بعد البمب والصواريخ الذي كان يتم تهريبه من الخارج وبعد نجاح الدولة في إحباط جميع عمليات التهريب أصبح الأطفال يصنعون هذه الألعاب محلياً بمواد بدائية أخطرها "الكربون" الذي يباع علانية في المحلات مما يتسبب في وفاة وبتر أطراف وعمي وإصابات لا حصر لها بين الصبية لعدم درايتهم بمخاطرها. يقول محمود الخضري- بالمعاش- : فوجئت بقيام أحفادي بتصنيع مدفع يطلقون عليه "الهاون" بواسطة مواسير بلاستيكية ويضعون داخله بعض المواد الكيمياوية يطلقون عليها الكربون ويتم إشعالها بالكبريت أو الولاعة وتحدث صوتاً انفجارياً يشبه القنبلة يزداد عدة أضعاف كلما زادت عملية رج المخلوط داخل الماسورة البلاستيكية. ويضيف شهاب محمد- موظف- : لاحظت هذا العام وجود بعض الألعاب النارية يتبادلها الأطفال أكثر خطورة عن الألعاب القديمة التي كانت عبارة عن بمب وصواريخ ولكن الألعاب هذا العام عبارة عن قنابل مصغرة فانفجارها يشبه انفجار قنبلة أو صوتاً عاليا كطلقة رصاص حقيقية يقوم الأطفال بتصنيعها دون دراية لمدي أضرارها وحوادثها التي قد تسبب الوفاة أو العمي أو بتر الأطراف. في حين يؤكد سيد عبدالحفيظ- موظف- : بالرغم من قيام حملات لحظر تلك الألعاب من الأسواق إلا أنها مازالت منتشرة ومعظمها ألعاب نارية مهربة ويتم استيرادها من الصين بجانب محاولة الأطفال تصنيع ألعاب نارية بطرق عشوائية تتسبب في كوارث للطفل نفسه أو المواطنين علاوة علي أصواتها المرعبة. ويؤكد محمد عادل- موظف- : أن الألعاب تسبب إصابات بالغة كالحروق والتشوهات حيث تعرض ابني لحادث في عينيه نتيجة تلك الألعاب أثناء لعبه بأحد الصواريخ التي قام باشتعالها وإطلاقها لأعلي مما تسبب في سقوطها علي وجهه فأصابت عينه وأجريت له جراحة عاجلة لإنقاذه من العمي. في حين يري محمد منصور- طالب-: أنه يشعر ببهجة مع اصدقائه عند إشعالهم الألعاب النارية قائلاً: أنا وزملائي نقوم بشراء الألعاب النارية حيث نتجمع بعد الإفطار ونقوم بإشعالها. ويقول يوسف منصور- 14 سنة- : كل صاروخ له شكل وسعر وإضاءة مختلفة بخلاف أن هناك اسماء مختلفة للألعاب النارية مثل الشحات والفراشة والصاروخ والطيارة وقنابل بن لادن وتختلف أيضاً في الحجم وشدة الصوت عند إطلاقها ولكن المشكلة قيام الباعة برفع أسعارها وخاصة مع اقتراب المناسبات والأعياد مما يجبرنا علي تصنيع بعض أنواع منها. ويشاركه مصطفي محمد- قائلاً-: بالفعل هناك أسماء وأنواع جديدة بدأت تنتشر في الأسواق مثل "لعبة المانكي" التي تتدحرج علي الأرض ثم تخرج منها طلقة واحدة وأيضاً "الفراشة" التي تصعد لأعلي في الهواء ويحدث منها صوت عال وأيضاً "اللبوس" وهي لعبة تصدر صوتاً شديداً كانفجار القنبلة و"لعبة الحجاب" وهي مثلثة الشكل ولها صوت انفجار شديد والتورتة النارية عبارة عن دائرة تأخذ شكل التورتة وبها أكثر من مخرج للنيران. ويوضح حنفي محمد 12 عاما- : بعد رفع أسعار الألعاب النارية نقوم بتصنيعها بأيدينا من خلال ماسورة بلاستيك وعلبة بيروسول خالية وكربون ويتم اشتعالها وأيضاً نقوم بشراء البمب وتفريغ الزلط من داخله في علبة خالية ويتم غلقها جيداً وإلقاؤها علي الأرض مما يحدث دوياً مرتفعاً. ويقول أحد الباعة للألعاب النارية- رفض ذكر اسمه- : معظمنا يقوم بشراء الألعاب النارية من مصانع مختلفة وأحياناً نقوم بتصنيعها بأنفسنا فأعمل بهذه المهنة منذ سنوات ونعلم جيداً خطورتها فنحاول تفادي وضعها في أماكن حارة وعدم تخزين كميات كبيرة منها وخاصة الألعاب التي تحتوي علي كميات قليلة من بودرة التفجير لعدم انفجارها. مجدي لطفي- تاجر ألعاب نارية- يوضح أن معظم الألعاب مستوردة من دول مختلفة علي رأسها الصين التي تحرص علي تصنيع أشكال جديدة من الألعاب النارية كل عام.. فهناك أكثر من 20 نوعاً مختلفاً من الصواريخ والبمب وأشهر ما يتم بيعه التورتة ويستخدم في الأفراح والمناسبات المختلفة موضحاً أن جميع الفئات العمرية تقبل علي شرائها وأكثر نوع يتم الإقبال عليه من قبل الأطفال هو البمب الصيني فهو عبارة عن حبات صغيرة من الزلط يصدر عنها صوت شديد بمجرد اصطدامها بأي جسم صلب دون أن تحتاج لرميها علي الأرض بعنف مؤكدا أن الأسعار تختلف حسب النوع وحسب عدد الطلقات وتبدأ من 10 جنيهات إلي 400 جنيه. الدكتور جمال فرويز- أستاذ الطب النفسي- يري أن العامل الأساسي في منع الطفل من استخدام تلك الألعاب الخطرة هو دور الآباء والأمهات في مراقبة اطفالهم وتوعيتهم بمخاطرها فمعظم الألعاب النارية بيتم انتشارها في المناطق الشعبية والتي يتواجد بها الكثير من الأسر وليس لديها أي دراية بضرورة توعية أبنائهم بضرورة اختيار اللعبة الصحيحة مما يوجد حالات العنف والشغب بين الأطفال بخلاف أنهم يقومون بإلقائها علي بعضهم البعض أو علي الآخرين ويتسببون في إصابتهم في أي لحظة.