن المصري الواعي بما أنه يدرس فكرا وعلما وثقافة مختلفة فبالتالي فإنه فقط من يستطيع أن يحكم علي مدي نزاهة وجدية الانتخابات من واقع مشاركته وفي حين وجود شكوك لديه في ذلك فإنه يحق له التقدم بالطعن في النتائج ويتابعها لا أن يكتفي بالمقاطعة التي تعد أحد وجوه السلبية التي يجب علينا جميعا مواجهتها. أكد أن دور الناخب هو الفاصل الوحيد والمقياس الأول لمدي شفافية إجراءات الانتخابات في كافة مراحلها. رفض.. تام أضاف دكتور حامد طاهر - نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق - أنه يرفض دعاوي مقاطعة الانتخابات لأن المقاطعة في كل أحوالها وأشكالها غير مجدية لأنها تعبر عن موقف سلبي والسياسة تحتاج دائما إلي المشاركة بالرأي سواء كانت جيدة أو سيئة. قال إن الذين يريدون المقاطعة بحجة احتمال التزوير لماذا لا تشاركون ثم تعترضون في حالة وجود شك ففي هذه الحالة يكون الأمر أكثر إيجابية من المقاطعة التامة التي تعني إعطاء فرصة لاستغلال صوته بشكل سلبي. أشار إلي أن الديمقراطية في أساسها تقوم علي تعدد الآراء وتقبل الرأي والرأي الآخر لأن هذه الأفكار الهدامة توجد في كل دول العالم والعبرة فيمن لا ينساق وراءها ويعرف مدي مسئوليته الحقيقية في عملية الانتخاب. أيده في الرأي دكتور علي راشد - أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة حلوان - قائلا: إن مقاطعة طلاب الجامعة للانتخابات لا يمكن أن تكون أبدا أمرا إيجابيا مشيرا إلي أهمية التقدم للتصويت في المشاركة في مستقبلنا بشكل أكثر إيجابية. قال إن هؤلاء الشباب يجب أن يتم تفهم طرق تفكيرهم ونقاشهم بشكل عقلي منطقي للوصول لحل فعلي وإقناعهم بأهمية دورهم في المجتمع لأن مشاركتهم في الانتخابات هي مشاركة في مستقبل مصر لأن الوسيلة الأولي للتغلب علي الصعاب والوصول للأهداف المرجوة هي المشاركة الفعلية. أكد أن كل فرد يستطيع أن يسهم ولو بقدر بسيط في إنجاح الانتخابات باختيار من يراه صالحا لتحمل المسئولية لأن كل فرد عليه بنفسه فقط وليس بما يقال حوله من دعاوي غير مجدية سواء عبر بعض مواقع الإنترنت أو الدعاوي بين الشباب بالجامعة. ظاهرة.. مخيفة فجر دكتور مجدي السرس - أستاذ الجغرافيا بكلية البنات بجامعة عين شمس - ظاهرة مخيفة داخل الجامعات حيث يقول إنه اكتشف أن 225 طالبة هم عدد طالبات إحدي الفرق الدراسية لا تحمل واحدة منهن بطاقة انتخابية وليس لديهن أدني معرفة بالمرشحين في دوائرهم الانتخابية وهو ما يعد كارثة حقيقية لفئة طلاب الجامعة الذين يفترض بهم أن يكونوا أكثر وعيا ومعرفة بالمجتمع المحيط بهم. قال إن هؤلاء الطالبات لا يجدن أن أصواتهن أمر فارق في المسألة الانتخابية وهذا ما يعني قوة فكرة السلبية لديهن عن أعضاء مجلس الشعب والانتخابات بشكل عام حيث تعرض بعض وسائل الإعلام صورة غير حقيقية عما يدور بالانتخابات ويصور المرشح علي أنه شخص انتهازي لا يهمه سوي مصلحته فقط ويسعي للمنصب لحماية مصالحه وفي الحقيقة أن هذا يمثل نسبة ضئيلة وليس الكل كما يتخيل الشباب. نصح د. مجدي الطلاب بالإحساس بدورهم ومسئوليتهم والتعرف علي الدور الحقيقي لعضو مجلس الشعب حيث لا يتوقف دوره فقط عند خدمة أهالي دائرته أو توظيفهم وإنما دوره الأساسي يكمن في الوظيفة التشريعية للقوانين التي تدير الدولة وتهم الشعب بأكمله وليس فئة معينة منه. طالب من الطلاب التقدم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات القادمة والابتعاد عن السلبية. أكد أن إصلاح عملية الانتخابات الاتحادية داخل الجامعة تعد الخطوة الأولي لإصلاح فكرة الطالب عن الانتخابات بشكل عام لأنها نموذج مصغر يراه علي الطبيعة للمجتمع الخارجي. اقتراح دكتور محمود خورشيد - أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة حلوان - يري أن النقطة الأساسية التي يجب البدء من عندها هي التعرف علي أسباب عزوف الطلاب عن المشاركة ومناقشتها بوضوح..اقترح أن يتم إشراك هؤلاء الشباب في مراحل العملية الانتخابية بالمساهمة في عمليات الفرز أو تنظيم الناخبين دون اشتراط انتمائهم لحزب معين أو جهة معينة لإكسابهم الثقة في عملية النزاهة في الانتخابات وبالتالي فإن هؤلاء الشباب سوف يقتنعون بشكل عملي بجدية الأمر وبالتالي فإنهم سيدعون أسرهم وأصدقاءهم للمشاركة الإيجابية في الانتخابات وبذلك نكون قد أعطينا مثالا فعليا علي شفافية الانتخابات. قال إنه رغم صغر هذا الدور إلا أنه يؤثر بشكل كبير في الشباب الذي يشعر بأنه مسئول وأن له دورا ما في مستقبل الأمة كما تمكنه هذه المشاركة من الكشف عن أي سلبيات وبالتالي يكون رد فعله بناء علي متابعته إيجابيا. تأييد أيده في الرأي دكتور مصطفي زيدان - وكيل كلية الهندسة بجامعة عين شمس لشئون البيئة والمجتمع سابقا - مؤكدا علي أن التجربة وحدها خير دليل أما الأحكام المسبقة فإنها لا تجدي أبدا حتي يتبين الأصوب فالأمور لا تتخذ بالظنون أو ما يبدو علي السطح فقط وإنما هناك المزيد من المستجدات التي قد تحدث وفق التجربة نفسها وما يحيط بها من ظروف.