العطاء خاصية انسانية غريزية من الغرائز التي وضعها المولي سبحانه وتعالي في بني البشر بدليل أن الشح استثناء في البشر أي هو النادر في مثل بقية الخصائص البشرية كالصحة التي هي الاصل والمرض الاستثناء .والماء هو الاصل في التواجد في كل مكان وندرته هي الاستثناء وهكذا. ومصر علي مدي تاريخها تميزت في قضية العطاء عن رضي وحب فيقول تعالي: "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًي"وهناك عطاء ايثار يقدم فيها المعطي ما هو في حاجة اليه الي من هو في حاجة أكثر اليه أشار اليه القرآن في قوله تعالي ¢ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" وكان يقصد الانصار وفي قوله تعالي: "ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" وهناك عطاء بمنّ أشار اليه القرآن في قوله تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَي كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ" وعطاء بضيق يشعر به المعطي حتي ليكاد أن يضن بهذا العطاء ويصل شعوره للمتلقي وصفه القرآن بالاذي وهناك عطاء بشح حتي يبدو العدم منه أفضل وعطاء بكبر أشار اليه القرآن في قوله: " إنما أوتيته علي علم عندي¢. وما يحدث علي الشاشات في رمضان من دعوة الي العطاء أمر طيب ومصر تميزت بالعطاء علي مدي تاريخها مؤمنة أنه مسئولية لها تجاه أبنائها وتجاه اخوانها من خارجها فليس غريبا ان يتباري الناس في تقديم العطايا سواء في بناء المستشفيات او المدارس أو غيرها من حاجات الناس التي دعانا المولي سبحانه وتعالي ورسوله الكريم الي الاسراع في البذل من أجلها . أما الذي لايليق بنا فهن بدعة تصوير الناس واستنطاقهم الشكر علي ماقدم لهم ونشر صورهم وفيديوهاتهم علي نطاق واسع وكأن المعطي حريص علي أن يضع نقطة سوداء في وجه الآخذ وهو أمر لم يكن من أخلاق مصر ولا المصريين حتي أني لأذكر ما كان من أحد العلماء الذين تعلموا في الازهر من خارج مصر وهو يتحدث معي في أمور الدعوة وجهود العالم الاسلامي بادرني بقوله في حديثه عن مصر: يكفي أنك تنزل في مطار القاهرة فلا تجد من يقول لك ماذا تقول فيما صنعت مصر من أجلك " فالرجل يشير الي العطاء بكرم وإيثار وهو خلق تميزت به مصر علي مدي تاريخها أما مانراه علي الشاشات وفي الصحف والمواقع من استعراض للمن علي الناس وتصويرهم بما قد يعابون به ويعاب أبناؤهم بعد ذلك فهذا جديد علي المصريين ولا يراد به وجه الله وليس وسيلة محترمة لدفع القادرين علي العطاء أتمني أن تختفي . أما ما أتمناه ثانيا فهوعدم السماح لغير المصريين ولا للمؤسسات غير المصرية بتقديم طعام للمصريين فالمصريون قادرون علي كفاية ذويهم أما ما أتمناه ثالثا فهو تعامل الجهات الرقابية فيما يسمي "العاملين عليها" فهو امر يستنزف فيه من الاموال ما قد يأتي علي حصيلة الجمع كلها فتصبح التبرعات لصالح العاملين عليها وليس لصالح المستحقين فقد تتبعت إحدي الجمعيات فوجدتها تجنب 50% مما تجمع لصالح العاملين عليها وهو أمرشديد الخطورة وأشار اليه بعض الكتاب وحذر منه بمستندات . أما ما أتمناه رابعا فهو الاقتصاد في الاعلانات عن الصدقات بأموال المتصدقين إنني أعرف جمعيات لا تعلن عن نفسها في وسائل الاعلام وإنفاق النثريات لديها يكاد تكون صفرا ورغم ذلك فهي أكثر الجمعيات إقبالا من المتصدقبن عليها لثقتهم بها وهي أكثر الجمعيات عملا للخير.