عندما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بحظر الشركات الأمريكية من بيع التكنولوجيا إلي شركات أجنبية. استند إلي كونها خطر علي الأمن القومي الأمريكي. وقصد ترامب من ذلك الشركات الصينية تحديدًا. لكن جوجل. التي نفذت القرار بحظر بيع نظام التشغيل أندرويد إلي شركة هواوي الصينية. تعتقد أن ذلك الحظر قد يضر الأمن القومي الأمريكي نفسه. سلكت الحرب التجارية الدائرة بين الولاياتالمتحدةوالصين منذ صعود ترامب إلي الحكم في 2016 مسارًا تقنيًا بقرار ترامب وضع شركة هواوي الصينية علي القائمة السوداء بوزارة التجارة الأمريكية. ونشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرًا يوضح أن جوجل تحاول إقناع إدارة ترامب بأن منع هواوي من استخدام أندرويد سيدفع الشركة الصينية إلي استنساخ إصدار من أندرويد قد يكون أكثر عرضة لخطر القرصنة. وهذا يهدد الأمن الأمريكي. وبموجب قرار ترامب. يُحظر علي جوجل تزويد هواتف هواوي بأي من خدماتها. وذلك علي المدي الطويل. أما علي المدي القصير. فقد حصلت هواوي علي ترخيص تحديث البرامج علي هواتفها الحالية. وتتوقع جوجل سيناريو إصدار هواوي نسخة موازية من أندرويد. وهذه النسخة بالطبع لن تتضمن خدمات جوجل ومن أهمها مكافح الفيروسات الذي يفحص التطبيقات علي البلاي ستور بحثًا عن البرامج الضارة والتهديدات الأمنية. ومع بيع هذه النسخ عالميًا فملايين المستخدمين سيكونون عرضة للقرصنة. والخطر بالنسبة للأمريكيين الذين يتمتعون بالتأمين العالي علي أجهزتهم المزودة بأندرويد الأصلي عند إرسالهم معلومات سرية إلي شخص ما يستخدم أحد تلك الأجهزة المقرصنة من هواوي، وهنا لن يفيد تأمين أندرويد الأصلي حيث إن القراصنة يمكنهم سرقة المحتويات عبر الطرف الآخر من عملية الإرسال -أي مستخدم هاتف هواوي- بغض النظر عن مدي تأمين تشفير الاتصال، فعند وجود برنامج خبيث علي الهاتف، تصبح المعلومات في خطر لا سيما وأن الناس لا يفتشون عن نوعية الهاتف الذي يرسلون إليه المعلومات، وهذا سيعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر. هذا هو ما تتوقعه جوجل وإذا ما فشلت في إقناع ترامب به، فقد يعني التأخر في اتخاذ قرار التراجع وهو من شأنه تفاقم المشكلة بخاصة إذا ما أسرعت هواوي، أكثر مصنعي الهواتف مبيعات في شتي أنحاء الأرض، إلي تصنيع نظام تشغيل خاص بها، وحتي إذا ما سلمنا بخطأ فرضية جوجل عن الأمن، فستخسر، وشركات أمريكية أخري، أموالًا لفقدها العمل مع عملاق بحجم هواوي. وتقول هواوي إنها قد تطرح نظام تشغيل مخصص قريبًا، بيد أنها لم توضح سواء كان النظام سيكون نسخة من أندرويد أم شيء آخر. فيما يقول ستيفن منشن، وزير الخزانة الأمريكي، إن الولاياتالمتحدة قد تسهل القيود المفروضة علي هواوي إذا ما حققت بكين وواشنطن تقدمًا في الحرب التجارية بينهما، وهذا أمر مستبعد علي الأقل في الوقت الحالي نظرًا لتعثر المفاوضات بين البلدين إضافة إلي الحرب الكلامية التي يشنها ترامب ضد الصين ولا سيما مع الإفراج عن مينج وانزو، ابنة رئيس شركة هواوي والرئيس المالي للشركة، بعد اعتقالها في كندا بطلب من الولاياتالمتحدة، بكفالة عشرة ملايين دولار. وتقول وكالة بلومبرج الاقتصادية إن هواوي أوضحت أنها لم تتفاوض مباشرة مع الحكومة الأمريكية وأنها في انتظار ما تتمخض عنه محادثات جوجل، أي أن مخاوف جوجل التي ذكرتها الفاينانشال تايمز والتي تحاول جوجل إقناع الحكومة الأمريكية بها هي مربط الفرس الآن، وعلي الأرجح فستطور الأحداث في شهور الصيف القادمة مع اقتراب الرخصة المؤقتة علي الانتهاء في 19 أغسطس القادم.