هل تريد وصفة سحرية ذهبية للوقاية من أمراض العصر؟ بالطبع كلنا نريد ذلك. وبالنسبة للأطباء فهم يرون أن الأمر بسيط جدا ولا يتجاوز حدود الالتزام بنمط صحي في الحياة. وهم في تبسيطهم للأمر يجافون الحقيقة. لأن الحقيقة التي نصطدم بها كل يوم تؤكد ان وصفات الوقاية في معظمها غير قابلة للتطبيق رغم بساطتها الظاهرة. مثلا: معظم النصائح الوقائية تركز علي تجنب المشاعر السلبية. التوتر والقلق وعدم الرضا وانعدام القناعة. تؤكد ان الضغوط النفسية تضعف المناعة. تدمر الرغبة الداخلية في المقاومة. فإذا ما سألت أياً من الأطباء عن طريقة محددة لتنفيذ هذه النصائح فلن تجد إجابة. من السهل أن تدعو الناس إلي عدم الاستسلام للضغوط أو إلي تجنبها. ولكن من الصعب أن تشرح لهم كيفية ذلك. كيف نطلب ممن يشعر بالظلم في العمل أن يتعامل مع الأمر بقلب "بارد". أو ممن يعجز عن الوفاء بمتطلبات حياة أسرته بعد أن دخلت حياتنا مستجدات "انفاقية" لم نكن نعرفها. مثل الدروس الخصوصية ومصروفات المدارس ورسوم القنوات المشفرة.. أن يبتسم ويشعر بالسعادة حتي لا يرتفع ضغطه ويتعب قلبه. المشكلة ان معظم وصفات الوقاية أصبحت من النوع السهل جدا الممتنع جدا جدا. والنتيجة حالة قلق عامة من امكانية الوقاية من أي من الأمراض الخطرة. المشكلة ان هذه النوعية من النصائح الوقائية غير القابلة للتصديق تخلق عندنا حالة من عدم المبالاة أو عدم الاهتمام. تجعلنا نتعامل مع ما يمكن تطبيقه بنفس منطق تعاملنا مع ما لا يمكن تطبيقه. المطلوب من الأطباء والعلماء أن يعلمونا كيف نتعايش مع الواقع.. كيف نخرج من حصار أسباب المرض بأقل قدر من الخسائر. أو أن يبحثوا لنا عن حبة سحرية تعيد ملامح الفرح إلي الوجوه المتجهمة. وتجعلنا نتعامل مع ضغوط الحياة بابتسامة مشرقة.