* أخيرا وبعد سنوات أنعشت السينما المصرية ذاكرتنا العسكرية وانتصاراتنا الحربية في إحدي أهم معارك الجيش المصري في فيلم "الممر" الذي جسد بطولة من بطولات الصاعقة والتي لعبت دورا محوريا في الخفاء أثناء حرب الاستنزاف من خلال تدمير معنويات جنود العدو الاسرائيلي عندما يلتقي وجها لوجه مع الجندي المصري. الي جانب تدمير حصون ومواقع عسكرية مهمة لدي العدو!! * ترجع أهمية فيلم "الممر" الي أنه يؤرخ لفترة لاتعرفها ولم تعشها الاجيال الجديدة تحولت الي ذكري تردد في المناسبات.. ولكن الفيلم السينمائي تمكن من ان يربط الاجيال المتعاقبة بعد حرب اكتوبر 73 بتلك الفترة الزمنية التي لم تمح من ذاكرتنا. فألقي الضوء علي الحالة النفسية التي عاشتها مصر عقب هزيمة يونيو 1967 لتدرك مدي تأثير الالم والحزن والغضب ومحاولة الثأر للهزيمة من خلال معارك حرب الاستنزاف التي شهدت بطولات للجنود المصريين خلف خطوط العدو!! * ليس مطلوب من السينما المصرية ان تجسد الحرب كاملة ونصر أكتوبر. ولكن مطلوبا منها ان تجسد إحدي ملاحم البطولات العسكرية. وهو ما فعلته في "الممر" بتجسيد بطولة حقيقية من بطولات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف. فنحن لم نعش الحرب العالمية الثانية. ولكننا نعرف تفاصيلها ومعاركها ومآسيها في كل أنحاء المعمورة من خلال الافلام الحربية للسينما الامريكية والأوروبية.. وهو ما نريده من السينما المصرية. فكل منطقة في مصر خاصة علي خط القنال تشهد بطولات وبطولات وتضحيات!! * بعد حرب 73 قدمت السينما المصرية عدة افلام تناولت نصر 6 أكتوبر. وإن كانت هي في الاساس افلاما اجتماعية تداخلت فيها الحرب والمعارك.. ولكنها شفت غليلنا وعطشنا بأن نشهد فيلما يمجد نصر اكتوبر ولو جزئيا. ومازلنا نفتخر بتلك الافلام التي أنتجت تباعا. ولكننا مازلنا عطاشي.. فالشهداء لم تجف دماؤهم. وانتصاراتهم وبطولاتهم قد تمحي من الذاكرة برحيل أبنائهم وزملائهم الذين يحفظون بطولاتهم عن ظهر قلب!! * كل منا له ذكرياته أثناء فترة التجنيد - ما بعد حرب 1973- ويري أنها قد تصلح لقصة فيلم قصير.. فما بالك لو كانت تلك الذكريات اثناء حرب 67 وما بعدها وصولا لنصر أكتوبر 73 من المؤكد ان هناك بطولات يجب ان نحافظ عليها.. ليس بالحكي والقصص فقط. ولكن من خلال الافلام السينمائية. التي تعكس الواقع وتوثق تلك اللحظات المثيرة للتاريخ فهي أبلغ تعبير وتجسيد لتلك الفترة!! ** كان اخر فيلم حربي للسينما المصرية هو "يوم الكرامة" للمخرج علي عبدالخالق عام 2004 عن اغراق المدمرة الاسرائيلية "إيلات".. وهو الفيلم الذي لعب بطولته ايضا الفنان أحمد عز ومعه محمد رياض وياسر جلال وخالد ابوالنجا ومحمود قابيل. وبعد 15 عاما جاء فيلم "الممر" للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد عز وأحمد رزق وإياد نصار وأحمد صلاح حسني وأمير صلاح الدين ومحمد فراج وأحمد فلوكس. فهل سننتظر حقبة زمنية أخري لنجسد بطولة عسكرية أخري!! * إننا في احتياج بأن يعرض فيلم "الممر" في الخارج بالدول الأوروبية والأمريكية لتظهر للعالم قوة الجيش المصري وبطولاته... ويجب ان تكون هناك أداة جذب.. واتساءل: لماذا لانستعين بنجمنا المصري ونجم هوليوود "رامي مالك" الحائر علي جائزة الاوسكار كأحسن ممثل ليجسد بطولة اخري من بطولاتنا العسكرية.. لاشك ان تواجد رامي مالك في فيلم مماثل سيساهم في إبراز بطولاتنا وقوة جيشنا فاسم رامي مالك تخطي حدود كل دول العالم.. ونحن في احتياج لافلام لاتجسد النصر فقط بل والدعاية لمصرنا وجيشنا خاصة في تلك الفترة التي تحارب فيها الارهاب الممنهج.. إلي جانب اذكاء الروح الوطنية لجنودنا ولنا.!! * وأعتقد ان نجومنا المصريين سيرحبون بهذا النجم وان تضع اسماءهم خلفه.. وقد يكون فاتحة خير لهم ونراهم في السينما العالمية. وهناك مثال للمخرج الامريكي السوري الاصل مصطفي العقاد فلم يكن احد يعرفه قبل ان يخرج فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار".. فالفيلمان لعبي بطولتهما النجم العالمي انتوني كوين.. وكانا عاملا كبيرا في الاقبال علي مشاهدة الفيلمين في جميع انحاء العالم ليدركوا حقيقة محمد رسول الله ورسالته. وجهاد الشهيد عمر المختار ضد المحتل الايطالي.. فهل سنجد أحدا ما يؤكد بأن رامي مالك هو بطل الفيلم الحربي القادم للجيش المصري!!